"المعانية يضيئون رمضان بالنخوة والكرم .. موائد الخير تمتد لإكرام العابرين والفقراء"

mainThumb
"المعانية يضيئون رمضان بالنخوة والكرم.. موائد الخير تمتد لإكرام العابرين والفقراء"

15-03-2025 12:04 PM

printIcon

أخبار اليوم – عواد الفالح - في شهر الخير والعطاء، تتجلى نخوة المعانية وكرمهم الأصيل في مبادرات إنسانية فردية وجماعية، تعكس روح التكافل الاجتماعي الذي طالما عُرف به أهل معان. ومع حلول شهر رمضان المبارك، يشهد الطريق الصحراوي والمناطق المحيطة انتشار موائد الإفطار الميدانية، وسبيل الماء والتمر، في تقليد معاني متجذر، يهدف إلى إكرام العابرين والضيوف وإطعام الفقراء والمساكين.

لم يكن الكرم في معان يومًا مجرد صفة، بل هو سلوك متأصل يجري في عروق أهلها، يظهر في أسمى صوره خلال الشهر الفضيل. فمنذ الأيام الأولى لرمضان، ينتشر شباب معان على الطرقات، حاملين الماء والتمر والوجبات الساخنة، يوقفون السيارات بحفاوة، ويصرون على أن كل عابر سبيل يجب أن يأخذ نصيبه من الخير قبل أذان المغرب.

ولا يقتصر الأمر على توزيع الطعام، بل يتعداه إلى تجهيز موائد إفطار جماعية للفقراء والمحتاجين، حيث يحرص أبناء معان على توفير وجبات يومية للفئات الأكثر احتياجًا، سواء داخل المدينة أو في المناطق النائية.

ما يميز هذه الجهود أنها ليست مشاريع مؤسسية أو حملات رسمية، بل هي مبادرات فردية تنبع من روح العطاء التي تميز المجتمع المعاني. التجار، والشباب، والعائلات جميعهم يساهمون بجهودهم ومواردهم، بعضهم يقدم الطعام، وآخرون يوفرون التمويل، فيما يتطوع البعض الآخر بتنظيم وتوزيع الوجبات.

يقول أحد المشاركين في هذه المبادرات: "هذه العادة تربينا عليها، وكما أكرمنا أجدادنا، فمن واجبنا أن نحافظ على هذا التقليد، ونمد يد العون لمن يحتاج، سواء كان مسافرًا، عاملًا تأخر عن الإفطار، أو أسرة لا تملك ما يكفيها."

ليس غريبًا أن تكون معان عنوانًا للكرم، ففي كل زاوية من المدينة تجد صورًا نابضة بالعطاء، من السبيل الذي يروي العطشى، إلى الموائد التي تجمع الغريب والقريب على مائدة واحدة. ومع تزايد هذه المبادرات عامًا بعد عام، يأمل أبناء معان أن تكون هذه الجهود مصدر إلهام لبقية المدن الأردنية، لتعم روح التكافل والتراحم في المجتمع، ويظل رمضان كما كان دائمًا، شهر الخير والبركة والإنسانية.