غزَّة .. مشروع لإنقاذ الحجارة الأثريَّة وإعادة ترميم المسجد العمريّ

mainThumb
غزَّة... مشروع لإنقاذ الحجارة الأثريَّة وإعادة ترميم المسجد العمريّ

13-03-2025 10:53 AM

printIcon

أخبار اليوم - يعمل العشرات من الخبراء والفنيين داخل المسجد العمري الكبير المدمر تدميرًا شبه كلي، على جمع الحجارة، وفرزها، وتصنيفها، وتأمينها، لحين البدء بعملية إعادة الترميم الكاملة.

الخبير في التراث الثقافي محمود البلعاوي الذي يعمل ضمن مشروع تدخل طارئ في المسجد العمري الكبير بمدينة غزة، يوضح أنه يهدف إلى استخلاص الحجارة الأثرية التي تعرضت للدمار خلال الحرب الإسرائيلية، وذلك لحمايتها من الضياع أو السرقة.

ويبين البلعاوي، لصحيفة "فلسطين" أن عملية الإنقاذ تمر بعدة مراحل، تبدأ بتجميع الحجارة وفرزها وفقًا لنوعها الأصلي، حيث تتكون الحجارة التاريخية للمسجد من أربعة إلى خمسة أنواع، وبعد الفرز، يتم ترميز الحجارة ووضعها على مشاطيح مخصصة وفق تصنيف دقيق، مما يسهل عملية إعادة الترميم في المستقبل.


ويشير البلعاوي إلى أن المشروع ينفذه مركز حفظ التراث في بيت لحم، بتمويل من مؤسسة "C.E.R"، وهو صندوق مخصص "لدعم التدخلات الطارئة لإنقاذ التراث الثقافي في مناطق النزاع والصراعات المسلحة".

ويؤكد أن هذه الجهود تمثل المرحلة الأولى في عملية إعادة ترميم المسجد العمري، الذي تعرض لدمار كبير خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.

كما يوضح أن كل ركن من المبنى يتم جمعه بشكل منفصل عن الآخر، حتى يتمكن فريق الترميم من إعادة بناء المسجد بنفس الحجارة الأصلية، خاصة الحجارة المزخرفة والمنقوشة، واللوحات التأسيسية التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المسجد، مما يجعل من الضروري إعادتها إلى مكانها الأصلي خلال عملية الترميم.

مشاريع أخرى

ويقول الخبير في التراث الثقافي: لا تقتصر عمليات الترميم على المسجد العمري فقط، بل تشمل عدة مبانٍ أثرية تعرضت للقصف خلال الحرب، مبينًا وجود تحضيرات لمشاريع متعددة تهدف إلى استعادة تلك المباني، من خلال إعداد الخطط الهندسية، والخرائط، والدراسات الفنية اللازمة.

ويذكر أن تلك التحضيرات تشمل تجميع وتأمين الحجارة بطرق علمية تمهيدًا لإعادة البناء باستخدام المواد الأصلية، وبنفس الطراز المعماري الذي كانت عليه قبل التدمير.

ويشير إلى أن عمليات الإنقاذ والترميم تشمل مبانٍ تاريخية أخرى، من بينها قصر الباشا، الذي كان يستخدم كمتحف للتراث الثقافي ومركزًا للآثار، يتم تنفيذ هذا المشروع من قبل مركز حفظ التراث في بيت لحم، بدعم من مؤسسة "أليف"، التي تعنى بحماية التراث الثقافي في مناطق النزاعات.

كما تطرق الخبير في التراث الثقافي، إلى مشروع إنقاذ مسجد المغربي في حارة بني عامر، حيث تم تجميع جميع الحجارة الأثرية الخاصة به، وتأمينها في قطعة أرض مجاورة بعد ترميزها وتصنيفها بطرق علمية، لضمان الحفاظ على أصالتها وإعادة استخدامها مستقبلاً.

طمس الهوية

ويؤكد البلعاوي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد خلال العدوان الأخير على غزة تدمير المواقع الأثرية والتاريخية، في إطار مخطط ممنهج لطمس الهوية الفلسطينية.

ويوضح الخبير في التراث الثقافي، أن الاحتلال يدرك أن التراث الثقافي جزء من الصراع القائم، إلى جانب الأبعاد السياسية والدينية، حيث يسعى إلى إزالة أي شواهد تاريخية تثبت الوجود الفلسطيني على الأرض.

ويضيف: "كما أن هناك صراعًا سياسيًا ودينيًا، هناك أيضًا صراع تاريخي، فمن يثبت أحقيته بالأرض من الناحية التاريخية يمتلكها، والاحتلال يحاول محو المعالم الأثرية لأنها شواهد تثبت جذورنا في هذه الأرض".

وتعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، استهداف المواقع الأثرية والتاريخية والمقدسات الدينية في قطاع غزة، إلى جانب تدمير البنية التحتية وارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين والأبرياء العزل.