أدانت دمشق الاعتداءات التي يتعرض لها مواطنون سوريون مقيمون في العراق، بوصفها «انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي»، فيما أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، أن الفريق الأمني باشر ملاحقة مرتكبي الاعتداءات على السوريين العاملين في العراق.
وزارة الخارجية السورية طالبت، في بيان منها، بمحاسبة مرتكبي الاعتداءات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل، معلنة تضامن الحكومة السورية الكامل مع أبناء شعبها في العراق، ووقوفها إلى جانبهم و«دعمها كل الجهود الرامية إلى ضمان أمنهم وسلامتهم».
وكانت تقارير إعلامية أفادت بتعرض سوريين يقيمون في العراق لهجمات من قِبل مجموعة شعبية، وجاءت الاعتداءات بعد الأحداث الدامية في الساحل السوري التي اندلعت على خلفية تعرض دوريات أمن عام ومواقع حكومية لهجوم مسلح من قبل فلول النظام السابق.
وانتشرت على حسابات نشطاء سوريين خلال الأيام الماضية تحذيرات للسوريين في العراق، لتوخي الحذر ومغادرة العراق لمن يستطيع؛ لأن «الميليشيا المعنية» تستهدف أي سوري يؤيد السلطة الجديدة في دمشق، محذرة بأن هدفها ملاحقة السوريين وتفتيش هواتفهم، وبمجرد وجود أي صورة أو خبر يتعلق بالثورة السورية، فإن صاحب الهاتف يُهان ويُخطف أو يسلَّم للميليشيات ليعاقَب ويُسجن بتهمة «الإرهاب» أو بأنه من «الخلايا النائمة». وأظهرت مقاطع فيديو متداولة ضرب وإهانة عناصر ملثمين لمدنيين قيل إنهم سوريون في العراق.
وقال بيان وزارة الخارجية السورية إن الحكومة تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة للتواصل مع الهيئات الرسمية العراقية، ودعتها إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذه الأحداث، معربة عن ثقتها بقدرة السلطات العراقية على فرض القانون وحماية جميع المقيمين على أراضيها. ولفتت «الخارجية» إلى أن التقارير التي تتحدث عن استهداف السوريين في العراق لن تؤثر على «العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الشعبين السوري والعراقي»، معربة عن أملها في أن تتحرك الحكومة العراقية بسرعة وحزم لضبط الأوضاع ومنع أي تجاوزات إضافية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال.
في السياق، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، الأربعاء، أن الفريق الأمني باشر ملاحقة مرتكبي الاعتداءات على السوريين العاملين في العراق.
وقال النعمان لـ«وكالة الأنباء العراقية (واع): «فور توجيه القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، بتشكيل فريق أمني لملاحقة من يرتكب أعمال العنف (المُشينة) بحق عدد من الأشقاء السوريين العاملين في العراق، تم تشكيل الفريق وباشر ملاحقة هذه المجموعات المُلثمة، وهي تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم (تشكيلات يا علي الشعبية)». وأضاف أن «جميع الجنسيات العاملة والمتواجدة في العراق، محمية».