أخبار اليوم - تالا الفقيه - تصاعدت التحذيرات الشعبية من مخاطر استخدام "الخريس" والألعاب النارية خلال شهر رمضان، وسط مطالبات بتشديد الرقابة ومنع تداولها نظراً للأضرار الجسيمة التي تتسبب بها للممتلكات والأفراد.
وشهدت الأيام الماضية انتشار مقاطع فيديو لمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يروجون لاستخدام هذه المواد القابلة للاشتعال، مما دفع العديد من الأهالي للتعبير عن استيائهم، خاصة مع ازدياد الحوادث الناجمة عنها، مثل اشتعال السيارات والأشجار وإصابة الأطفال بحروق وإعاقات دائمة. وأعرب مواطنون عن غضبهم من حالة الفوضى التي ترافق هذه الظاهرة، معتبرين أن انتشارها لم يعد مجرد تصرفات فردية، بل تحول إلى سلوك جماعي خطير يغذيه غياب الرقابة والتهاون في تطبيق القوانين.
وفي حديث لـ "أخبار اليوم"، قال أحد المواطنين بغضب: "لماذا ننتظر المصيبة حتى نتحرك؟ كل عام نواجه المشكلة نفسها، وتزداد حدتها بسبب المؤثرين الذين ينشرون فيديوهات عن أكبر خريس وأقوى انفجار، وكأننا في ساحة حرب! يجب محاسبة هؤلاء قبل غيرهم، لأنهم السبب في نشر هذه العادة الخطرة بين الأطفال والمراهقين."
وطالب المواطنون الحكومة بفرض عقوبات صارمة على أولياء الأمور الذين يسمحون لأبنائهم باستخدام هذه المواد الخطرة، ومحاسبة المحال التجارية التي تبيعها، بالإضافة إلى منع تداولها نهائياً. كما دعوا إلى ملاحقة مروجيها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أولئك الذين جعلوا منها "ترند" يسعى الأطفال لتقليده دون وعي بالمخاطر، معتبرين أن المسؤولية لا تقع فقط على من يستخدم هذه المواد، بل أيضاً على من يروج لها ويشجع على تداولها.
وفي ظل هذا الواقع، طالب أحد المواطنين بفرض ضريبة خاصة على "الخريس"، قائلاً: "بما أن هناك أناسًا مصرّين على شرائها والتسبب في الإزعاج والحرائق، فلماذا لا تُفرض عليها ضريبة مرتفعة جدًا؟ عندها سيشعر الأهل بثقل الأمر وقد يتوقفون عن شرائها لأولادهم."
وأكد مواطنون أن الظاهرة لم تعد مقتصرة على الشوارع بل امتدت إلى داخل المنازل، حيث يستخدم الأطفال والمراهقون أدوات خطرة لتحويلها إلى مقذوفات وألعاب نارية بدائية، مما يزيد من احتمالية وقوع الكوارث. فقد وثّقت مقاطع فيديو انتشرت مؤخراً محاولات خطيرة لبعض الأطفال في إشعال هذه المواد داخل المنازل، ما يعرض الأسر إلى خطر انفجارات غير متوقعة قد تؤدي إلى كوارث إنسانية.
وأشار البعض إلى أن "الخريس" والمفرقعات لم تعد مجرد وسيلة للهو واللعب، بل تحولت إلى أداة تهديد يومي للسكان، حيث يتسبب صوت الانفجارات المفاجئة في هلع للأطفال وكبار السن، كما أنها تؤثر على المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية، مثل المصابين بأمراض القلب وضغط الدم.
وفي هذا الإطار، يطالب المواطنون بعدم الاكتفاء بالإجراءات الأمنية بعد وقوع الأضرار، بل باتخاذ إجراءات استباقية حازمة، تشمل منع استيراد هذه المواد تمامًا، وملاحقة التجار الذين يروجون لها، ومعاقبة أي شخص يُضبط بحيازتها أو استخدامها.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بدأت بتكثيف حملاتها لضبط المخالفين، وسط دعوات شعبية لتغليظ العقوبات واتخاذ إجراءات وقائية قبل وقوع الكوارث، بدلاً من الانتظار حتى حدوث حوادث خطيرة تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.