المطران عطا الله حنا: سوريا لكل أبنائها ونرفض الطائفية والتحريض المذهبي

mainThumb
المطران عطا الله حنا: سوريا لكل أبنائها ونرفض الطائفية والتحريض المذهبي

10-03-2025 11:03 AM

printIcon

أخبار اليوم - أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، أن سوريا تمر بمحنة تستدعي من جميع السوريين الشرفاء التكاتف والتلاحم، رافضًا الطائفية والتشرذم المذهبي، ومؤكدًا على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا.

وقال المطران حنا في بيان صادر من القدس بتاريخ 10 مارس 2025:

"كان يقال في وقت من الأوقات بأن سوريا هي قلب العروبة النابض، وهذا قول نؤكده اليوم، لكننا نضيف إليه أيضًا أن سوريا هي قلب الإنسانية النابض، ولذلك فإن ما يحدث فيها لا يخص السوريين وحدهم، بل يهمنا جميعًا، وخاصة نحن الذين نعتبر أنفسنا محبين لسوريا وشعبها، وعاشقين لتاريخها وتراثها وعراقتها."

وأضاف: "إنه لمن المؤسف والمحزن ما يحدث حاليًا في سوريا من استهداف للمدنيين بناءً على انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو الطائفية، فالشعب السوري، الذي مر بظروف عصيبة وأوقات صعبة، يستحق أن يكون في أوضاع أفضل."

وتابع المطران حنا: "ما يحدث في الساحل السوري وفي غيرها من المناطق لا يمكن القبول به أو تبريره بأي شكل من الأشكال، ومن يتحدثون عن فلول نظام إنما يضحكون علينا ليبرروا الجرائم المرتكبة بحق السوريين."

وأكد المطران حنا أن الحديث عن الانتماء الديني لمن قتلوا أو استُهدفوا ليس هو القضية، بل القضية هي الإنسان بحد ذاته، بغض النظر عن دينه أو مذهبه، قائلًا: "الاعتداء على أي مواطن سوري، سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا، هو جريمة نكراء يجب أن يرفضها كل إنسان عاقل وكل من لديه قيم إنسانية وأخلاقية وحضارية."

وأشار إلى أن "حقبة النظام السابق انتهت، وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ سوريا، وأتمنى من الحكام في سوريا اليوم أن يقوموا بواجبهم في هذه المرحلة الانتقالية حفاظًا على السوريين وعلى السلم الأهلي، فلا يجوز أبدًا استهداف أي مواطن بسبب انتمائه الديني أو المذهبي."

وأضاف المطران حنا: "الشعب السوري، الذي قدم التضحيات وعانى من المعاناة، يستحق أن يعيش في ظروف أفضل، ومن يحكمون سوريا حاليًا يديرون بلدًا في مرحلة انتقالية لحين الوصول إلى انتخابات نزيهة يكون فيها رئيس منتخب ديمقراطيًا وبشكل شرعي، لكن إلى أن تصل سوريا إلى هذه المرحلة، يجب وقف الجرائم ومنع استهداف المدنيين واحترام الخصوصية الدينية لكافة مكونات الشعب السوري."

وشدد على رفضه القاطع لأي خطاب يحرض على الكراهية، خاصة عندما "يلبس هؤلاء ثوب الدين ويحرضون على العنف وقتل من يختلف معهم في دينه أو رأيه."

وختم المطران حنا بيانه قائلًا: "سوريا لكل أبنائها، ولا توجد فيها طوائف أو أقليات. ومع غبطة البطريرك يوحنا العاشر نقول: لا للطائفية، نعم لسوريا الموحدة بكافة مكوناتها وأطيافها. يجب أن تتوقف الجرائم، فدماء السوريين ليست رخيصة، وعلى كل أبناء الشعب السوري أن يعملوا من أجل سوريا المستقبل، التي نريدها دولة مدنية ديمقراطية تُحترم فيها حرية الإنسان وكرامته."

*نسأل الله أن يحفظ سوريا في هذه الأوقات العصيبة، وأن يكون مع السوريين الذين يشاهدون بأم أعينهم مشاهد الموت والدمار. نتمنى لسوريا أن تنطلق إلى مرحلة جديدة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ. لا للطائفية، لا للتحريض المذهبي، لا لجرائم القتل، لا لاستهداف أي مكون من مكونات سوريا لأسباب مذهبية أو طائفية. سوريا لكل السوريين وليست حكرًا على أحد، ونتمنى من القيادة السياسية في سوريا أن تتحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الانتقالية، وأن تعمل على وقف الجرائم المروعة بحق الإنسانية وبحق السوريين في أكثر من موقع وأكثر من مكان في سوريا العزيزة على قلوبنا جميعًا."