استغلال العاطفة الدينية للتبرع خلال رمضان
مطالب بضرورة الملاحقة القضائية لـ«المحتالين»
دعم الجمعيات الخيرية والمحتاجين في المملكة
أخبار اليوم - انتشرت في الآونة الأخيرة، مئات الصفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تطلب التبرعات في مجالات متنوعة، ما أثار تساؤلات حول مصير هذه الأموال وهل تصل فعلاً إلى الفقراء والمحتاجين.
ولاحظت الرأي الظاهرة المستهجنة المتمثلة في الإلحاح على التبرع خلال شهر رمضان، إضافة إلى استغلال الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والدعوات للتبرع من أجل بناء آبار في مناطق اسلامية نائية، أو في غزة، الأمر الذي يثير شكوكاً حول الجهات التي تقف وراء تلك الدعوات والصفحات، وحول مصير التبرعات التي لا تعرف وجهتها الحقيقية.
وطالب مواطنون بالحصول على معلومات حول هذه الجهات، ومعرفة إلى أين تذهب هذه الأموال التي تقدر بالملايين، كما طالبوا بضرورة ملاحقة هذه الجهات قضائياً في حال تبين أنها تتلاعب بالمواطنين. وأكدوا أن الأجدر بهذه التبرعات هم الذين يعانون من صعوبات اقتصادية في المملكة، والجمعيات الخيرية التي توفر إفطاراً للصائمين.
حسين عبدالله محمد، مدير في إحدى شركات الأدوية، كان مثالاً على من تفاعل مع هذه الصفحات، حيث كان متأثراً بحب ووفاء لوالده المتوفي، وقرر التبرع لإنشاء بئر مياه لفقراء بنغلاديش بعد أن شاهد إعلاناً عبر إحدى هذه الصفحات.
وقال إنه تواصل مع الأرقام الموضحة في الإعلان، وأخبرته سيدة عبر الهاتف أن التبرع سيتضاعف أجره عند الله بسبب بعد المنطقة، وأنه سيكون له أجر مضاعف، موضحا أن الأسعار تبدأ من 100 دينار، مع إمكانية الحصول على صورة أو فيديو أو قراءة فاتحة لروح المتوفى.
وأضاف أنه تم الاتفاق على مبلغ 675 ديناراً، وهو يعادل راتبه الشهري، عبر التحويل الإلكتروني، وفي اليوم التالي، وصلته صورة تحمل اسم والده المتوفى، وهو ما استغربه، حيث كان يتوقع أن يستغرق الأمر وقتاً أطول للوصول إلى هذه المناطق البعيدة.
وتبين له لاحقاً، بعد استفساره من مختصين، أن هذه المشاريع تتم إدارتها من قبل مكاتب في بنغلاديش بأسعار زهيدة، وتشارك فيها مكاتب مماثلة من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، خاصة في رمضان.
وأشار حسين، إلى أن هذه الصفحات تستغل التلاعب بالصور والفيديوهات والصوتيات، حيث يمكن نشر الفيديو بتكلفة منخفضة نظراً لاختلاف قيمة العملة بين الأردن وبنغلاديش. وتساءل عن مصير بقية هذه الأموال.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية عين الباشا الخيرية، عبد الحميد أبو حطب، أن انتشار هذه الصفحات أصبح استفزازاً للفقراء في المملكة الذين هم أولى بهذه الأموال.
وقال إن الإعلان عن مشاريع مثل «بئر سطحية» في بنغلاديش يثير تساؤلات، خاصة في ظل غزارة المياه هناك، في وقت تعاني فيه الأردن من نقص حاد في المياه، مضيفا أن هذه الإعلانات أصبحت تجارة لمجموعات تعمل خلال رمضان، تروج للتبرعات عبر التلاعب بالعواطف، مستغلة «وتر الدين» بحجة أن التبرع للوالد المتوفى هو واجب شرعي وأجر مضاعف عند الله.
وأوضح أبو حطب، أن مئات الصفحات تصل يومياً من الأردن وخارجه، وأن هذه الصفحات تحتاج إلى مراقبة دقيقة، مؤكدا أن الجمعيات الخيرية في الأردن تعاني من قلة الدعم مقارنة مع العدد الكبير للمحتاجين، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الفقر.
وأشار إلى أن دعم الجمعيات الخيرية المحلية أولى من إرسال المساعدات إلى دول مثل بنغلاديش والهند ونيبال، التي قد لا تكون بحاجة ماسة لهذه الأموال في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها البعض في وطننا.
من جهتها، حاولت الرأي الاتصال بثلاث جهات حكومية مختصة، لكن لم تتلقَ رداً من اثنتين، في حين طلبت جهة واحدة مهلة للرد، وبعدها لم تتمكن من الوصول إليها.