أخبار اليوم - تمر الأيام والسنوات ويبقى وضع مانشستر يونايتد على ما هو عليه، مهما تعاقب عليه المدربون واللاعبون، حتى أصبح في حالة ميؤوس منها بالنسبة لعشاقه ومشجعيه.
المان يونايتد يعيش فترة تخبط معتادة مؤخرا، لكنها زادت عن حدها في الأشهر الأخيرة حتى بات الفريق أقرب لمراكز الهبوط في الدوري الإنجليزي، من فرق القمة.
وودع الشياطين الحمر بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الأسبوع، بخسارته في عقر داره على يد فولهام بركلات الترجيح، وذلك بعد خروجه من كأس الرابطة الإنجليزية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالخسارة أمام توتنهام هوتسبير (3-4).
ولم يعد لدى رجال المدرب البرتغالي روبن أموريم فرصة للتتويج بالألقاب سوى في الدوري الأوروبي، بعد تأهله إلى ثمن النهائي، خاصة مع استحالة ذلك على مستوى البريميرليج، حيث يقبع في المركز الرابع عشر.
ويبدأ اليونايتد رحلته نحو اللقب الوحيد المتاح أمامه مساء اليوم الخميس، بمواجهة خارج أرضه ضد ريال سوسيداد في ذهاب دور الـ16.
حقبة تاريخية
دخل المان يونايتد نفقا مظلما منذ اعتزال مدربه التاريخي، أليكس فيرجسون، عام 2013 بمجرد خروجه من ملعب أولد ترافورد.
فالشياطين الحمر عاشوا حقبة تاريخية تحت قيادة السير أليكس بين عامي 1986 و2013، بنجاحهم في حصد 38 لقبا على مدار 27 عاما، أي بمعدل يزيد عن لقب كل موسم.
هذا بعدما توج اليونايتد بطلا للبريميرليج 13 مرة خلال تلك الحقبة التاريخية، بالإضافة إلى فوزه بدوري أبطال أوروبا مرتين، إلى جانب 5 ألقاب بكأس الاتحاد الإنجليزي.
السير أليكس فيرجسون
كما نال المانيو لقب كأس الرابطة الإنجليزية 4 مرات، إلى جانب 10 ألقاب للدرع الخيرية، فضلا عن تتويجه مرة واحدة بألقاب كأس الكؤوس الأوروبية، السوبر الأوروبي، كأس إنتركونتيننتال وكأس العالم للأندية.
وخلال تلك الفترة التاريخية، وسع مانشستر يونايتد قاعدته الجماهيرية، لينافس كبرى أندية العالم، رياضيا وتجاريا، مما جعل أسهمه في ارتفاع مستمر.
كما كان النادي جاذبا حينها لنجوم العالم، فضلا عن قيامه بصناعة الكثير من المواهب وتقديمها للجمهور، لتتحول لاحقا إلى نجوم لامعة أمثال جيل التسعينات بقيادة ديفيد بيكهام وبول سكولز، فضلا عن كريستيانو رونالدو وواين روني في الألفية الثالثة.
نادي الرجل الأوحد
رغم التاريخ الذي صنعه فيرجسون في ملعب أولد ترافورد، وتحوله إلى رمز خالد بالنسبة لجمهور اليونايتد، فإن أصابع الاتهامات توجه إليه مؤخرا بالإشارة إلى تسببه في انهيار النادي بعد رحيله.
هذا الاتهام يوجه إلى فيرجسون بزعم أنه اختزل النادي في شخصه، حيث كان المتحكم الأول والأخير في اليونايتد، مما تسبب في ترنحه بمجرد مغادرته، إذ لم يترك خلفه من هو قادر على قيادة دفة السفينة.
هذا ما جعل البعض يعتبر مانشستر يونايتد "نادي الرجل الأوحد"، حيث أن انهيار الفريق والنادي برمته بعد رحيل فيرجسون، خير دليل على ذلك.
فاليونايتد بعد فيرجسون لم يستطع ملامسة كأس البريميرليج أبدا، وذلك على مدار 12 عاما، فقد الفريق فيها بريقه، ولم يعد منافسا على اللقب، بل أصبح بالكاد يصل للبطولات الأوروبية الكبرى.
كما أن الوصول إلى ربع نهائي دوري الأبطال بات نهاية طريق الشياطين الحمر في السنوات الأخيرة، هذا إن تأهل للأدوار الإقصائية.
ووصل الحال بجماهير اليونايتد، للفرح والتغزل في أي مدرب يستطيع قيادتهم للفوز بالكؤوس المحلية فقط، ووضعه ضمن مصاف الكبار، بدلا من الاحتفاء به حال إعادته لمنصات التتويج في البريميرليج أو دوري الأبطال، أو حتى الدوري الأوروبي.
يونايتد قبل وبعد
السير أليكس فيرجسون
اللافت أيضا أن اليونايتد قبل فيرجسون عاش 108 سنوات، لم يتوج خلالها إلا بـ7 ألقاب بالدوري الإنجليزي، بينما حاز على ضعفها خلال 27 سنة فقط في عهد المدرب الإسكتلندي.
بل إن الفريق نال آخر لقب له في الدوري الإنجليزي قبل قدوم فيرجسون بـ19 عاما، وهو ما يدلل على التحول الهائل الذي حدث له بعد وصول السير لمسرح الأحلام.
أما في دوري الأبطال أو الكأس الأوروبية، فلم يتوج اليونايتد إلا بلقب وحيد قبل وصول فيرجسون بـ20 عاما، ليتمكن من حصد الضعف في حقبته.
بينما لم يعرف مانشستر يونايتد طعم الفوز بألقاب كأس الكؤوس الأوروبية، السوبر الأوروبي، كأس إنتركونتيننتال وكأس العالم للأندية، إلا بوصول فيرجسون.
وبعد رحيل المدرب التاريخي في 2013، بدأ المان يونايتد في الانهيار تدريجيا وتعاقب عليه المدربون من شتى المدارس والأفكار المختلفة، أمثال جوزيه مورينيو ولويس فان جال وإيريك تين هاج وغيرهم دون نجاح أي منهم في إعادته للطريق الصحيح.
لكن مخاوف جماهير مانشستر يونايتد بدأت تكمن في احتمالية نهاية ناديهم وانضمامه لأندية الوسط مع مرور الوقت، ليصبح موضة صنعها فيرجسون على مدار 3 عقود، تلاشت بمجرد إعلان اعتزاله التدريب.