أخبار اليوم - لم يجد مواطنون تتبع مناطقهم لبلدية المعراض في محافظة جرش، خيارا غير "ترقيع" الشوارع بأنفسهم باستخدام الإسمنت والحجارة للتخفيف من سوء أوضاع طرقهم الداخلية والخارجية التي تحولت بعد المنخفضات الجوية إلى حفر وبرك ومطبات ألحقت الضرر بمركباتهم وتسببت بحوادث سير، مشيرين إلى أن "البلدية لم تشمل شوارع مناطق واسعة بأعمال التعبيد منذ سنوات".
وأضافوا "أن المنخفضات الأخيرة، كشفت عن سوء البنية التحتية لشوارع القرى والبلدات التابعة لبلدية المعراض وعدم صلاحية الطرق للاستخدام اليومي، خصوصا أنها تحولت إلى طرق زراعية وباتت عبارة عن تجمعات من الأتربة والبرك المائية التي ألحقت الضرر بالمركبات، ذلك أنها غير صالحة للسير عليها، حيث يتعرض المواطنون، لا سيما الأطفال وكبار السن، لحوادث سقوط بين الحين والآخر".
وأكد المواطنون "أن محاولاتهم فشلت في مراجعة البلدية مرات عدة، لغاية تعبيد طرقهم، لا سيما أن العديد من الطرق مر عليها عشرات السنين من دون تعبيد، والمنطقة فيها طرق مرتفعة وتتعرض مع كل منخفض جوي لانجرافات التربة وانجراف الحصى ومادة الإسفلت حتى تحولت الطرق إلى طرق ترابية غير صالحة للاستخدام".
ووفق المواطن محمود الزعبي، فإنه وآخرين "قاموا مؤخرا بجمع تبرعات من المواطنين والسكان، وقاموا بشراء الإسمنت والحصى والرمال، وقاموا بمعالجة الحفر الكبيرة في الشوارع من خلال رصفها بالحجارة ومن ثم خلط مادة الإسمنت وإغلاق الحفر الكبيرة ومعالجة التشوهات الكبيرة في الطرقات قبيل المنخفض الجوي الحالي لتفادي الحد من الضرر الكبير في الطرق وحماية مركباتهم وعوائلهم من خطورة هذه الطرقات في حال تساقطت الأمطار وتراكمت الثلوج".
ويتهم الزعبي بلدية المعراض، بـ"سوء توزيع مخصصات التعبيد وتحملها مسؤولية سوء أوضاع الطرق التي لا يتم تعبيدها وصيانتها بشكل دوري، مما أجبر المواطنين على صيانتها ومعالجة الخلل فيها بأبسط الطرق وأقل الإمكانيات، لاسيما أن مادة الإسمنت غير فعالة في صيانة الطرق ولا تستخدم كبديل عن التعبيد، إلا أن تكاليف التعبيد مرتفعة وباهظة ولا يستطيع المواطنون تحملها".
المنخفضات تكشف سوء البنية التحتية
أما الناشط أكرم الرواشدة، فقال، من جهته "إن المواطن يتحمل تكاليف التراخيص ودفع الضرائب في البلدية ورسوم النفايات، ومن حقه الحصول على أبسط هذه الخدمات، وهي تعبيد الطرق وإنارتها وجمع النفايات، إلا أن بلدية المعراض لا تستجيب لمطالب المواطنين ولا تقدم لهم أبسط الخدمات الأساسية".
وأوضح "أن المنخفضات الجوية تكشف سوء البنية التحتية في المناطق التابعة لبلدية المعراض بشكل خاص في الطرق وخدمات الإنارة وخدمات جمع النفايات، ويحاول المواطنون إيصال هذه الشكاوى إلى بلدية المعراض، ولكن من دون جدوى".
ويرى الرواشدة "أن سوء أوضاع الطرق يتسبب في حوادث سير يومية ويعيق حركة المرور على مدار الساعة، فضلا عن التسبب في فيضان مياه الأمطار على البيوت ومداهمة المحال التجارية والأراضي الزراعية".
ويحمل المواطن محمد بني عبده، بلدية المعراض "مسؤولية سوء أوضاع طرقات بلدية المعراض، لا سيما أن أعمال التعبيد تنفذ فقط لبعض المناطق والطرق الرئيسية، والطرق الفرعية التي تخدم مئات من المنازل لا يتم صيانتها وتعبيدها وتخلو تماما من الأرصفة وقد تحولت إلى طرق زراعية، خصوصا بعد المنخفضات الجوية التي تكشف عن سوء البنية التحتية للخدمات الأساسية التي تقدمها البلديات".
وأضاف "أن المواطن غير مسؤول عن سوء أوضاع الطرقات وغير قادر على صيانة الطرقات وتعبيدها بإمكانيات متواضعة وبسيطة وحلول مؤقتة غير مجدية، إلا أن محاولة صيانة هذه الطرق هي السبيل الوحيد لحل المشكلات وتخفيف الضرر الكبير الذي يلحق بهم، فعدم وجود أي حلول بديلة، دفع المواطنين لتنفيذ مبادرات مجتمعية لجمع التبرعات والقيام بصيانة الطرقات وتعبيدها باستخدام الإسمنت والحصى والرمال والحجارة".
وأوضح بني عبده "أن العديد من المواطنين في مختلف القرى والبلدات في المعراض يقومون بالطريقة نفسها بصيانة طرقهم وجمع النفايات بأنفسهم وبإمكانيات متواضعة في سبيل التخلص من المشاكل الكبيرة الخدماتية، خصوصا في المنخفضات الجوية".
شكاوى وملاحظات فردية
بدوره، أكد مدير منطقة الكتة في بلدية المعراض المهندس محمد الرماضنة "أن وضع الطرق في منطقة الكتة جيد جدا مقارنة بالمناطق الأخرى، وخلال هذه المنخفضات الجوية والشكاوى في القرى والبلدات هي شكاوى وملاحظات فردية خلال المنخفضات الجوية ويتم التعامل معها من خلال غرف الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطنين".
وأضاف الرماضنة "أن منطقة الكتة وغيرها من المناطق مشمولة بأعمال التعبيد والصيانة للطرقات هذا العام، لكن الأعمال متوقفة حاليا بسبب الظروف الجوية الحالية وصعوبة التعبيد فيها نظرا لتساقط الأمطار، ويوجد عطاءات ومخصصات مالية لتعبيد مساحات واسعة من طرقات قرية الكتة وغيرها من قرى المعراض حسب الأولوية".
وعادة ما تكشف المنخفضات الجوية عن ضعف في الإمكانيات والاستعدادات للتعامل مع الظروف الجوية في محافظة جرش بشكل عام، حيث تتعرض العديد من البيوت والمحال التجارية، إلى فيضان مياه الأمطار عليها، خصوصا في الوسط التجاري وداخل عدد من القرى والبلدات، فضلا عن حدوث انهيارات ترابية على الطريق الدولي.
وخلال المنخفض الذي شهدته المملكة قبل نحو أسبوعين، وقعت أضرار بالغة في منازل المواطنين ومركباتهم ومحال تجارية داهمتها مياه الأمطار، جراء إغلاقات في مناهل تصريف الأمطار في مواقع عدة، ما حول، حينها، فرحة الكثيرين في المحافظة بهطول الأمطار بعد انحباسها مدة طويلة هذا الشتاء، خصوصا المزارعين منهم الذين يعدون أبرز المتضررين من تأخر أو ضعف الموسم المطري، إلى هم بات يتكرر كل عام مع بدء المنخفضات الجوية، وتحديدا القوية منها، نظرا لحدوث المشكلات نفسها من دون أي حلول جذرية لها.
واشتكى مواطنون من انتشار الحفر في مختلف قرى وبلدات جرش الخمس، قائلين "إنها تشكل مصائد للمركبات وسائقيها وحتى المارة، وبشكل يتسبب بأضرار مادية بالغة"، ومطالبين في الوقت ذاته بـ"فتح ملف صيانة وتعبيد الشوارع والتحقيق مع القائمين على تلك المشاريع، كونه من غير المعقول أن يتسبب منخفض جوي ماطر بكل تلك الأضرار".
كما طالبوا بـ"سرعة إصلاح الشوارع وإعادة تعبيدها بشكل يحافظ على حياة المواطن وسلامته وممتلكاته، ويتسق مع الحديث الرسمي عن مواصلة تحسين البنية التحتية".
وتضع مديرية أشغال جرش، دوريات مراقبة وآليات على مدار الساعة على الطريق الدولي الذي يتعرض للانهيار في كل فصل شتاء، حيث تعرض الجبل في منطقة السيل لانهيار رمال وأتربة استدعت تدخل الفرق السريعة لتنظيف الطريق الدولي وتسهيل مرور المركبات ومراقبة الطريق والبؤر الساخنة فيه، علما أن المنطقة التي تعرضت للانهيار كانت قد تعرضت لانهيار كبير قبل 4 سنوات.
الغد