قال رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الأستاذ نضال العبادي إن 171 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم تم تتويجهم ،أمس الأربعاء، في فرع جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الرصيفة، مشيرًا إلى إنها حصيلة عام واحد من رمضان الماضي إلى رمضان هذا العام.
ولفت إلى أن أكبر حافظة فاطمة شناعة عن عمر 72 عامًا، وأصغر حافظين كانا قصي أبو حشيش بعمر 13 عامًا ولمار محمد بعمر 12 عامًا، قائلًا "هذه خبيئتنا للعشر الأواخر، هي أعظم الهدايا والمفاخر وسنزفهم للوطن والامة ولله الحمد والمنة".
وذكر خلال كلمته في حفل الخاتمين في فرع الجمعية في الرصفية:
ووافرحتاه بفضل الله، ووابهجتاه برحمة الله، وواسعادتاه بغراس الله، ووافرجاه بهذا العمل الصالح الخالص لله، وواشفعتاه بهذا الحفظ النافع لمن ابتغى به رضاه، وواعفواه بهذه الليالي الفاضلة، ووانصراه بهذه الآلاء العالية، وواعتقاه بهذا الشهر المبارك، ووافوزاه بهذا الإنجاز العظيم.
ومبارك وهنيئا للحفظة والمحفّظين وللأهلين والداعمين وللجميع ولكل المحبين، بهذا المدد القرآني الرافع للعلياء، وذاك الغيث الرحماني الهاطل من السماء، وهذا الفيض العشري الرمضاني المتراكم عبر الفضاء، وهذا الفضل الزماني والفضل المكاني، وهذا الغُنْم الإيماني، وهذا الكنز الإحساني، وأنتم تزفون للوطن والأمة، ومن رمضان لرمضان مائة وواحدا وسبعين من الحفظة المحافظين بإذن الله، وكنتم توجتم منهم سبعين، ضمن مشروع إنجاز القوي المتين، وها أنتم اليوم تتوجون المائة وواحدا الباقين؛ من الحافظات سبعةً وثمانين، وأربعةَ عشرَ من الحافظين، وهم المتوَّجون والمتوِّجون، وفي الوقت ذاته تكرمون أصحابَ الفضلِ وصُنَّاع الإنجاز من المعلمات الفاضلات والمعلمين الكرام، الذين هم ورثة الأنبياء.
واسمحوا لي أن أخص بالذكر أكبر الحافظات الحاجة فاطمة شناعة لأنها أكبر الحافظات عمرا فقد حفظت كتاب الله وهي اليوم بعمر اثنين وسبعين عاما فبارك الله لها في عمرها وصحتها ودينها ودنيا، وكذلك الأخت المبصرة التي حفظت كتاب الله عن ظهر قلب رغم فقدانها لنعمة البصر، وفيهما أسوة وقدوة للكبار والصغار، وللمبصرين وغير المبصرين، وكذلك أصغر الحافظات عمرا الطفلة لمار محمد ذات الإثني عشر ربيعا، وأصغر الحفاظ عمرا الطفل قصي ابن الثلاثة عشر ربيعا، ومن على هذا المنبر وهذه المنصة وباسمكم جميعا أزجيها لهم تحية إجلال واحترام واعتزاز وإكبار، وتحية تقدير وتعظيم وتفخيم وتوقير.
أما أنتم أيها الحفظة من الجنسين، وخاصة الشباب، فما أروعكم وأنتم المكتهلون في صباكم وشبابكم، يا عُباد الليل وفرسان النهار، الذين لو رآهم رسول الله عليه الصلاة والسلام لفرح بهم هو وأصحابه وتابعوه بإحسان.
إنني باسم جمعيتكم مجلسا وإدارة، لَبيت دعوتكم اليوم وهي الثالثة، ومن فضل الله أن دعواتكم وافقت أزمنة مباركة "فالأولى في شعبان شهر الرفع والشحن والترصيد، والثانية في المحرم شهر الله وشهر الهجرة وشهر عاشوراء، والثالثة في رمضان "شهر القرآن وشهر البدر والفتح الذي تفيأنا ظلاله أمس، والعفو الذي نسعى له، والعتق الذي نرجوه، والصبر والنصر، وتزامن مع الفجر والليالي العشر، والشفع والوتر والليل إذا يسر، وأهم من ذل مع ليلة القدر"، وكل ذلك بالتزامن مع تهيؤ الجمعية لدخول سنتها الميلادية الثالثة والثلاثين بعد ثمانية أيام، ودخول عامها الهجري الرابع والثلاثين بعد أسبوعين، فما أجملها من تزامنات جميلات، ولله المجامل والمحامد والمِنَّات.
أيها الفرع الأشم، يا مراكزنا الشيماء، المكتنزة بالعطاء، لقد حللنا اليوم أهلا في ربوع ابننا السادس، وأبنائه وبناته الثلاثين وإن شئت قل "الأربعةَ والخمسين" إذا فصلنا البناتِ عن البنين، ووطأنا سهلا في مضارب أهله وخلانه المستفيدين من خدماته، وبين يدي مؤازريه ورافديه وداعميه، وخاصة الذين شرفونا اليوم في هذا المكان والزمان، والذين لم ولن يقصروا يوما في عونهم لفرعهم ومراكزهم وأبنائهم وكتاب ربهم.
لقد جئنا لندعوَ لكم بالبركة والزيادة، ولنشاركَكم فرحتكم، ولنهنئَكم بفرعكِمُ المتميزِ بأدائه، وتآلفِ إداراتِه، وتكاتفِ كوادره، المحلقِ بإنجازاته وأنشطته، المبدعِ ببرامجه ومشاريعه، المتمتعِ بالرضا في كل علاقاته، والدالةِ على ذلك نتائجُ استباناته، المتفوقِ بعلو تقييماته.
ونسأل اللهَ التوفيقَ والنجاحَ والعونَ والسدادَ لأخينا رئيسِ الفرعِ الأستاذِ الدكتور زياد الحلبي ولإخوانه في لجنة إدارة الفرع الجديدة، ونباركُ لهم ثقة إخوانهم بهم وتزكيتهم لهم.
ونشكرُ المديرَ المُخضرم الطموح الأخَ "إبراهيم كستيرو" ونباركُ له إجازاتِه الجديدة، ونحث كل كوادرنا أن يتأسوا به، فيستفيدوا من خدماتنا وهم بين أظهرنا، قبل أن يغادرونا، وينتقلوا إلى صهوة خيول الخير الأخرى، ونشكرُ اللجانَ والكوادرَ السابقةَ للفرع ومراكِزه على كل هذا الإنجاز التراكمي والبناء الهرمي، ونشكر مرة أخرى كلَّ من حضَّر وحضر، وأشرف ونظم، وبذل ودعم ودعا.