الحباشنة لـ"أخبار اليوم": قمة الرياض محطة حاسمة لموقف عربي موحد تجاه فلسطين

mainThumb
الحباشنة لـ"أخبار اليوم": قمة الرياض محطة حاسمة لموقف عربي موحد تجاه فلسطين

20-02-2025 02:36 PM

printIcon

أخبار اليوم – سمير الصمادي - قال أمين عام مجموعة السلام العربي /رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة المهندس سمير الحباشنة إن قمة الرياض تمثل محطة حاسمة لإعادة ترتيب الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة أن تكون مخرجاتها بحجم التحديات التي تواجه المنطقة، وخاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وازدياد الضغوط على الشعب الفلسطيني.
وأكد الحباشنة أن القادة العرب يجتمعون في الرياض وسط إجماع على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، معتبرًا أن أي حديث عن ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه يشكل نكبة جديدة لا يمكن القبول بها. وأشار إلى أن القمة ستناقش إعادة إعمار قطاع غزة، موضحًا أن هناك خطة مصرية واضحة، عملية ومرتبطة بجدول زمني، تستند إلى كفاءات مصرية وعربية قادرة على تنفيذ هذا المشروع في وقت قياسي.


لا تطبيع دون دولة فلسطينية
وأضاف الحباشنة أن القمة ستؤكد ضرورة إطلاق مسار سياسي واضح يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مبينًا أن القادة العرب، وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر، وأمير الكويت، يدركون أن أي تسوية لا تضمن حقوق الفلسطينيين ستكون ناقصة وغير مقبولة.
وأشار إلى أن هناك توجهًا عربيًا واضحًا لربط التطبيع مع إسرائيل بقيام الدولة الفلسطينية، موضحًا أن هذا الموقف سبق أن عبرت عنه المملكة العربية السعودية بوضوح، حيث لن يكون هناك تطبيع شامل إلا بعد تحقيق العدالة للفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة.


قمة مصغرة تمهيدًا لقمة عربية كبرى
وبيّن الحباشنة أن قمة الرياض تأتي تمهيدًا لقمة عربية كبرى مرتقبة في بداية شهر رمضان، حيث من المتوقع أن تخرج القمة المصغرة بقرارات تمهيدية تُستكمل في القمة الكبرى. وأضاف أن المطلوب هو توظيف القدرات السياسية والاقتصادية العربية لضمان تنفيذ القرارات وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات غير ملزمة.
وأكد أن القادة العرب مطالبون اليوم بتقديم رؤية عربية موحدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه الخطة بديلًا عمليًا لخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بما يضمن تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.


مساعدات عاجلة لغزة وموقف صارم ضد التوسع الإسرائيلي
وشدد الحباشنة على ضرورة أن تتضمن قرارات القمة إدخال المساعدات الإنسانية والمساكن المؤقتة إلى غزة بشكل عاجل، إضافة إلى اتخاذ موقف عربي واضح ضد التوسع الإسرائيلي في لبنان وسوريا، وعمليات التهجير القسري في الضفة الغربية، التي قال إنها تبدو وكأنها مقدمة لمخطط تهجير أوسع على غرار ما يحدث في غزة.


دعم الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية
وأشار الحباشنة إلى أن القمة لا بد أن تعمل على تحصين الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية من أي ضغوط مالية أو سياسية، مؤكدًا أن أي ضغوط على عمان أو القاهرة ستؤثر في الموقف الفلسطيني، نظرًا لكون الأردن ومصر هما الداعمان الأساسيان للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن التحديات الاقتصادية يجب ألا تكون وسيلة للضغط على هذه الدول، داعيًا القادة العرب إلى تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للأردن ومصر، لضمان استمرار دورهما المحوري في دعم الحقوق الفلسطينية. كما شدد على أنه في حال تعرض الأردن ومصر لضغوط مالية، فمن الضروري أن يتم تعويضهما عربيًا، لتجنب أي تأثير في موقفهما السياسي ودورهما المحوري في دعم القضية الفلسطينية.


المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية
وأكد الحباشنة أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تكون من أولويات القمة، داعيًا إلى إلزام الفصائل الفلسطينية بإنهاء الانقسام وفقًا للمبادرات العربية السابقة، وخاصة المبادرات السعودية والمصرية والجزائرية.
وأوضح أن إعادة توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية هو الطريق الوحيد لتشكيل موقف فلسطيني قوي، مشددًا على ضرورة منع أي فصيل من الانفراد بقرارات الحرب أو الدبلوماسية، بحيث يكون القرار الوطني الفلسطيني موحدًا وشاملًا.
كما شدد الحباشنة على أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تضمن دخول حركة المقاومة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تصبح الكلمة الدبلوماسية والبندقية قرارًا وطنيًا مشتركًا، دون أن ينفرد أي فصيل وحده باتخاذ قرار الحرب أو السلام، وهو ما يضمن وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.


من سيدير غزة بعد الحرب؟
وحول مستقبل غزة بعد انتهاء العدوان، قال الحباشنة إن السؤال المطروح اليوم هو: من سيدير غزة بعد الحرب؟، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع محل خلاف بين العديد من الأطراف، لكنه أكد أن الحل الأمثل هو أن تبقى غزة تحت المظلة الوطنية الفلسطينية، ضمن إطار السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن تشكيل إدارة فنية للقطاع، تضم مختصين وأصحاب كفاءات، بإشراف السلطة الفلسطينية، سيكون الخيار الأمثل لضمان استقرار غزة والخروج من المأزق الحالي. كما شدد على أن من سيديرون غزة. من قبل إدارة أصحاب اختصاص /تكنوقراط تحت المظلة الوطنية الفلسطينية بمساندة ودعم عربية، لضمان وحدة القرار السياسي والإداري داخل الأراضي الفلسطينية.


قرارات بحجم التحديات
وختم الحباشنة حديثه بالتأكيد على أن القمة العربية في الرياض يجب أن تخرج بقرارات قوية وملزمة، تواكب حجم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو حتى في لبنان وسوريا.
وأضاف: "نأمل أن يرتقي الموقف العربي إلى مستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بحيث تكون هناك خطة عربية واضحة وقابلة للتنفيذ، بعيدًا عن البيانات البروتوكولية التي لا تترجم إلى أفعال".
وأكد أن العرب أمام لحظة تاريخية حاسمة، وأن الرياض قد تكون المحطة التي تعيد ترتيب الأولويات العربية تجاه فلسطين، مضيفًا: "المطلوب اليوم قرارات شجاعة تعكس الإرادة العربية الموحدة في دعم الحقوق الفلسطينية".