أخبار اليوم - قال نقيب الأطباء السابق الدكتور علي العبوس إن تصريحات رؤساء ووزراء الغرب تجاه العالم العربي تكشف عن نسق لغوي واحد لا يمت للسياسة والمداراة بصلة، بل تعكس عقيدة متجذرة يتم زرعها في عقولهم منذ مراحل مبكرة من التعليم، بحيث يصل المسؤول هناك إلى منصبه بعد برنامج متكامل ومتدرج، يجعله ينفذ عند استلامه الحكم كل ما غُرس في عقله ووجدانه من مواقف تجاه العرب وحضارتهم، دون تردد أو تنازل أو أي شكل من أشكال المداراة السياسية.

وأضاف العبوس أن هذه الحالة تتناقض تمامًا مع واقع المسؤولين العرب، الذين يهبطون بالمظلات على مناصبهم الجاهزة سلفًا، والمحتكرة لفئة معينة، ليتحدثوا عن مشاكل وهموم شعوبهم وكأنهم سواح أجانب، لا يرون في الوطن سوى محطة مؤقتة تؤمّن لهم الامتيازات والراحة طوال فترة إقامتهم. وأشار إلى أن أولويات الأوطان ومساراتها المستقبلية غالبًا ما تكون آخر اهتماماتهم.

وأوضح أنه حتى في حالات الإعداد والتأهيل للمناصب القيادية في العالم العربي، فإن البرامج المعتمدة تُغرق المسؤولين في ثقافات مستوردة بعيدة عن أولويات الأمة ومبادئها، بل تدفعهم إلى التنصل من هوية الأمة الثقافية والعقائدية، والتعامل معها وكأنها تهمة يتبرأون منها.

وأكد العبوس أن النتيجة الحتمية لهذا الفارق في إعداد المسؤولين بين الغرب والعرب هي أن الأول يعمل لخدمة مصالح بلاده والدفاع عن وجودها وهيبتها على المسرح الدولي، بينما الثاني لا يمتلك أي رؤية واضحة لخدمة مصالح وطنه، فضلاً عن الدفاع عن قضاياه وموقعه في العالم. وختم قائلاً: "كيف ننتظر منهم العمل لمصالح الأمة العليا، وهم لا يرون فيها سوى محطة عابرة؟".