آن الأوان لصناعة الإعلام الوطني الحقيقي

mainThumb
آن الأوان لصناعة الإعلام الوطني الحقيقي

18-02-2025 03:12 PM

printIcon

 سوسن المببيضين

بعد أن قال جلالة الملك عبدالله الثاني : إنّ “ناسًا” في الأردن يأخذون أوامرهم من خارج البلد “مش عيب عليهم؟

أعتقد أنه آن الأوان للسيطرة على دعوات السفارات للإعلاميين، والمسؤولين على الولائم, حيث اصبحت ملفتة للإنتباه وغير مقبولة، ولا أقصد مشاركتهم لهم مناسبات الأعياد الوطنية .

وبعد التضليل الذي قامت به “رويترز ” واعترفت به أؤكد على تفعيل دور اعلام الديوان والعمل لأجل تجاوز الدور النمطي وهو كتابة الخبر.

نعم هو بحاجة الى مراجعة جذرية وعميقة، فنحن نمر بمراحل حساسة جدا، والإساءة اصابت الملك والوطن في نفس الوقت، والمياه جرت من تحت أقدامنا من حيث لا نعلم …!!!

ما نحتاجه الأن إعلام وطني ” خاص ورسمي ” لا سيما في ظل التحديات والظروف الراهنة ، التي نحتاج فيها إلى إعلام وطني قوي، ينقل رسالة الوطن، ويكون قادرا على ابراز مواقف الأردن الثابتة، بقيادة جلالة الملك .

إن الإعلام في هذا الوقت، يعد الخط الأول لمواجهة الأزمات، خصوصاً مع تسارع وتيرة التحديات المستقبلية التي تؤثر في الأردن أولا، وفي دول المنطقة ثانيا .

فمن المهم أن تتفاعل وسائل الإعلام المختلفة، في توحيد الخطاب الموجه, لكي يكون مواكباً للحدث.

كما يقع على كاهل وسائل الإعلام الحكومية مسؤولية نقل وجهة النظر الرسمية بشأن الأزمة، وعليها أن تكون مستعدة لمواجهة وسائل الإعلام الأخرى الناقلة للخبر، والتي تعمل على تظليل الجمهور عبر رسائل إعلامية واضحة وشهيرة، وتسيء للوطن وسيد البلاد .

وما حصل من قناة “الجزيرة”، في خطأ الترجمة لحديث جلالة الملك، عند لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وما حصل من وكالة “رويترز” في تزييف الحقيقة للحديث، يعد من الأمثلة الدالة، التي بدت فيها الحقيقة فعلًا غائبة أو مغيبة، لدى الرأي العام المحلي والعربي والدولي، وفي غرف الأخبار على السواء.

ويأتي هنا دور الإعلام الوطني بشقيه الرسمي والحكومي، ليبعث على الطمأنينة، ويوضح الحقيقة ويفند الادعاءات المزيفة التي تحاول إخفاء الحقائق، أو تشويهها بما يتفق مع أيديولوجياتها المكشوفة.

ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتحول قنوات نشر الأخبار، الى مطبخً لصناعة الرسالة والرواية الإعلامية الرسمية لتصبح صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة ،

فاخفاق إعلامنا الرسمي في تأدية دوره، قد عرض الوطن وعرض قائد الوطن، لمواقف، أدت الى التلاعب في مواقف الملك الثابتة والتشكيك بها، و التشويش عليها وتشويهها، وفتح الباب أمام ترويج الشائعات، والأكاذيب، التي تؤدي في النهاية الى إضعاف موقفنا، وإضعاف الروح المعنوية للشعب ، واثارة الفتنة والبلبلة والتحريض, وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين واصحاب الأقلام المأجورة والمشبوهين نجوماً في ظل غياب الإعلام الوطني الحقيقي .

لذا وجب الأن، أن تقوم المؤسسات الإعلامية بدورها المحوري، في التصدي للحملات التي تستهدف النَّيل من الوطن وقيادته، من خلال تطوير استراتيجية إعلامية شاملة لإدارة الأزمات، بالتعاون مع الجهات والهيئات المختصة في الدولة، بما يسهم في بناء خطط مستقبلية للتعامل الإستباقي في مواجهة الأزمات والطوارئ، بطريقة احترافية مؤثرة، تشكل هذه الإستراتيجية مظلة كبرى، لإستراتيجية فرعية متخصصة، تتناغم في مخرجاتها مع الأهداف الوطنية الرئيسة ، ومع استراتيجية الأمن والدفاع ليكونا منظومة تكاملية تساهم في توفير الأمن والاستقرار، وليبقى ويستمرالأردن بقيادته وشعبه عصي على كل المؤامرات.