أخبار اليوم - سهم محمد العبادي - في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، الموافق 17 شباط 2025، اجتمع جلالة الملك عبدالله الثاني مع ثلة من رفاق السلاح في الديوان الملكي الهاشمي. كان اللقاء حميميًا، يحمل في طياته معاني الوفاء والتقدير لمن خدموا الوطن بإخلاص وتفانٍ.
في هذا اللقاء، عبّر جلالة الملك عن استيائه من التشكيك بمواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. مواقف راسخة لم تتغير منذ ربع قرن، تتجلى في لاءات ثلاث: "كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل". هذه الثوابت ليست شعارات جوفاء، بل هي عقيدة وطنية تترسخ في وجدان كل أردني.
الملك، بحديثه الصريح، وجّه رسالة واضحة لكل من يحاول النيل من هذه المواقف أو التشكيك فيها. فالأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، لن يقبل بأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني أو التفريط في ثوابته الوطنية. هذا الموقف ليس جديدًا، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم الأردني للقضية الفلسطينية، ودفاع مستميت عن حقوق الأشقاء في فلسطين.
في سياق حديثه، أشار جلالة الملك إلى وجود جهات داخلية تتلقى أوامرها من الخارج، واصفًا ذلك بأنه "عيب عليهم". هذا التعبير يحمل في طياته استياءً شديدًا من تلك الفئة التي ترتهن إرادتها للخارج، وتعمل ضد مصلحة الوطن. فالولاء للأردن يجب أن يكون مطلقًا، وغير قابل للمساومة أو الارتهان لأي جهة كانت.
الملك، في حديثه، لم يكتفِ بالتعبير عن الاستياء، بل أكد على أهمية الحفاظ على مصلحة الأردن واستقراره وحماية مواطنيه فوق كل الاعتبارات. هذا التأكيد يأتي في ظل تحديات إقليمية ودولية متصاعدة، تتطلب من الجميع التكاتف والوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية، لمواجهة أي محاولات تستهدف النيل من أمن واستقرار المملكة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد جلالته على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، والعمل على خفض التصعيد في الضفة الغربية. كما أكد أن تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة. هذه المواقف تعكس التزام الأردن التاريخي بدعم الأشقاء الفلسطينيين، والسعي الدؤوب لتحقيق السلام العادل والشامل.
اللقاء مع المتقاعدين العسكريين لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل كان رسالة قوية لكل من يحاول التشكيك أو النيل من مواقف الأردن. فالملك، بحديثه الصريح، أكد أن الأردن بقيادته وشعبه وجيشه، سيظل حصنًا منيعًا في وجه كل التحديات، ولن يسمح لأي جهة كانت بالمساس بأمنه واستقراره.
في الختام، يبقى الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وشعبه الوفي، وجيشه الباسل، صامدًا في وجه كل التحديات. وغضب الملك ليس إلا تعبيرًا عن حرصه الشديد على مصلحة الوطن، واستقراره، وكرامة مواطنيه. وستظل لاءات الأردن الثلاث نبراسًا يضيء درب كل من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.