سهم محمد العبادي
في زيارات جلالة الملك إلى معظم الدول الشقيقة والصديقة، لا بد أن يكون الأردن اقتصاديا واستثماريا على أجندة جلالته في هذه الزيارات، وتأخذ جانبا كبيرا من حديثه.
المتابع لزيارات جلالة الملك يجد تركيز لحديث جلالته عن الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة في الأردن ، وعن فرص النجاح في مختلف قطاعات العمل والمجالات المتعددة، ويستعرض في أحاديثه عن قصص نجاح اقتصادية تحققت على الأراضي الأردنية.
الجانب الصناعي والتكنولوجي والاستثمارات بها وفي الزراعة وقطاعات أخرى عديدة يفتخر بها جلالته يستعرضها بهذه اللقاءات، خصوصا مع رجال الأعمال والمؤسسات الدولية، وأكثر من مرة تحدث جلالته عن قصص نجاح القطاعات الدوائية الأردنية والمحكيات وقطاعات أخرى أمام الحضور.
هذا الاهتمام الملكي الكبير الذي يوليه جلالة الملك في لقاءات عديدة جرت في مختلف دول العالم آخرها اليابان قبل أيام وكذلك ما بذله ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله في لقاءات وحديث عن الأردن وقصص النجاح الاستثمارية بها، ثم تصريحات رئيس الوزراء القطري عن اهتمام قطر بزيادة استثماراتها في الأردن خلال لقائه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في الدوحة، كل ذلك يدلل على أهمية متابعة نتائج هذه اللقاءات وترجمتها على أرض الواقع.
وهنا يأتي دور القطاع الخاص في الأردن من خلال التقاط هذه الرسائل والاهتمامات، التي أثمرت جهود جلالة الملك وولي العهد والحكومة ودراستها ومتابعتها للعمل على فتح آفاق جديدة مع هذه الدول، من خلال تقديم اقتراحات لإمكانية الاستثمار في الأردن وما هي الفرص الاستثمارية المتاحة التي تحقق نتائج وعوائد، كذلك مدى استفادة الأردن والقطاعات الاقتصادية منها، إضافة إلى تسويق الصادرات الأردنية في هذه الدول.
من هنا اقترح أن يكون هنالك مجلس اقتصادي أعلى، يتم تشكيله من القطاع الخاص ، يتكون من ممثلين عن كافة القطاعات الاقتصادية المختلفة في الأردن، له رؤية وأهداف ورسالة واضحة مهمتها التواصل الخارجي مع الدول التي تربطنا فيها علاقات ومصالح اقتصادية، ولديه ملفات اقتصادية وأستثمارية كاملة عن الأردن، مثلما يكون لديه أجندة كاملة ووافية عن كافة الصادرات الأردنية، وكذلك فتح آفاق وأسواق جديدة في دول أخرى، و متابعة الملفات الاقتصادية التي يطرحها جلالة الملك في تلك الدول ومن ثم تكوين أجندة اقتصادية مشتركة لهذه القطاعات تحت منظومة المجلس الاقتصادي العالي، تكفل من خلاله مشاركة كافة القطاعات ، وتحقق أهدافها التي أن نجحت سيكون لها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الوطني و التنمية المستدامة، وتفتح أبواب العمل لكثير من المتعطلين.
هذا اقتراح في ظل ما نراه من عمل فردي غير مدروس وليس له تأثير يذكر، ذهبت جهودهم مجرد مياومات "وشمات هوا" فهل وصلت الرسالة؟ نتمنى ذلك.