المدير الطبي لمجمع الشفاء : صمود الطواقم الطبية له أثر إيجابي في إعادة العمل بـ"الشفاء"

mainThumb
المدير الطبي لمجمع الشفاء : صمود الطواقم الطبية له أثر إيجابي في إعادة العمل بـ"الشفاء"

16-02-2025 10:57 AM

printIcon

أخبار اليوم - قطعة محروقة من الأرض، هذا ما يبدو عليه حال مجمع الشفاء الطبي الأكبر في مدينة غزة بعد ١٦ شهرا من حرب الإبادة الجماعية، ليعمل حاليا من العدم بطاقة تشغيلية يقول المدير الطبي للمجمع د.حسن الشاعر إنها لا تتجاوز 10-15%.

في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس، يقول الشاعر: إن تقديم الخدمة الطبية له احتياجات من ضمنها الكادر البشري وهو موجود ونراهن عليه، لكن إذا لم تتوفر المتطلبات الأخرى فسيعيق ذلك عمله. وعاث الاحتلال فسادا بالمجمع خلال حرب الإبادة الجماعية التي بدأها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على قطاع غزة واستمرت 16 شهرا، واستهدف طواقمه الطبية بالقتل والإصابة والاعتقال والإجبار على النزوح، وإحراق مبانيه. ويشير الشاعر إلى أن الاحتلال يعمل ضد المنظومة الصحية منذ بداية الحرب وكان هدفه تدميرها وركز على استهداف الأطباء وفعلا اغتال ما يقارب ٢٠٠ طبيب وغيرهم من الطواقم الصحية، وهو لا يزال يعمل على إعاقتها عن تقديم خدماتها.

احتياجات ومتطلبات ويؤكد الحاجة لأجهزة ومستلزمات طبية ومواتير لتوليد الكهرباء يعيق الاحتلال إدخالها، "لأنه يعرف أننا نستطيع بناء المنظومة الصحية بأسرع وقت إذا توفرت لدينا تلك الأجهزة والمستلزمات". ويدلل على ذلك بوجود جهاز تصوير مقطعي "سي تي" واحد فقط بمدينة غزة في المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" "ولكن احتياجنا أكثر من جهاز والاحتلال يماطل". كما لا يتوفر حاليا في قطاع غزة أي جهاز "MRI" الخاص بالتصوير المغناطيسي رغم الحاجة إلى وجود أربعة أجهزة منه، عدا عن إحراق الاحتلال وإعطابه أجهزة التخدير في جميع المستشفيات التي اجتاحها خلال حرب الإبادة، بحسب الشاعر. ويتابع: مجمع الشفاء عبارة عن عدة مبان ضخمة كل غرفة فيها تحتوي على مستلزمات طبية أحرقها الاحتلال وهي بحاجة إلى إعادة توفير.

وبشأن مباني المجمع، يقول: إنها بحاجة إلى إعادة البناء والتجهيز، وتوفير السعة السريرية السابقة المناسبة لتقديم الخدمة الطبية لنحو 700 ألف مواطن في مدينة غزة. ويطالب الشاعر المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإعادة بناء مجمع الشفاء الطبي. الواقع الحالي للعمل وعن واقع العمل حاليا في المجمع، يقول الشاعر وهو استشاري للتخدير والعناية المركزة: إن العمل في المجمع جار في جزء بسيط منه وهو قسم العيادات الخارجية الذي توفر فيه حديثا 40 سرير مبيت، في حين كان مجمع الشفاء يضم قبل الحرب 600-700 سرير. ويشيد الشاعر بعزم الطواقم الطبية التي استطاعت إعادة البناء والعمل بجزء من المجمع، أسست فيه قسما للاستقبال وغرفتي عمليات وبدأت تستقبل الحالات الطارئة التي لا تستطيع مستشفيات أخرى استقبالها للبعد الجغرافي مع عدم وجود سيارات إسعاف وحتى سيارات نقل عادية. ويبين المدير الطبي للمجمع، أن هذا الجزء بدأ يتطور في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وأنشئ قسم مبيت فيه بسعة 40 سريرا للمرضى و26 سريرا للاستقبال إضافة لغرفتي العمليات وغرفة إفاقة واسعة، "ونحن بصدد افتتاح غرفة عمليات ثالثة في هذا المكان".

وبالتوازي مع ذلك، يشير إلى أن "العمل بدأ وبقوة" على إعادة ترميم مبنى الولادة الذي قد يخصص في المستقبل للجراحات، متوقعا افتتاح قسم العناية المركزة وقسم مبيت يحتوي على 60 سريرا بداية الشهر المقبل. ويشير إلى احتمال افتتاح مبنى الولادة كاملا بسعة 200 سرير وست غرف عمليات في نهاية أبريل/نيسان. ويوضح أن من شأن ذلك إعادة 40-50% من الطاقة التشغيلية للمجمع. ويرجع الشاعر تلك الإنجازات إلى صمود الأطباء والطواقم الصحية الذي كان له أثر إيجابي جدا في اعادة العمل بمستشفى الشفاء. وكان مجمع الشفاء الطبي يتكون من ثلاث مستشفيات أساسية أولها مستشفى الجراحة ولها مبنيان الأول خاص بالجراحة العامة والعظام والأوعية الدموية بالإضافة إلى قسم الاستقبال والطوارئ، والآخر للجراحات التخصصية كجراحة قلب وكلى وتجميل وجراحات أطفال وجميع الجراحات الأخرى. والمستشفى الثاني للباطنة بالإضافة لغسيل الكلى، بينما الثالثة للولادة وكانت تحتوي على ست غرف عمليات، وتجري 60-70 حالة ولادة يوميا، ومعها أقسام الحضانة. ويشير إلى أن غرفتي العمليات كانتا تعملان في الفترة الصباحية ولكنهما الآن تعملان على مدار الساعة، معربا عن أمله في افتتاح غرفة العمليات الثالثة في غضون أسبوع. ويفيد ببدء العمل على إعادة تأسيس قسم الباطنة، واستيعاب المرضى ومتابعتهم. إعادة هيكلة وتزايد عدد المواطنين المترددين على مجمع الشفاء الطبي مع عودة مئات الآلاف منهم إلى شمال القطاع، بعد نزوح قسري بفعل حرب الإبادة الجماعية.

ويبين أن عدد المترددين على المجمع قبل عودة النازحين كان يقدر يوميا بنحو 80 حالة، لكنه ارتفع إلى ما لا يقل عن 230 مريضا بعدها. ولمواكبة ذلك، يقول: بدأنا بزيادة الطواقم الطبية مع عودة النازحين ونعمل على إعادة هيكلية الأقسام الجراحية والتخديرية والعناية المركزة وجراحة العظام. ويضيف: زملاؤنا النازحون قسرا بمجرد أن يعودوا إلى بيوتهم إن تبقت لهم بيوت يستلمون عملهم، ونحن نعمل على هيكلتهم بصورة صحيحة لأنه لا أماكن حتى الآن لاستيعاب الكم الأكبر من الأطباء العائدين، ويتم توزيعهم على بعض المؤسسات التي لها شراكة مع وزارة الصحة مثل مستشفيات المعمداني والخدمة العامة وأصدقاء المريض والصحابة. ويتوقع الشاعر تحسن العمل مع عودة الطواقم الطبية النازحة قسرا، ضمن رؤية إدارة المجمع لتوسيع العمل قدر المستطاع والحفاظ على تقديم الخدمة للمواطنين الذين عانوا معاناة شديدة أثناء وجودهم في مدينة غزة أو حتى في أماكن النزوح في وسط وجنوب القطاع.

وينبه الشاعر إلى الاستعانة بمؤسسات صحية عدة وفق تنسيق مسبق لاستقبال المرضى في الاختصاصات المختلفة، قائلا: على سبيل المثال، المستشفى المعمداني تغطي العظام والباطنة، ومستشفى الخدمة العامة تغطي الجراحة مع جراحة الأعصاب، و"أصدقاء المريض" كل ما يتعلق بالأطفال، و"الصحابة" للولادة، وهكذا.

أحداث حرب الإبادة ويعود الشاعر إلى تسلسل أحداث حرب الإبادة الجماعية وتأثيرها على العمل بمجمع الشفاء، قائلا: إن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان يوم طوارئ تواجدت فيه أغلب الطواقم الطبية واستقبلنا عددا كبيرا من الجرحى. ويضيف: في الأيام الأولى من حرب الإبادة كنا نجري أكثر من 100 عملية جراحية يوميا، واستمررنا بالعمل حتى 18 نوفمبر/تشرين ثان 2023، عندما أمرت قوات الاحتلال الطواقم الطبية بإخلائه قسرا والنزوح إلى جنوب القطاع.

ويذكر أن قوات الاحتلال اجتاحت المجمع في 10 نوفمبر/تشرين ثان 2023، لكن الطواقم الطبية استمرت بالعمل في طابق العمليات وأجرت 87 عملية جراحية على مدار أيام عدة. ويتابع: تم إخلاء المستشفى ولكن بعد فترة بدأ الزملاء بإعادة الترميم والعمل، وفي منتصف مارس/آذار كرر الاحتلال اجتياح المجمع، ودمر جميع المباني والأقسام وأسر إداريين وأطباء وممرضين. إعادة البناء وبشأن تهديدات الاحتلال باستئناف حرب الإبادة الجماعية، يقول الشاعر: القطاع الصحي كان في انهيار تام بشمال القطاع، ونحن الآن في مرحلة إعادة البناء، ولو نفذ الاحتلال تهديداته سيكون الوضع أسوأ. ويشدد المدير الطبي لمجمع الشفاء على أن الطواقم الطبية لن تغادره تحت أي ظرف، مبديا ثقته بقدرة زملائه ووزارة الصحة على إعادة بناء المجمع أفضل مما كان عليه. وكانت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس قالت في وقت سابق: إن تدمير جيش الاحتلال مستشفى الشفاء "أدى إلى نزع قلب النظام الصحي" من القطاع.



فلسطين أون لاين