غليص ولد رماح المحاميد الحربي من سكان أهل البادية حيث ينتمي لقبيلة حرب العريقة وتحديداً المحاميد، تميز بقوته الجسدية ، وذكائه الذهني العالي، وكان شخص مراوغ ومتحايل، وكان من الأشخاص الذين يسعون دوما للانتقام، ولم يكن محبوبا ولا مقبولا بين أهل البادية، بعكس والده تماما حيث كان والد غليص رماح شيخ على قبيلته متصف بطيب الخلق و وحسن السيرة وكان محبوبا من الناس كونه صاحب سمعة حميدة، ويتخذ من المسالمة والقناعة كنوزا يتكلل بها.
كان للظلم دورا ليجعل من رماح مجرما، حيث أنه قد قتل رماح بخنجر من الوريد للوريد من قبل رجال دخلوا على بينه فقتلوه وسقط رأسه أمام ناظري ابنه غليص صاحب العام السابع من عمره، ولم يكن الصبي يعلم السبب الذي أدى إلى قتل والده.
فبقى منظر والده رماح الذي رمي أمام ناظريه في مخيلته إلى أن امتلأ قلبه بالحقد والكره والانتقام من أجل والده، فكان غليص مرواغ محتال كل ما يهدف له الانتقام.
ولو جئنا لسبب قتل والده، هوا التجاء رجل غريب له في منتصف الليل في أحد الليالي وكان يلاحقوونه مجموعة من الرجال بأمر من شيخ القبيلة، حيث ذهب إلى أول بيت أمامه وكان بيت رماح ملتجأ به ، فحماه وخباه، ولكن الرجال الذين يلحقون الرجل الملتجئ إلى رماح تبعوه إلى بيت رماح، وكان على أثر هذا الحدث ومن المؤكد حدوث مناورات من أجل إخراج الرجل المختبئ لديه، وبسبب رفض رماح ذلك قامو الرجال بنحره وإسقاط رأسه على ناظري ولده الصغير البالغ السابع من العمر.
غليص لم يكن الطفل الوحيد لأبيه كان لديه أخ أصغر منه، وزوجة رماح طالبت بأخذ ثأر زوجها رماح ولكن رفض أخاه ، تاركا أمر الثأر لها ولولديهل، فتولى أمر الثأر غليص ابن رماح ، فأصبح هدفه طريقه هو الإصرار على الانتقام.
وجاء غليص من أجل الحصول على الإرث المتبقي من أخيه وليحصل على حصة أكبر من المال الوفير، عرض أن يقوم بتربية أبناء أخوته ولكن زوجة رماح رفضت ذلك، ومن ثم أجبرها على الزواج منه، والهدف الوحيد الذي يسعى له رغم تركه أمر الانتقام لأخيه هو كيف يحصل على المال.
كل ما حدث مع غليص ابن رماح كان قليل ليمتلئ قلبه بالكره وليكن شخصا مصرا على الانتقام، فليس بهين أن يقتل الأب أمام ابنه الصغير، إنها لصورة كافية أن تجعله يبحث طول عمره عن القاتل لينتقم منه.
قصة غليص ولد رماح الحقيقية، من خلال السطور السابقة في المقالة قد عرضنا لكم سرداً موجزاً ومختصراً عن قصة غليص ولد رماح التي ابتدأت منذ عمر السابعة حينما قتل والده على يد أحد الملاحقون من أهل البادية، وبعد أن تخلى عمه عن أخذ ثأر أبيه، وأصبح هو المسؤول عن الانتقام لمقتل والده كونه الولد الأكبر لرماح.