أخبار اليوم - ندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم (السبت) بالانتقادات الشديدة التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس أمس (الجمعة) إلى أوروبا بشأن الهجرة والديمقراطية، مشددا على أن «حرية التعبير مضمونة في أوروبا».
وكتب بارو على منصة «إكس» قبل قليل من إلقاء كلمته في مؤتمر الأمن في ميونيخ: «لا أحد ملزم باعتماد نموذجنا، لكن لا أحد يمكنه فرض نموذجه علينا».
من جانبه، رفض المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم (السبت) أي تدخل أجنبي في الانتخابات الألمانية، وذلك بعد أن دعا فانس في كلمة ألقاها في ميونيخ إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وفي حديثه على نفس المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن، رد شولتس على خطاب فانس اللاذع في اليوم السابق، فدافع عن التابوهات الألمانية ضد التعاون مع اليمين المتطرف في الائتلافات الحكومية. وقال شولتس الذي تنظم بلاده انتخابات في 23 فبراير (شباط): «لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا. هذا غير لائق، وخاصة بين الأصدقاء والحلفاء»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
استهل شولتس خطابه بالإشارة إلى زيارة فانس السابقة لمعسكر الاعتقال النازي داخاو قرب ميونيخ، وتعهُده عدم السماح بارتكاب مثل هذه الجرائم «أبدا مرة أخرى». وقال شولتس إن جرائم الهولوكوست هي السبب وراء «معارضة الغالبية العظمى من الألمان بشدة لأولئك الذين يمجدون أو يبررون» النازيين. وأوضح أن ذلك كان شيئا فعله أعضاء حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في ألمانيا من خلال التقليل من شأن جرائم النازية. وقال شولتس: «لا يمكن التوفيق بين الالتزام بعدم تكرار ما حدث ودعم حزب (البديل من أجل ألمانيا)». وأضاف: «لهذا السبب لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديمقراطي للرأي لصالح هذا الحزب». وتابع: «هذا غير لائق وخصوصا بين الأصدقاء والحلفاء... نحن نقرر بأنفسنا كيف ستمضي ديمقراطيتنا».
وعندما سئل بإلحاح بشأن تصريحات فانس خلال جلسة أسئلة وأجوبة قال: «نحن واضحون تماما في أن اليمين المتطرف يجب أن يظل خارج عملية صنع القرار السياسي وأنه لن يكون هناك تعاون معهم».
وشن فانس هجوما واسع النطاق ضد أوروبا وألمانيا بشكل خاص، واتهمهما بفرض قيود على حرية التعبير واستبعاد الأحزاب التي تعبر عن مخاوف قوية بشأن الهجرة. وقال نائب الرئيس الأميركي في كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «الديمقراطية ترتكز على المبدأ المقدس المتمثل في أن صوت الشعب مهم». وأضاف: «لا مجال لجدران العزل»، في إشارة إلى الموقف التقليدي للأحزاب الألمانية الرافضة للتعامل مع اليمين المتطرف.
يأتي الصدام بين الحلفاء التقليديين قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات التشريعية الألمانية. ويحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط بقيادة شولتس حاليا المركز الثالث في استطلاعات الرأي مع حوالى 15 في المائة من نيات الأصوات.
ومن المتوقع أن يحقق حزب «البديل من أجل ألمانيا» أفضل نتيجة له على الإطلاق، إذ يحتل الآن المركز الثاني عند حوالى 20 في المائة. وتتقدم السباق الانتخابي كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظة، مع نسبة تأييد تبلغ 30 في المائة تقريبا.