شوارع الأردن… القيادة أصبحت مغامرة يومية!

mainThumb
شوارع الأردن… القيادة أصبحت مغامرة يومية!

15-02-2025 01:47 PM

printIcon

أخبار اليوم – تالا الفقيه - مع كل صباح، تبدأ معاناة السائقين على طرقات الأردن، حيث تختلط الفوضى باللامبالاة، ويصبح الالتزام بالقوانين خيارًا شخصيًا لا يُلزِم الجميع.

المشهد اليومي يعكس واقعًا مريرًا: مسارب محتلة بعشوائية، أولويات مسلوبة بالقوة، وإشارات مرور لا تُحترم، وكأن القيادة تحولت إلى اختبار يومي للأعصاب والصبر.

يقول أبو حسين، سائق تاكسي منذ 15 عامًا: "القيادة اليوم أشبه بالكابوس! المسارب مش إلزامية عند البعض، واللي بده يقطع الشارع بقطعه بدون ما يشوف، وإذا التزمت بالقانون بتصير أنت الغلطان!" ويضيف: "كل واحد بفكر حاله ملك الشارع، وبدل ما يحترم غيره، بصير يزمّر ويتجاوز بشكل خطير."

أما سمر، وهي موظفة تعتمد على سيارتها يوميًا، فتؤكد أن الشوارع أصبحت مساحة للسباق لا للقيادة. "كل يوم بلاقي سيارات تتجاوز من اليمين واليسار، وناس بتقف فجأة بدون إشارة، ولو التزمت بمسربك، بتيجي سيارة بتنحشر بينك وبين الرصيف وكأنها بتسبقك على خط نهاية!"

أحمد، شاب يقود يوميًا من الزرقاء إلى عمان، يرى أن التهور وعدم احترام الآخرين هما أساس المشكلة. "في ناس بتمشي بسرعات جنونية، بتبدّل المسرب بدون ما تطلع بالمرايا، ولو خفّفت عشان الأمان، بتلاقي اللي وراك بلزّق بسيارتك وكأنه بدو يدفعك للأمام!"

أما أبو محمد، سائق شاحنة نقل، فيؤكد أن الفوضى لا تقتصر على المركبات الصغيرة: "كل يوم بشوف ناس بتوقف بأي مكان بدون سبب، وسيارات بتقاطعك فجأة، ولو صار أي خلاف، بتحس حالك بمسرح شتائم مش بشارع!"

التقاطعات بدورها تحولت إلى مسرح للفوضى، حيث الأولوية ليست لمن يمنحه القانون إياها، بل لمن يفرض نفسه بالقوة. تقول ليلى، وهي أم توصل أطفالها إلى المدرسة يوميًا: "أكثر مكان بتشوف فيه عدم الاحترام هو عند التقاطعات، الكل بده يدخل أول، ولو انتظرت على حقك، ممكن تضل واقفاً لآخر اليوم!"

أما محمود، سائق سرفيس، فيعتقد أن المشكلة ليست فقط في القيادة، بل في طريقة التعامل مع الطريق. "كل واحد بده يمشي، وما حد مستعد يستنى، ولو وقفت تنزّل راكباً، الدنيا بتنقلب وكأنك أوقفت الطريق كله، مع أنهم كلهم بعملوا الشيء نفسه."

شوارعنا لم تعد مجرد طرقات، بل أصبحت مساحة للتوتر والانفعالات، حيث الصوت الأعلى والجرأة الأكبر هما القانون غير المكتوب.

وبينما يبحث المواطن عن وسيلة للوصول بأمان، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى ستبقى القيادة مغامرة غير محسوبة العواقب؟