حياة اف إم .. تسعة عشر عامًا من العطاء

mainThumb
حياة اف إم.. تسعة عشر عامًا من العطاء

13-02-2025 06:02 PM

printIcon


أخبار اليوم - في زمنٍ أصبح فيه الإعلام مرآة الشعوب وسلاحها الأقوى، برزت إذاعة حياة اف إم منذ انطلاقتها قبل تسعة عشر عامًا كصوتٍ واعٍ يحمل همّ الناس، وينقل رسالتهم بعيدًا عن لغة الضجيج والاستعراض. فلم تكن مجرد محطة إذاعية تبث عبر الأثير، بل كانت وما زالت منبرًا مؤثرًا، ارتبط بالناس ولامس قضاياهم، متجاوزة حدود الموجات الصوتية إلى فضاء أوسع عبر منصاتها الرقمية، محققة تأثيرًا يمتد إلى مختلف أنحاء العالم.

حياة اف إم لم تكن يومًا صوتًا محايدًا عندما يتعلق الأمر بالثوابت الوطنية والقضايا العادلة، بل كانت منذ بدايتها الداعم الأول للأردن وفلسطين، منحازة لحق الشعوب في الحرية والكرامة. وحملت رسالة الوطن فوق كل اعتبار، ونقلت صوت الفلسطينيين إلى العالم، رافعة لواء العدل في وجه محاولات الطمس والتشويه. ولم تكن رسالتها مقتصرة على نشر المعرفة والوعي، بل كانت موقفًا ثابتًا يعكس هوية الإعلام الملتزم، بعيدًا عن المساومات والمجاملات التي طغت على المشهد الإعلامي في العقود الأخيرة.

اليوم، ومع احتفالها بذكرى تأسيسها التاسعة عشرة، تتزامن هذه المناسبة مع عودة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله من زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، حيث التقى جلالته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجددًا التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي لم يتغير رغم المتغيرات الدولية والإقليمية. لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، ولا بديل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. كلمات واضحة وصريحة، تعيد تثبيت الثوابت الأردنية التي لم تخضع للمساومة أو الضغوط، لتؤكد مجددًا أن الأردن لم ولن يكون إلا في صف القضية الفلسطينية، مدافعًا عنها أمام العالم بكل ما أوتي من قوة.

هذه المواقف التي حملها الملك في زيارته ليست بعيدة عن النهج الذي تبنته حياة اف إم منذ انطلاقتها. فهي لم تكن يومًا مجرد ناقل للأحداث، بل كانت جزءًا من المشهد الوطني والإقليمي، تؤدي دورها الإعلامي بمسؤولية ووعي، وتعمل على إيصال الحقيقة دون تحريف أو تزييف. في زمنٍ طغت فيه الأصوات المأجورة، بقيت حياة اف إم وفية لمبادئها، تؤمن بدورها التوعوي والتنويري، متسلحة برسالة الوسطية التي تعكس قيم الأمة ودينها وهويتها.

التحديات التي واجهتها هذه الإذاعة خلال السنوات الماضية لم تكن قليلة، وسط مشهد إعلامي متغير، حيث تصدرت العناوين المثيرة والتوجهات الشعبوية منصات الإعلام الجديد، وأصبحت الحقائق تُصنع وفق المصالح لا وفق الواقع. ومع ذلك، ظلت حياة اف إم محافظة على خطها، تؤمن بأن الإعلام ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو مسؤولية ورسالة.

اليوم، ومع دخولها عامها العشرين، يحق لمستمعيها على امتداد الوطن والعالم أن يفتخروا بأنهم جزءٌ من هذه المسيرة. فيحق لكل من تابعها ووجد صوته فيها أن يحتفي بها، لأنها لم تكن مجرد إذاعة، بل فكرة، ورسالة، وموقف ومنارة. وفي ظل عالم يموج بالتغيرات، يبقى الإعلام الحر هو الضمانة الحقيقية لوعي الشعوب، وحياة اف إم مثالٌ حي على ذلك. كل عام والإذاعة، ومستمعوها، وصوتها الحر بألف خير.