أخبار اليوم - كشف وزير الحرب "الإسرائيلي" السابق يوآف غالانت تفاصيل عن الحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة ولبنان، كما كشف تفاصيل عن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة.
وقال غالانت في مقابلات مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" و"القناة12": "عندما طلبت من سلاح الجو أن يعرض علي خطة تصفية نصر الله. سألتهم ما هي احتمالات النجاح؟ وكانت الإجابة 90 في المئة. سألتهم، كم طن من القنابل ستلقون؟ قالوا لي: 40 طنًا. فقلت لهم، ضاعفوا الكمية ليكون النجاح بنسبة 99 في المئة. وبالفعل، في الواقع، رفعوا الكمية إلى 80 طنًا".
وقال غالانت إن مجلس الوزراء المصغر كان على وشك المصادقة على اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قبل أن يوقف نتنياهو القرار فجأة، بحجة أن تل أبيب ليست جاهزة لاتخاذ خطوة كهذه. وأضاف أن نصر الله كان في الموقع المستهدف منذ أيام، وكان هناك قلق من مغادرته في أي لحظة.
وحول عملية "البيجر" فال غالانت إن الإعداد للعملية تم منذ سنوات قبل الحرب.
وأضاف أنه في اليوم الذي اقترح فيه مهاجمة حزب الله كانت آلاف أجهزة البيجر بحوزة عناصر الحزب.
وقال: "عندما اضطررنا إلى تنفيذ العملية كانت الغالبية العظمى من أجهزة اللاسلكي مخزنة ولم يتسبب تفجيرها في أي ضرر"، مضيفا أنه "لو قمنا بتنفيذ العملية في 11 أكتوبر/تشرين الأول لكان تفجير أجهزة البيجر ثانويا مقارنة بتفجير أجهزة اللاسلكي، مما كان سيؤدي إلى القضاء على آلاف من حزب الله".
وجرت عملية تفجير البيجر التي نفذتها المخابرات الإسرائيلية ضد آلاف من عناصر حزب الله في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، وقتل فيها العشرات وجرح الآلاف من مقاتلي الحزب.
وعن تصرف نتنياهو خلال الحرب قال غالانت إن "رئيس الوزراء من اليوم الأول، وعلى مدى الأسابيع الأولى بث إحساسا بالتشاؤم. كان يقول "سيكون آلاف القتلى. سيستخدمون المخطوفين كدروع بشرية وسيضعونهم على الأسطح وفي مداخل البيوت". وأشار من النافذة أكثر من مرة واحدة وهذا في المكتب في الكريا وقال، "أنتم ترون كل هذه المباني في تل أبيب؟ هي ستدمر، لن يبقى شيء".
وأقر غالانت بإصراره على مهاجمة قطاع غزة رغم التحذيرات من أن ذلك قد يؤدي إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وقال: "تلقيت بعد أحداث 7 أكتوبر وقبل بدء العملية البرية (في 27 من الشهر نفسه) تحذيرات من إمكانية مقتل محتجزين إسرائيليين في غزة، في حال قمنا بالهجوم هناك".
واستدرك: "لكنني أصررت على القتال وتنفيذ العملية البرية لاحقا".
وأكد غالانت أن الحكومة حتى عندما كان وزيرا "لم تفعل كل ما في وسعها لإعادة المحتجزين".
وشدد أن "إسرائيل بحاجة إلى لجنة تحقيق حكومية واسعة للبحث في أسباب إخفاق 7 أكتوبر".
وحول صفقة التبادل أشار غالانت إلى أن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عرقل إنجاز صفقة في أكثر من مناسبة، بعد أن هدد بالانسحاب من الحكومة، حيث كان بوسع تل أبيب إبرام صفقة في 2024.
وقال: "عمليا، كان يمكننا أن نحصل على الصفقة إياها (مثلما في تموز) مع مخطوفين أكثر، بثمن أدنى، إذ أضيف هنا 110 مخرب مؤبد لم يكونوا في المباحثات في حينه".
وبشأن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، قال غالانت إن اقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى بمدينة القدس كانت من بين العوامل التي أثارت التوتر، وساهمت في تصعيد الأوضاع قبل هجوم 7 أكتوبر 2023.
وعن اليوم التالي للحرب في غزة كشف غالانت أن نتنياهو يقول في الغرف المغلقة أنه لا يريد حكم غزة، لكن هناك ضغوط من سموتريتش وبن غفير اللذان يعتقدان أنه من الممكن إعادة الاستيطان إلى غزة.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.