بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة
رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية
في غفلة من المسؤولين، وبشكل مفاجئ، تحولت مدارسنا إلى ساحة حرب ضد صحة أبنائنا. فبدلاً من أن تكون صروحاً للعلم والمعرفة، أصبحت أوكاراً للتدخين الإلكتروني الذي يستهدف فلذات أكبادنا.
إننا نؤكد أهمية توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بضرورة حماية الطلبة في المدارس من خطر التدخين، وخاصةً التدخين الإلكتروني الذي بات يشكل تهديداً خطيراً على صحة أبنائنا. وندعو وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمكافحة هذه الظاهرة من خلال:
1-تفعيل الرقابة على المدارس: وتشديد الإجراءات لمنع دخول أجهزة التدخين الإلكتروني إلى المدارس، وتفتيش الطلاب بشكل دوري.
2-تكثيف برامج التوعية: لتعريف الطلاب بمخاطر التدخين الإلكتروني على صحتهم ومستقبلهم، وتوضيح أضرار النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في هذه الأجهزة.
3-تطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين: لردع الطلاب عن تعاطي التدخين الإلكتروني داخل المدارس، وتطبيق عقوبات على المتورطين في بيع هذه الأجهزة للطلاب.
كما ندعو الأسر إلى مراقبة أبنائهم وتوعيتهم بمخاطر التدخين الإلكتروني، فالجميع مسؤول عن حماية جيل المستقبل.
إن وزير التربية والتعليم، الذي يُفترض به أن يكون حامياً لصحة الطلاب ومستقبلهم، يقف اليوم في مرمى الاتهام. فماذا فعل لوقف هذا الخطر الداهم؟ هل اكتفى بإصدار البيانات والتصريحات، أم أنه اتخذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع؟
إن انتشار التدخين الإلكتروني في المدارس ليس مجرد مشكلة عابرة، بل هو تهديد حقيقي لجيل بأكمله. فماذا سيكون مصير هؤلاء الشباب الذين يدمرون صحتهم بأيديهم؟ هل سيتحولون إلى مدمنين على النيكوتين؟
إن غياب الرقابة الفعالة على المدارس، وعدم وجود برامج توعية مكثفة حول مخاطر التدخين الإلكتروني، هو بمثابة جريمة لا تغتفر. فكيف يعقل أن يتمكن طلاب في سن مبكرة من الحصول على هذه الأجهزة المحظورة دون أي رقابة أو توجيه؟
إننا نطالب وزير التربية والتعليم بالتحرك الفوري لوقف هذا النزيف، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية طلابنا من خطر التدخين الإلكتروني. يجب أن يتم تفعيل الرقابة على المدارس، وتكثيف برامج التوعية، وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين.
إننا نتوجه بصرخة إلى كل أب وأم، بأن كونوا يقظين على صحة أبنائكم، وراقبوا تصرفاتهم، وحذروهم من خطر التدخين الإلكتروني. فأنتم المسؤولون الأول والأخير عن حماية مستقبلهم.