الدمار وانعدام أساسيات الحياة تنغص فرحة العائدين إلى شمال غزة

mainThumb
الدمار وانعدام أساسيات الحياة تنغص فرحة العائدين إلى شمال غزة

02-02-2025 12:02 PM

printIcon

أخبار اليوم - بعد خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة التي دمرت معظم مناطق قطاع غزة، عاد آلاف النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، يتأرجحون بين فرحة اللقاء ومرارة الدمار. لم تكن العودة سهلة، فقد وجد كثيرون بيوتهم مجرد أنقاض، والمناطق التي ترعرعوا فيها تحولت إلى ساحات خراب.

وإلى جانب فقدان المأوى، يواجهون تحديات يومية في توفير الماء والغذاء والمستلزمات الأساسية، وسط مطالبات للمجتمع الدولي بالتحرك لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.

محمد أبو شوارب، 44 عامًا، عاد متلهفًا إلى حي النصر غربي غزة، لكنه صُدم حين وجد أن بيته، الذي بناه حديثًا مع إخوته من أربعة طوابق، قد سُوِّي بالأرض بفعل القصف الإسرائيلي.

يقول بحزن لصحيفة "فلسطين": "لم أكن أتوقع أن أجد بيتي مجرد ركام... من هول المشهد، تهت في الطرقات، لكني قررت أن أبدأ بإزالة الأنقاض، لأجد ولو مساحة صغيرة أجلس فيها مع عائلتي." يعاني محمد من تأمين الماء الصالح للشرب واحتياجات الحياة الأساسية، لكنه يصر على البقاء، تاركًا عائلته في الجنوب حتى يجد مأوى لهم. ويضيف: "نريد من العالم أن يتحرك لإعادة إعمار بيوتنا، فلا يمكن أن نبقى في العراء بعد 15 شهرًا من الدمار."

رغم كبر سنه، أصر الحاج أبو سمير جودة، 65 عامًا، على العودة إلى منزله في مخيم الشاطئ، بعد أن سمع أنه لا يزال قائمًا. مشى مسافات طويلة ليصل إليه، لكنه وجده متضررًا بشدة، وكانت الصدمة الكبرى عندما اكتشف صاروخًا غير منفجر في غرفة نومه.

يقول: "من لطف الله أنه لم ينفجر، لكن إلى متى سنعيش في هذا الخطر؟" تواصل أبو سمير مع الجهات المختصة لإزالة الصاروخ، لكنه يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإعادة بناء المنازل التي تحولت إلى أنقاض.

أما محمد الهسي، 30 عامًا، فقد قرر العودة إلى مخيم الشاطئ الشمالي، لكنه ذهب وحده في البداية بحثًا عن أي شيء متبقٍ من منزله المدمر. عند وصوله، أدرك الحقيقة القاسية، فبيته لم يعد موجودًا. لكنه رغم ذلك، شعر بالراحة لكونه عاد إلى المنطقة التي نشأ فيها، قائلاً: "ربما أنزح مجددًا، لكن هذه المرة سأكون قريبًا من بيتي... سنعيد بناءه مهما كلف الأمر." محمد، كغيره من النازحين، يطالب العالم بالوقوف إلى جانب غزة وإعادة إعمارها، متسائلًا: "إلى متى سنبقى مشردين في وطننا؟"

ورغم فرحة النازحين بالعودة، إلا أن المشهد في غزة لا يزال كئيبًا. لا ماء، لا كهرباء، لا مستشفيات صالحة، ولا منازل تؤوي العائدين. ومع استمرار المعاناة، يطالب النازحون العالم والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإعادة بناء ما دمره الاحتلال، فالحياة في غزة لا يمكن أن تستمر وسط هذا الدمار الهائل.

المصدر / فلسطين أون لاين