بعد عودة النازحين .. حياة متعثرة في شوارع شمال قطاع غزة المدمرة

mainThumb
بعد عودة النازحين.. حياة متعثرة في شوارع شمال قطاع غزة المدمرة

02-02-2025 11:47 AM

printIcon

أخبار اليوم -عادت الحياة بتفاصيلها الحزينة، تدب من جديد في شوارع وأزقة شمال قطاع غزة، بعد نحو 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية، التي حولت حياة سكانه إلى أسوأ مأساة إنسانية عاشها الفلسطينيون في غزة، على مدار حياتهم المليئة بالمآسي بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الأيام الأولى لعودة النازحين الفلسطينيين من جنوب ووسط قطاع غزة، إلى شماله، حيث تمكن نحو 80% منهم من العودة، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، عادت مظاهر حياتية ومعيشية تظهر من جديد في أنحاء شمال القطاع، كانت قد اختفت بقوة التهجير القسري والقتل الجماعي الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي طيلة أيام العدوان.

ومع تدمير معظم الأسواق الشعبية في شمال القطاع ومدينة غزة، واختفائها طيلة أيام الحرب، عادت الحركة في أماكن بديلة عن تلك الأسواق المدمرة، استحدثها السكان العائدون والباعة المتجولون، لتعويض غياب المحال التجارية والأسواق التي كان يرتادها الفلسطينيون، ومن أهمها الأسواق الشعبية في حي الشجاعية وسوق اليرموك وسط مدينة غزة، وسوق فراس التاريخي، وسوق مخيم جباليا، وبيت لاهيا.

ورغم عودة الحركة الجزئية لأسواق شمال قطاع غزة، وانخفاض جزئي في الأسعار، إلا أن إقبال الفلسطينيين ضعيف، والحركة الشرائية شبه معدومة في ظل ما خلفه العدوان من شلل في الحركة الاقتصادية، وفقدان الأسر مصدر دخلها، وهو ما انعكس على قدرتهم على الشراء وتلبية احتياجاتهم.

وأشار إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، إلى أن كميات محدودة من غاز الطهي دخلت لمحافظتي غزة والشمال، لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن الكميات على محدوديتها، سيتم توزيعها بالكامل على المواطنين الفلسطينيين، وفق قاعدة بيانات المنظومة الإلكترونية التي تشرف عليها الهيئة العامة للبترول، كما هو معمول به في محافظات وسط وجنوب غزة".

ومع دخول غاز الطهي إلى شمال غزة، فإن آمالا تحدو الفلسطينيين الذين أمضوا طيلة أيام الحرب، وهم يعتمدون على إشعال النار بالحطب والقطع البلاستيكية لطهي الطعام أو تسخين المياه، بأن تصبح حياتهم أسهل ولو قليلا، في ظل ما عايشوه من معاناة، وما تعرضوا له من مخاطر صحية وتلوث جراء حرق الأخشاب وبدائل الغاز.

وانعكس دخول الغاز إلى شمال القطاع، على تحسن عمل وإنتاج المخابز، وتوفير الخبز للتوزيع وشراء الفلسطينيين، بعد أزمة طاحنة عاشها سكان الشمال، جراء توقف أو استهداف وتدمير معظم المخابز التي كانت تعمل خلال أيام العدوان الإسرائيلي على غزة.

ويقول صاحب أحد المخابز الواقع في حي الصبرة بمدينة غزة، إن عودة دخول الغاز إلى مدينة غزة مع توقف العدوان، ساعد المخابز على تقديم خدمات أفضل وتوفير كميات أكبر من الخبز للعائلات، خاصة بعد عودة مئات آلاف النازحين إلى شمال القطاع.

ومع عودة آلاف النازحين إلى شمال القطاع، فإن مشاهد وظواهر كانت حكرا على وسط وجنوب القطاع، أصبحت تنتشر في المناطق المفتوحة والعامة، أبرزها إنشاء مخيمات عامة للنزوح تضم مئات الخيام، ليقيم فيها العائدون الذين تهدمت بيوتهم ولا مأوى لهم في شمال القطاع.

وعكفت جهات حكومية، وأخرى تتبع جمعيات خيرية على إقامة مخيمات كبيرة، وتوصيل الخدمات الإنسانية لها، مثل مياه الاستخدام ومياه الشرب والصرف الصحي، لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تدفقت منذ السماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.

وفي المقابل، فإن عائلات فلسطينية، ورغم تدمير منازلها شمال قطاع غزة، لكنها اختارت ألا تكرر تجربة العيش في مخيمات اللجوء والنزوح والتي يحتشد فيها آلاف الفلسطينيين، فذهبت إلى ترميم أو استصلاح ما يمكن إصلاحه من بيوتها المدمرة والعيش فيها، رغم ما يشكله ذلك من مخاطر انهيار جزء من الركام وأنقاض المنزل، على أمل أن يتم توفير وحدات سكنية مؤقتة لهم لحين بدء الإعمار.

ويضم اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، بنودا إنسانية، متعلقة ببناء وحدات سكنية مؤقتة ونصب آلاف الخيام، وإدخال المعدات اللازمة لإقامة مخيمات الإيواء، ويشمل ذلك بناء ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة، ونصب 200 ألف خيمة.