اخبار اليوم - بمجرد وصول الأسير الفلسطيني المحرر ناهض حميد إلى أرض قطاع غزة، ارتمى في أحضان طفليه التوأمين، اللذين أبصرا النور خلال فترة أسره عبر نطفة مهربة، ليحملهما بكل شغف ويغمرهما بقبلاته، وسط مشهد اختلطت فيه دموع الفرح والاشتياق.
حميد (45 عامًا)، الذي قضى 18 عامًا في السجون الإسرائيلية، استعاد حريته ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”، يوم السبت، ليعود إلى أحضان عائلته التي انتظرته سنوات طويلة.
وفور خروجه بحافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي وصلت عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، استقبله طفلاه التوأمان هاني وهمام (3 سنوات)، وأفراد عائلته الذين لم يخفوا دموعهم فرحًا باللقاء.
معاناة خلف القضبان
حميد، الذي اعتقلته إسرائيل قبل عقدين، أمضى سنوات طويلة داخل الزنازين، محرومًا من لحظات الأبوة التي لطالما حلم بها. إلا أن إرادة الحياة لم تتحطم لديه، حيث تمكن من تهريب نطفة إلى زوجته، لتنجب له طفلين عام 2021 عاشا أول سنوات عمرهما دون أن يحظوا بلمسة والدهما، أو رؤيته، إلا عبر الصور.
لحظة اللقاء المنتظرة
وفي قطاع غزة، حيث كان في طريقه للحرية، كان طفلاه اللذان لم يسبق لهما أن عانقاه، يقفان على أقدامهما الصغيرة متشوقين للحظة اللقاء. وما إن رآهما حتى ركض إليهما، ليحملهما بين ذراعيه ويقبل رأسيهما، وكأنه يعوضهما عن سنوات الفراق الطويلة.
أغلى من روحي
وقال: “هاني وهمام، هذا عين وهذا عين، أغلى من روحي، أعطاني ربنا أحلى وردتين”.
وأضاف: “تحدّيت السجان والسجن، وأنجبتهما رغم الأبواب والجدران (عبر نطفة مهربة)”.
وتابع: “نقدم التحية لأهل غزة على صمودهم وانتصارهم على السجان والاحتلال”.
وأشار إلى أن “ظروف الأسر كانت صعبة جدًا، ولا أستطيع وصف صعوبتها”.
وقدم الأسير المحرر شكره للفلسطينيين بقطاع غزة الذين واجهوا حرب الإبادة الإسرائيلية، متمنيًا تحرير مدينة القدس.
والأسير حميد، معتقل منذ 2007، حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية بحقه حكمًا بالسجن 20 عامًا، قضى منها 18 عامًا.
واستطاع عدد من المعتقلين الفلسطينيين، خلال سنوات الأسر بسجون إسرائيل، إنجاب أطفال، عبر تهريب “نطفة منوية”.
ولا يتم الإفصاح عن كيفية تهريب “النطف”، التي تتم بطريقة معقدة، لا يتم الكشف عن تفاصيلها لدواعٍ أمنية.
وأفرجت إسرائيل، السبت، عن 183 فلسطينيًا، بينهم 18 محكومًا بالمؤبد، و54 من ذوي الأحكام العالية، بينهم حميد، و111 من فلسطينيي غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مقابل تسليم 3 أسرى إسرائيليين في غزة.
وفي 19 يناير المنصرم، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يتضمن 3 مراحل يستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل، بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
(الأناضول)