كيف استخدم الاحتلال سياسةَ الإرهاب بحقّ الأسرى المحررين وعائلاتهم؟

mainThumb
كيف استخدم الاحتلال سياسةَ الإرهاب بحقّ الأسرى المحررين وعائلاتهم؟

29-01-2025 12:51 PM

printIcon

أخبار اليوم - قال نادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ أجهزة الاحتلال الإسرائيليّ، بمختلف مستوياتها مارست إرهاب ممنهج بحقّ المحررين وعائلاتهم، وتضمن ذلك تهديدات وصلت إلى حد القتل، والاعتقال، هذا إلى جانب تسجيل حالات لعمليات اقتحام لمنازلهم، وإحداث عمليات تخريب، وتدمير داخلها.

وتضمنت التهديدات، عدم إظهار أي مظهر احتفالي بخروج أبنائهم الأسرى، أو رفع أي راية أو علم، كما هددت بقصف أماكن تجمع المهنئين، وأصحابها، وجرى ذلك من خلال اتصالات شملت كافة عائلات الأسرى المحررين.

وتابع نادي الأسير الفلسطيني، -على مدار أسبوعين منذ بدء إتمام صفقة التبادل في المرحلة الأولى والتي تضمنت خلال الدفعة الأولى والثانية 290 أسيراً وأسيرة- كافة التهديدات التي وصلت إلى العائلات، قبل وبعد الإفراج عن أبنائهم الأسرى، والتي تؤكد أنّ الاحتلال مارس إرهاب ممنهج بحقّهم، يهدف إلى ضرب رمزية الأسير الفلسطيني، ومكانته في الوعي الجمعيّ الفلسطينيّ.

وكان من بين العائلات التي جرى اقتحام منازلهم عائلة الأسير المحرر عمار الشوبكي من قلقيلية، حيث تعرض أشقائه لاعتداء على يد قوات الاحتلال إلى جانب التهديدات، كما جرى اقتحام لمنزل الأسير رائد بدوان من بلدة بدو في يوم الإفراج عنه، والليلة الماضية، تعرض الأسير بدوان لوعكة صحية صعبة، استدعى نقله إلى المستشفى وما يزال فيها، علماً أنّ بدوان من الأسرى المرضى الذين عانوا من جرائم طبيّة ممنهجة خلال سنوات اعتقاله.

كما ونفّذت قوات الاحتلال اقتحام لمخيم بلاطة، خلال استقبال المحرر فهد الصوالحي، وأطلقوا الرصاص بهدف القتل.

وكان من ضمن ما تعرض له المحررين، احتجاز أحدهم بعد الإفراج عنه بيومين على أحد الحواجز العسكرية في محافظة الخليل، وذلك أثناء توجهه للعلاج في إحدى مستشفيات المدينة، وقد تعرض للتنكيل خلال احتجازه عنه، علماً أنه يعاني من مشاكل صحية، وآثار لإصابات بليغة تعرض لها قبل سنوات عند اعتقاله.

وصباح اليوم، استدعت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، الأسيرة المحررة أشواق عوض لمقابلة المخابرات في معتقل (عتصيون).

وفي هذا الإطار أبدى نادي الأسير الفلسطيني تخوفاته من إقدام الاحتلال على إعادة اعتقال المحررين، خاصة مع وجود مادة من الأمر العسكري رقم (1651) للعام 2009، والذي يتيح إعادة اعتقال المحررين المفرج عنهم بصفقات التبادل لاستكمال ما تبقى من عقوبات استنادا لوجود ملف سري.

ومع أنّ جميع هذه التهديدات لا تعتبر أمراً جديداً، فقد مارس الاحتلال هذه السياسة على مدار سنوات طويلة، والتي تركزت في السنوات القليلة الماضية في القدس بشكل أساسي منها إعادة اعتقال الأسرى. لحظة الإفراج عنهم، ثم توسعت دائرة التهديدات والاستهداف في الجغرافيات الفلسطينية.

ولم يكتف الاحتلال بالتهديدات بالاتصال على عائلات المحررين، بل مارست إدارة سجون الاحتلال وقواتها القمعية، عمليات تنكيل وضرب مبرح بحقّ المحررين، وذلك استنادا لمجموعة من الإفادات التي تابعها طاقم نادي الأسير في كافة المحافظات، حيث استمرت عمليات التنكيل والضرب لأيام، وكانت ظاهرة على أجساد عدد من الأسرى، ومنهم كذلك الأسرى الذين جرى إبعادهم إلى مصر، وكذلك غزة، هذا عدا عن إبعاد أسرى إلى غزة بشكل إجباري، جرّاء التهديدات التي تلقوها.

وأوضح الناطق الإعلامي لنادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار، أنّه استناداً لمجموعة من إفادات للأسرى المحررين الذين جرى إبعادهم إلى مصر، فقد تم نقل عدد منهم للعلاج، نتيجة لآثار عمليات التنكيل والضرب الذي تعرضوا له قبل الإفراج عنهم والذي استمر لعدة أيام بحسب ما أفادوا به، وكان من بينهم أسرى أصيبوا إصابات واضحة جرّاء الضرب.

وأضاف النجار الذي تواجد في مصر، أنّ الاحتلال منع غالبية عائلات المحررين من السفر لاستقبال أبنائهم، وكان من بينهم عائلة أبو حميد الذي تحرر ثلاثة من أبنائها حيث حرمت أم ناصر أبو حميد من السفر للقاء أبنائها الذين تحرروا وأبعدوا إلى مصر، كما وحرم اثنين من أبناء المحرر وعميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس من التوجه لمصر للقائه، إلى جانب عائلات أخرى.

ووجه نادي الأسير الفلسطيني، نداءه إلى الوسطاء بضرورة التدخل الجاد لوقف الإرهاب الممنهج والمنظم الذي يمارس بحقّ الأسرى المحررين وعائلاتهم، خاصة أنّ الصفقة لا تزال في بداياتها، وتحديدا فيما يتعلق بعمليات الضرب والتنكيل الذي تعرض له المحررين قبل الإفراج عنهم، وضمان إسقاط المادة الخاصة بالأمر العسكري التي تتيح إعادة اعتقال المحررين.

يذكر أنّه تحرر 290 ضمن دفعات التبادل، جرى إبعاد 71 محررا من الدفعة الثانية.

ومجددًا دعا نادي الأسير المنظومة الحقوقية الدولية بضرورة استعادة دورها، ووقف حالة العجز المرعبة أمام استمرار حرب الإبادة وأحد أوجها الجرائم التي تنفّذ بحق الأسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال، والتي شكّلت وما تزال وجها من أوجه الإبادة.

ونذكر أنه ومع إتمام هذه الصفقة، فإن الاحتلال ماض في جرائمه الممنهجة بحقّ الأسرى، والتي تهدف إلى تصفيتهم عبر عمليات التعذيب والتجويع والجرائم الطبية والاعتداءات بمختلف مستوياتها.