قطع المساعدات الأمريكية للأردن: لن نركع ولن نساوم

mainThumb

25-01-2025 10:57 PM

printIcon



بقلم: عوني الرجوب
كاتب سياسي

إن قرار الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن الأردن هو فصل جديد من فصول الابتزاز السياسي الرخيص الذي يهدف إلى إخضاع الأردن وتطويعه ليقبل بصفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلًا. لقد ظن ترامب أن الأردن، هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بإرادته، يمكن أن يُطوَّع بقرارات مالية ومساعدات مشروطة يلوي بها ذراعنا فهو واهم واهم
لكن رسالتنا اليوم واضحة وصارخة: الأردن قيادةً وشعبًا لن يركع، ولن تُلوى ذراعه، حتى لو وقف العالم بأسره ضده.

الأردنيون ليسوا كأي شعب، فهم أبناء أرضٍ طيبة تشربت الكرامة والرجولة والشهامة والعزة عبر التاريخ.

فقرار قطع المساعدات لن يُرهبنا، ولن يجعلنا نستجدي احد ولن يغير قيد أنملة من مواقفنا الوطنية والقومية.
نحن، أبناء هذه الأرض، نعيش بشرف، ونموت بكرامة. سنقتسم الخبز والملح، وسنزرع أرضنا ونأكل مما تُنبت، لكننا لن نبيع مواقفنا أو نساوم على سيادتنا، مهما اشتدت الضغوط.والازمات

ظن البعض أن الأردن سيضعف أمام الضغوط الاقتصادية، لكنه وهم كبير. فالشعب الأردني الذي تحمل سنوات طويلة من التحديات والأزمات لا يخاف الجوع ولا ينكسر أمام الحصار.
نحن على استعداد أن نعيش على القليل، وأن نأكل مما تُنتجه أرضنا، لكننا لن نقايض كرامتنا بثروات العالم كله.

(لن يكون الأردن وطنًا بديلًا)

لطالما حاول الأعداء تمرير مخططاتهم للنيل من الأردن وتحويله إلى وطن بديل. نقولها بكل حزم: هذا لن يحدث. الأردن ليس للبيع، او المبادله ولن يكون مأوى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية.

نحن نقف سدًا منيعًا في وجه كل هذه المؤامرات، ولن نتنازل عن شبر واحد من ثوابتنا الوطنية.

لقد تجاوز الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الوفي، محاولات أكبر وأخطر من هذه المؤامرات، وخرج منها أقوى وأصلب.
هذه الأرض ليست للمساومة، وسيادتنا ليست محل نقاش. ليعلم القاصي والداني أن الأردن، رغم كل التحديات، سيبقى صامدًا، وسيبقى درع الأمة الذي يذود عن كرامتها.

!؟ إن العتب الكبير الذي نحمله ليس فقط على الولايات المتحدة، بل أيضًا على بعض دول الجوار، تلك التي تسارع للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتلهث خلف وعود واهية من واشنطن. هذه الدول التي نحمي حدودها، ونحفظ استقرارها، بدلاً من أن تكون عونًا للأردن في هذه الظروف، اختارت أن تُغمد خنجرها في ظهر الأمة.

وليعلم الجميع أن الأردن، حتى لو تخلى عنه أقرب المقربين، لن يتراجع عن مواقفه. خذلانكم لن يُضعفنا، بل سيزيدنا صلابة وإصرارًا.
نحن على استعداد أن نقف وحدنا، وأن نقاتل في الميدان وحدنا، ولن نطلب دعمًا ممن اختاروا أن يخونوا قضيتهم وأمتهم.

الخيارات موجوده : لا يظن أحد أن الأردن بلا خيارات. نحن قادرون على إعادة النظر في كافة الاتفاقيات التي تربطنا مع الكيان الصهيوني، بما في ذلك اتفاقيات الغاز والمياه. كما أننا نملك ثروات طبيعية لم تُستغل بعد، كالفوسفات والبوتاس والمعادن الأخرى، بالإضافة إلى قدراتنا الزراعية.

الأردن لن يبقى رهينة لأي جهة.
إذا ظنوا أن المساعدات الأمريكية هي شريان حياتنا، فهم مخطئون. نحن قادرون على الوقوف على أقدامنا، وقادرون على تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الحقيقي.

الشعب الأردني: درع الوطن وسنده
الشعب الأردني يقف اليوم كتلة واحدة خلف قيادته. نحن نعرف جيدًا أن التحديات كبيرة، لكننا أكبر من هذه التحديات. لقد واجهنا عبر تاريخنا أزمات أكبر، وخرجنا منها أقوى.
الأردنيون لا يهابون الموت، ولا يرهبهم الحصار. نحن مستعدون أن ندافع عن أرضنا وكرامتنا بأرواحنا، وأن نقف في وجه أي قوة تحاول أن تُرغمنا على الانصياع.

إن شعبًا يؤمن أن الموت في سبيل الكرامة حياة، لا يُقهر. شعبًا يأكل من خيرات أرضه، ويرفع رأسه عاليًا رغم كل الضغوط، لا يُهزم.
هذا هو الشعب الأردني، وهذه هي إرادته التي لا تُكسر.

كرامتنا فوق كل اعتبار!

إلى العالم أجمع، نقولها بصوت عالٍ: كرامتنا فوق كل اعتبار. إذا ظن أحد أن قرارات الحصار والابتزاز يمكن أن تُغير مواقفنا، فهو لا يعرف من هم الأردنيون. نحن لا نطلب العون، ولا نستجدي الدعم. نحن نصنع قوتنا من وحدتنا، ونستمد صمودنا من إيماننا بالله وعدالة قضيتنا.

إن غطرسة الرئيس الأمريكي ومحاولاته لتطويع الأردن ستفشل كما فشلت كل محاولات الضغط السابقة. هذه الأزمة لن تُضعفنا، بل ستزيدنا قوة وصلابة. سنظل واقفين، شامخين، مرفوعي الرأس، ندافع عن أرضنا وهويتنا، ولن نسمح لأحد أن يملي علينا قراراته.

الأردن: الحصن المنيع
أقول لكل من يظن أن الأردن سيضعف أو ينهار: أنتم لا تعرفون هذا الشعب ولا هذه الأرض. الأردن هو الحصن المنيع الذي لا ينكسر، هو الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات.

نحن شعب لا يخشى التحديات، ولا يساوم على كرامته. سنظل نقف بشموخ، ندافع عن قضايانا الوطنية والقومية، ولن نركع إلا لله.
الأردن سيبقى، وسيبقى شامخًا، وسيبقى عصيًا على كل من يحاول النيل من عزته وكرامته.
وستفشل كل مؤامراتكم ومخططاتكم بعزم الأردنيين