نازحون .. العودة هي البداية والدَّمار لا يكسر الأمل في قلوبهم

mainThumb
نازحون.. العودة هي البداية والدَّمار لا يكسر الأمل في قلوبهم

25-01-2025 11:27 AM

printIcon

أخبار اليوم - بفارغ الصبر، ينتظر النازحون في جنوب قطاع غزة لحظة العودة إلى ديارهم في شماله في اليوم السابع من اتفاق وقف إطلاق النار.

الحرب الإسرائيلية دمرت البنية التحتية وأثرت على حياة الآلاف من السكان، وأصبحت الآن جزءًا من الماضي. ومع كل يوم يمر، يزداد الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي طالما كانت ملاذًا لهم.

حالة من الترقب والفرح العميق تسيطر على الحاجة الخمسينية أم نائل سليم. منذ إعلان وقف إطلاق النار، بدأت بتجهيز أمتعتها بنفسها لأجل العودة إلى منزلها في منطقة جباليا الواقعة شمال قطاع غزة. وتقول: "لقد ذرفت الدموع اشتياقًا لبيتي، وكنت أطلب من ابني الذي رفض النزوح أن يصوره لي بين الفترة والأخرى أثناء الحرب لأعيد شريط الذكريات".

وتضيف النازحة في مخيم النصيرات: "أربعة عشر شهرًا من الحرب مررنا بها في أوقات صعبة، ولكن الآن هناك بصيص من الأمل في الأفق".

وتشير سليم إلى أن الهدوء النسبي الذي ساد خلال الأيام القليلة الماضية منحها فرصة للتنفس، ولكنها تعلم في الوقت ذاته أن الطريق أمامها ليس ممهدًا، وأن هناك الكثير من الدمار. ومع ذلك، ترى أن العودة هي البداية.

بينما يعد الشاب خالد سالم (35 عامًا) أن اليوم السابع من اتفاق وقف إطلاق النار موعدًا مهمًا في حياة سكان غزة، حيث يعبرون عن تفاؤلهم بأن هذا اليوم سيكون بداية جديدة لاستقرار المنطقة.

ويعبر عن أمله في أن يتزامن ذلك اليوم مع توفير الدعم الدولي لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، كونه من سكان المناطق الشمالية لمدينة غزة. ويؤكد أن العودة إلى الحياة الطبيعية لا تقتصر فقط على العودة إلى المنازل، بل تشمل أيضًا ضرورة توفير الاحتياجات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية.

أما الشاب الثلاثيني محمد أبو خضير، النازح في دير البلح، وهو من سكان مخيم الشاطئ، فقد فقد منزله وزوجته وأبناءه الثلاثة. إلا أنه يتوق لليوم الذي يعود فيه إلى مكان سكنه. يعبر عن مشاعر مشابهة: "منزلي مدمر، ولكنني أصر على العودة. نعم، هناك دمار، ولكن لا شيء يمكن أن يمنعني من العودة إلى حيث ينتمي قلبي وعقلي".

ويضيف: "لا شيء يعادل شعور العودة إلى البيت، حتى لو كان يتطلب وقتًا طويلاً لإعادة بناء ما دُمر".

أبو خضير ليس الوحيد، فالكثير من الأهالي يعيشون نفس الشعور. رغم الألم والفقد، إلا أن لديهم استعدادًا لمواجهة التحديات لإعادة بناء حياتهم.

على الرغم من أن المشهد في شمال غزة يبدو صعبًا، حيث لا تكاد تخلو شوارعها من آثار الدمار والركام، إلا أن الناس لا يفقدون الأمل.

يقول أبو علي عزيز (55 عامًا)، أحد الأهالي الذين فقدوا منزلهم: "الدمار موجود في كل مكان، لكن الأمل أكبر من كل شيء". ويضيف: "نحن لا ننتظر فقط العودة إلى منازلنا، بل ننتظر عودة الحياة، الحياة التي سلبتها الحرب منا، ولكننا مصرون على استعادتها".

ويوضح أن البداية قد تكون صعبة، "ولكننا نعلم أننا سنتمكن من بناء ما دمرته الحرب. نحن في غزة، وهذه الأرض أرض صمود، ولا يمكن لأي شيء أن يهزم إرادتنا".

بينما يستعد أهالي شمال غزة للعودة إلى ديارهم، يظل الأمل مشتعلاً في قلوبهم رغم الدمار الذي يخيم على كل شيء. مع العزيمة والإرادة، سيعيدون بناء حياتهم، خطوة تلو الأخرى، ليحافظوا على كرامتهم وحقهم في العيش بسلام.