بين الأمل والصعوبة: أسواق غزة بعد الحرب (صور)

mainThumb
بين الأمل والصعوبة: أسواق غزة بعد الحرب (صور)

23-01-2025 12:03 PM

printIcon

أخبار اليوم - مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأحد، بدأت البضائع تتدفق إلى قطاع غزة، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في حركة الأسواق بعد 15 شهرا من قصص المعاناة والجوع التي تجرعها الفلسطينيون جراء الإبادة الإسرائيلية.

ورغم توفر العديد من السلع التي كانت مفقودة سابقا، تواجه أسواق القطاع تحديات بسبب ارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل، ما يجعل القدرة الشرائية ضعيفة لدى السكان الذين فقدوا مصادر دخلهم.



وباتت الأسواق والطرقات الرئيسية المحيطة بها أكثر ازدحاما مقارنة بالفترات السابقة من الإبادة، حيث يفترش الباعة المتجولون من الرجال والأطفال الشوارع لبيع السلع والمواد الأساسية.

والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

غلاء نسبي
في سوق بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قال البائع الفلسطيني: “البضائع اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا”.

وأضاف: “بدأت أصناف عديدة كانت مفقودة بالدخول إلى القطاع، وهي من الأشياء التي كان الناس يشتاقون إليها”.

وتمنى البائع الفلسطيني أن تستمر الأسعار بالانخفاض ليتمكن السكان من الشراء بسهولة، خاصة أن الأسواق بدأت تشهد حركة أفضل.

وأوضح أن “الأسعار أفضل قليلاً من السابق، لكنها ما زالت مرتفعة نسبياً مقارنة بقدرة الناس الشرائية”.



وفرة بضائع
فارس القدرة وهو أب لتسعة أطفال: “كنت أواجه صعوبة كبيرة في السابق لتوفير الخضروات والفواكه لأطفالي”.

وأشار إلى أن سعر الطماطم على سبيل المثال، كان يتراوح بين 40 و50 شيكلاً، لكنه انخفض اليوم إلى 10 شواكل (الدولار الأمريكي يعادل 3.53 شيكل إسرائيلي) وهو ما أتاح له توفير الطعام لأطفاله الذين كانوا يفتقدون أبسط الوجبات.

وأعرب عن أمله في أن يستمر تدفق البضائع بشكل منتظم مع توقف الحرب، ما يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان.

بينما عبر الطفل خالد حسين (11 عاما) عن سعادته بدخول بعض السلع التي كانت محظورة أثناء الحرب، قائلا: “أنا سعيد لأن البضائع بدأت تدخل إلى غزة، مثل السكريات التي كانت ممنوعة بسبب الإغلاق”.

ولفت حسين، إلى أنه خلال الحرب لم يكن هناك أي شيء يدخل إلى القطاع بسبب إغلاق المعابر، لكنه اليوم يشعر بتحسن ولو بسيط.


مستويات طبيعية
بدوره، قال الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب: “مسألة غلاء الأسعار في قطاع غزة باتت أقل حدة مما كانت عليه قبل إعلان الهدنة”.

وأوضح أبو جياب أن “الحديث يدور عن انخفاض يتجاوز 60 بالمئة في أسعار السلع الأساسية مقارنة بما كانت عليه قبل الهدنة، في حين شهدت السلع التكميلية انخفاضا مماثلا”.

وأشار إلى أن “إعلان الهدنة وفتح المعابر، بالإضافة إلى تدفق السلع إلى القطاع، كانت من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض الملحوظ”.

وتوقع أبو جياب، أن “تعود أسعار السلع إلى مستوياتها الطبيعية التي كانت عليها قبل الحرب، في حال استمر تدفق البضائع بشكل منتظم واستقرار الأوضاع الأمنية”.

والثلاثاء، قال متحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لايركه، إن أكثر من 630 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة في اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأشار لايركه، إلى أنه سُمِح بإدخال 600 شاحنة مساعدات لغزة يوميا في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، معربا عن أمله في دخول شاحنات القطاع التجاري أيضا.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

(الأناضول)



news image
news image
news image