فاطمة الزهراء - لم يعد الحساء الدافئ و"الطبخة الجيدة " أمورًا تلازم موائد العائلات في رمضان، فمن المعروف أن النفس في هذا الشهر تشتهي ما لذ وطاب، وما إن يصل موعد الإفطار حتى تجد أصنافًا عديدة قد انضمت إلى المائدة، تلبيةً لرغبة هذا وإسكاتًا لشهوة ذاك، في محاولة لتشجيع الصائمين في العائلة والنزول عند رغباتهم، إكرامًا لهم بعد يوم صيام شاق.
إلا أن هذا الحال لم يعد مشهودًا في كثير من موائد الإفطار الأردنية، التي مع محدودية دخلها أمام تكاليف العيش وغلاء الأغذية والنفقات الأخرى لم تعد قادرة على إعداد صنوف الطعام وبات الحمص والفول والفلافل إفطارها في رمضان.
قد ينتقد أحدهم عنوانًا كهذا فالعديد من العائلات بعد أسبوع في رمضان من طبخ "ما لذ وطاب"، ملّت الطبخ والولائم واشتاقت "للحمص والفول" بعد اختفاء وجبة الفطور الصباحي، والإقبال على الحمص والفلافل كنوع من التغيير أو كطبق إضافي إلى جانب الوجبة المعتادة، إلا أنه لا يدرك حقيقة إفطار الكثير من العائلات "مجبرة" على الفول والفلافل لعدم قدرتها المادية على شراء مكونات "طبخة" أو قد لا يتوفر لديها سعر "جرة الغاز لكي تطبخ".
شاهد عيان قال لـ"أخبار اليوم" إنه يعرف مطاعمَ شعبية تقوم بتوفير علب (حمص وفول) وتضعها "سبيل" للمحتاجين غير المقتدرين على شرائها للإفطار خلال الشهر الكريم، بينما يقوم مواطنون آخرون بدفع ما يستطيعونه للمطعم لتوفير العلب للمحتاجين.
وذكرت آية سعيد (اسم مستعار) أنهم في كثير من أيام رمضان لا يملكون سعر مكونات إعداد "طبخة" في ظل عمل زوجها المتواضع وعدد عائلتهم الكبير، فإن خيار الحمص والفلافل يصير خيارًا وحيدًا أمام أسعار المنتجات والمواد الأخرى التي ستكلفهم "مبلغًا وقدره" إن قرروا إعداد أكلة أو أرادوا التنويع بين طبق وحساء وسلطة، فهذا غالبًا خيار غير متوفر لديهم.
من جانبها قالت ملاك محمد (اسم مستعار) إنها تجد الحمص والفول منقذًا لها كإفطار في ظل انعدام الإمكانات المادية، بعد تعطل زوجها عن العمل، لافتةً إلى إنه "رخيص ونستطيع أن نوفره للأولاد غالب الأيام، رغم إنهم ملوا منه كطبق شبه يومي إلا إنه الوضع صعب والمساعدات ما شفنا منها شيء هذه السنة".
وفي ذات السياق نوجه دعوةً للحكومة صاحبة الولاية من زيارة المطاعم الشعبية التي تقدم الحمص والفول والفلافل وتقف بعيدًا لتناظر عشرات الأشخاص قبيل الإفطار يتزاحمون من أجل شراء "صحن حمص أو فول مع نجتس الفقراء الفلافل" فهذا دليل على الحالة الاقتصادية والمعيشية لدى المواطنين.