غزة… مجدٌ كُتب بالدم

mainThumb
غزة… مجدٌ كُتب بالدم

19-01-2025 01:46 PM

printIcon

وسام السعايدة

مبارك لغزة، ومبارك لأهلها الصابرين الصامدين. ذهب التعب، وجف شلال الدم، وجاء النصر ليكلل صبرهم بثباتٍ وأجرٍ عظيم، بإذن الله.

خمسة عشر شهرًا من الألم والدموع، وقفت فيها غزة كالجبل، تصدّ الطغيان، وتحفظ كرامة الأمة. كانت الألسن تلهج بالدعاء لهم في كل حين، وكانت القلوب تعتصر ألمًا على ما يشاهد من دمار وقتل. لم يكن الطعام طعامًا، ولا الفرح فرحًا، ونحن نرى أشلاء الأطفال والنساء تحت الأنقاض، وصيحات الأمهات الثكالى والآباء المكلومين تمزق القلوب.

غزة، يا أسطورة الكفاح، يا من سطرتِ التاريخ بحروف من دم، لا فضل لأحد عليكِ إلا لله وحده. هو الذي ثبت أقدامكِ، وهو الذي ألهم أبناءك القوة والعزيمة لمواجهة أعتى الطغاة.

هنيئًا لشهدائكِ الذين ارتقوا دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم، رحمهم الله وجعلهم في عليين. ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحاكِ، والثبات لكل مقاوم شجاع حمل روحه على كفه ليكتب صفحات جديدة من البطولة.

سلامٌ على أرواح أبطالكِ الطاهرة، سلامٌ على أطفالكِ الذين وقفوا كالجبل رغم صغر سنهم، سلامٌ على ترابكِ المقدس الذي ارتوى بدماء الشهداء.

من شمالك الصامد إلى جنوبك المقاوم، أثبتِ للعالم أن الصمود هو طريق النصر. شكراً لشمالك الذي ألهم العالم بصبره، وشكراً لكل فرد من أهلك الذين أضاءوا بوقوفهم صفحات المجد.

غزة، لكِ أن تفرحي اليوم، ولكِ أن ترفعي رأسك عاليًا. حقٌ لنا أن نفخر بكِ، وحقٌ للتاريخ أن يكتب اسمكِ بحروف من نور. ستبقين يا غزة رمزًا للكرامة، ودرسًا للأجيال القادمة في الصمود والثبات.

سلامٌ عليكِ يا غزة، سلامٌ على تاريخكِ الذي كتب بالدماء، وسلامٌ على مستقبلكِ المشرق، بإذن الله.