سلمان النجادا

mainThumb
سلمان النجادا

18-01-2025 02:22 PM

printIcon


بقلم: عواد الفالح

عندما تقترب من محافظة البلقاء، ستجد أن شيئًا مختلفًا يميز هذا المكان. إنه سلمان النجادا، المحافظ الذي جعل من الإدارة المحلية نموذجًا يُحتذى، حيث تنبض الروح الإدارية بإنسانية تُشعر أهل المحافظة بأنهم ليسوا مجرد أرقام في سجلات الحكومة، بل مواطنون لهم قيمتهم وأصواتهم.

سلمان النجادا، الحاكم الإداري الذي لا يختبئ خلف الأبواب المغلقة، ولا تحيطه طوابير من الحراس والسكرتارية. مكتبه مفتوح دائمًا، بلا مواعيد مسبقة ولا تعقيدات، يؤمن أن الحلول تبدأ من الاستماع، وتكتمل بالنزول إلى الميدان. هذا الأسلوب الذي تبناه النجادا لم يكن مجرد شعار أو أسلوب إداري نمطي، بل هو جزء من شخصيته التي تجمع بين الحزم والإنسانية في وقت واحد.

لم يكن النجادا مجرد منفذ للقانون، بل نموذجًا للعدالة التي تتوازن مع القيم الإنسانية. قسوته في تطبيق القانون لا تعني الجفاء، بل تأتي دائمًا محاطة بلمسة إنسانية تجعل الناس يشعرون أنه قريب منهم. هو الرجل الذي لا يتردد في حضور جنازة في قرية بعيدة، أو الجلوس مع العائلات لحل نزاعاتها، أو تهنئة عريس في بلدة نائية.

أكثر ما يميز سلمان النجادا هو حضوره الميداني اللافت، فهو المسؤول الذي يسبق التقارير المكتوبة، وينزل بنفسه إلى الشارع ليرى التفاصيل عن قرب. إذا وصلته مشكلة، لا ينتظر كلمات منمقة من طاقمه، بل يكون أول الحاضرين للموقع، شاهدًا ومشاركًا في الحل.

أهل البلقاء يعرفونه جيدًا، ليس لأنه محافظهم فقط، بل لأنه حاضر في يومياتهم، في الأسواق والمرافق العامة وطاولات الحوار. هو الناصح الأمين الذي يوجه دون أن يعنف، ويوضح دون أن يعقد. انحيازه للإنسانية لم يكن يومًا على حساب هيبة الدولة، بل كان دليلاً على أن الإدارة الصارمة يمكن أن تكون محاطة بالرحمة.

النجاح الذي حققه النجادا ليس فرديًا، بل انعكس على فريق العمل الذي استطاع بقيادته أن يتحول إلى وحدة متناغمة تعمل بجهد وتفانٍ. رؤيته القيادية التي تضع الإنجاز في قلب العمل، جعلت من طاقم المحافظة نموذجًا للعمل الجماعي، الذي يؤمن بأن الإدارة ليست مجرد واجبات روتينية، بل التزام تجاه الناس وحياتهم اليومية.

محافظة البلقاء، بمختلف قطاعاتها، باتت تشعر أنها محظوظة بهذا الفريق الاستثنائي، الذي أثبت أن النجاح في الإدارة المحلية لا يأتي من المكاتب الفاخرة، بل من الاقتراب من هموم الناس والعمل الميداني. سلمان النجادا هو رمز لهذه الروح الجديدة، روح الحاكم الإداري الذي يتقن الموازنة بين الحزم والإنسانية، بين القانون والقيم، وبين القيادة والعمل الميداني.

البورتريه الذي يقدمه سلمان النجادا اليوم في البلقاء هو رسالة للجميع، أن الإدارة الحقيقية تبدأ من الشارع، من سماع صوت الناس، من النظر في عيونهم، ومن العمل على تحسين حياتهم بصدق وإخلاص. هو ليس فقط محافظًا للبلقاء، بل جزء من نسيجها الإنساني، وشخصية استثنائية جعلت من المكان نموذجًا يُحتذى.