أخبار اليوم - أكدت النائب ديمة طهبوب أهمية الاستثمار في التعليم والمعلمين باعتبارهما حجر الزاوية في تنمية الموارد البشرية، مشيرة إلى أن المعلم هو صانع الأجيال ويستحق التقدير والدعم في تمثيله النقابي وتأهيله الخبراتي وتأمين حياته الكريمة. وأشارت إلى تجربة شخصية خاضتها مؤخراً في ترتيب لقاء بين معلمي اللغة الإنجليزية للمرحلة الثانوية ووزارة التربية والتعليم لمناقشة قضايا تتعلق بالمناهج، حيث أثنت على تجاوب الوزارة مع مطالب المعلمين وتفاعلها مع القضايا المطروحة.
وفيما يلي ما دونته النائب طهبوب على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي:
"اتفقت مع مجموعة معلمين للغة الإنجليزية للمرحلة الثانوية على ترتيب لقاء لهم في وزارة التربية والتعليم لمناقشة أمور تتعلق بالمناهج بناءً على تجاوب طيب ومهني مدروس من الوزارة في الفصل الأول.
تواصلت مع الأمين العام الدكتور نواف العجارمة لترتيب الموعد، فأخبرني أن اللقاء سيكون يوم السبت! كدت أن أقول له إنه يوم إجازة، لكن تراجعت وقلت في نفسي: بما أن الوزارة ومسؤوليها يداومون السبت، فكذلك النائب يداوم يوم السبت أو الجمعة متى اقتضت الحاجة، وتم الاتفاق على الموعد.
أحترم تجاوب الوزارة مع المعلمين وتفاعلها مع مذكرتهم بشأن المناهج في الفصل الأول. أعجبني أن الوزارة لم تنظر لنفسها كجهة حكومية تحتكر الحقيقة، بل استمعت وتفهمت وقامت بتغييرات بناءً على رأي المعلمين وممارساتهم في الميدان. الأمور جرت بسلاسة ويسر في هذا الشأن، لكن بقي في نفسي سؤال: ماذا حل بالمناهج ككل؟ لماذا خرجت من سلطة الوزارة؟ ولماذا انخفضت مستويات طلابنا في اختبارات الكفاية بالمواد الأساسية؟
أعجبتني جاهزية المعلمين وحرصهم على تنظيم أنفسهم كمجموعة لمعلمي المرحلة الثانوية، وإصدارهم وجهة نظر مفصلة وعلمية حول مادة اللغة الإنجليزية. تساءلت في نفسي: أليس الأولى أن تعود نقابة المعلمين لتكون الحاضنة والناطق الرسمي باسم المعلمين؟
قبل الاجتماع فكرت كثيراً في الذهاب من عدمه، خاصة أنني كنت من المطالبين في المجلس الثامن عشر بإقالة الوزير الحالي إثر حادثة الميت وتحمله للمسؤولية الأخلاقية. لكنني وجدت استقبالا طيباً، وهو الأصل في العلاقة بين النواب والوزراء: لا شخصنة، بل مصلحة وطنية تُزينها الاحترام وتفعل دور السلطتين. الرقابة أساس في عمل النائب، ومتابعة القضايا والشؤون العامة واجب لا يتجزأ.
أول دخول لي لهذه الوزارة كان عام 1998 لأخذ إجازة تعليم مؤقتة، لكنني تركت التدريس في المدارس في ذات العام لأنه يحتاج صبراً لم أكن أمتلكه. لذا أقدر كل معلم ومعلمة يصبر على تعليم الأطفال من إمساك القلم إلى كتابة آخر حرف ورقم في الثانوية العامة.
خرجت من اجتماع الوزارة يوم السبت 18-1-2025، بعد 27 عاماً من دخولي الأول لها، وقلت في نفسي: إن جمال البدايات يبقى حاضراً دائماً، والانتماء للمعلم والتعليم يبقى فوق كل الدرجات والألقاب. التعليم مشروعنا الاستثماري الأول، والمعلم يستحق تقديراً يلمسه في حياته اليومية والمهنية."
مع التعليم دائماً.
مع المعلم دائماً.