"الوفاء" قريةٌ يتعافى بها أيتام غزَّة من الحرب

mainThumb
"الوفاء" قريةٌ يتعافى بها أيتام غزَّة من الحرب

18-01-2025 01:08 PM

printIcon

أخبار اليوم - ألوان زاهية مبهجة، ورسومات وأشكال لشخصيات كرتونية مشهورة محببة للأطفال، وخيام على شكل أكواخ بلون أبيض ناصع، وأحواض مليئة بالورود بألوانها الجذابة، كل ذلك تجده داخل قرية "الوفاء" لرعاية الأيتام في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة.

حينما تدخل القرية، تشعر بالراحة النفسية بسبب الألوان التي تنطق جمالًا، وسط خيام النازحين المنتشرة في كل مكان، والتي تكسر رمادية الألوان التي أحدثتها حرب الإبادة الإسرائيلية.

يقصد الأطفال الأيتام القرية ليخرجوا من الجو القاتم الذي عاشوه، وما يزالون يعانون من ويلات الحرب التي سلبت منهم طفولتهم. يحاولون استعادة عافيتهم النفسية داخل قرية "الوفاء".

تقول مديرة قرية "الوفاء"، د. وفاء أبو جلالة، المختصة في مجال السمع والنطق: "نقدم خدمات مختلفة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية نتيجة الحرب الإسرائيلية. هذه الشريحة مهمشة وهي الأكثر تضررًا".

وتضيف أبو جلالة لـ "فلسطين أون لاين": "تم إنشاء القرية بأقل وأبسط الإمكانيات المتوفرة؛ حيث تم صنع الخيام من ألواح خشبية وجلود شوادر، كما تمت سيجت حديقة القرية بخشب مشاطيح أعيد تدويره وتلوينه لخلق منظر جمالي يجذب الأطفال ويشعرهم بالراحة النفسية".

وتبين أن هذه القرية تقدم برامج نفسية، تعليمية، واجتماعية، هدفها تمكين الأطفال من اكتشاف قدراتهم ومساعدتهم على التعافي من الآثار النفسية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية.

وتشير أبو جلالة إلى أن القرية تهتم بالأطفال من خلال تقديم برامج للأطفال الأكثر هشاشة، مثل برنامج "الناجي الوحيد"، للوصول إلى درجة من التعافي والتقبل للوضع الراهن في قطاع غزة المستمر لأكثر من عام.

وعن فكرة القرية ومن أين نبعت، توضح أن الحرب أفرزت عددًا كبيرًا من الأيتام الذين فقدوا أحد الوالدين أو كليهما، مما يفرض مسؤولية تجاه هؤلاء الأطفال الذين يعانون من نقص في الرعاية النفسية والتعليمية، والتي تؤثر على حياتهم الشخصية والمستقبلية. وتشير إلى أن الطفل بحاجة إلى بيئة آمنة تمكّنه من اكتشاف قدراته وتنميتها.

وتلفت أبو جلالة إلى الصعوبات التي تواجه مشروع "قرية الوفاء" حتى الآن، ومنها نقص الوعي المجتمعي حول أهمية الرعاية الشاملة للأطفال الأيتام، في ظل التوترات المستمرة وعدم توفر مكان آمن ومناسب لتلقي الرعاية.

وتوضح أنها تمكنت من الوصول إلى استشاريين ومختصين واختيار طواقم متخصصة في هذه المجالات للعمل ضمن المشروع، على الرغم من النقص الكبير في الطواقم المختصة بسبب استشهاد عدد كبير منهم جراء حرب الإبادة المستمرة.

مشروع "قرية الوفاء لرعاية الأيتام" يمثل شعاع أمل للأطفال الأيتام في قطاع غزة، حيث يسعى لتوفير بيئة آمنة تساعدهم على تجاوز صدمات الحرب.

ومع استمرار التحديات، تظل الحاجة ماسة لتكاتف الجهود المجتمعية والدولية لدعم هذه المبادرات وضمان مستقبل أفضل للأطفال الذين يمثلون أمل الغد في هذه المنطقة المنكوبة.

المصدر / فلسطين أون لاين