غزَّة .. كرامة الأمَّة

mainThumb
غزَّة.. كرامة الأمَّة

18-01-2025 11:43 AM

printIcon

اللواء الركن المتقاعد إسماعيل العرود

وأخيرًا وبعد مضي أكثر من خمسة عشر شهرًا انتهت الحرب الدموية التي امتزجت دماء الشهداء في غزة بترابها الطهور، وجُبرت خلالها عظام أطفال غزة والمكلومين فيها وجرحها الغائر في ضمير الأمّة، وجُبرت كسور الأمّة وحُطِّمَت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.

نعم انتصرت غزة بالصَّبر والعنفوان، انتصرت بالإرادة المُفعَمة بالإيمان ووِحدة الهدف، بإمكانات محدودة مقابل جيش مدجَّج بالسلاح والعتاد مُسندًا بما لدى الغرب من أسلحة وبوارج وطائرات وقادة ومستشارين وغُرف عمليات جويّة وبريّة وبحريّة.

لقد كتب مقاومو غزّة دروسًا وعِبَرًا ألغت الكثير من الدراسات التي كانت تُدرَّس في أرقى المعاهد العسكريّة، وأثبتت أنَّ صاحب الحق المُسلَّح بالإيمان والعقيدة والصَّبر وقوَّة التحمُّل من أهم الدروس التي تُحقِّق النصر في أي معركة قادمة.

فأسطورة الجيش الذي لا يُقهر انتهت إلى غير رجعة، وفكره القضاء على المقاومة لم تتحقَّق، وفكرة إعادة المخطوفين بالقوَّة لم تتحقَّق، وهدف تهجير الفلسطينيين المرابطين في غزّة لم يتحقَّق، كل ذلك يُضاف إليه فشل المنظومات الأمنيّة والاستخباريّة، وعمليات التمرد ورفض الأوامر لجيش الاحتلال.

لقد كانت حرب غزّة مفتاح التاريخ الحديث الذي سُجِّلت أحرفه بدماء الشهداء والأطفال والنساء، وبذلك عَبَّرت غزّة عن أعظم ملحمه تاريخيّة بين الحق والباطل.

هنيئًا لكِ غزَّة هذا النصر رغم التدمير، ورغم توالي أعداد الشهداء، ورغم تسوية القطاع بأكمله في الأرض، فالإرادة والصَّبر والإيمان بالهدف هو ما يمكن استخلاصه من دروس وعِبَر.