أحمد ابراهيم الزعبي
عقدة تلو عقدة، وحلول سلمية بعيدة المنال، وحجج باهتة طرحها الطرفان، هكذا كان الطابع العام السائد في غرف المفاوضات بين "حماس" و"الاحتلال الإسرائيلي"، لوقف العدوان على قطاع غزة.
بعد شهور طويلة من عرقلة مستمرة للمفاوضات، يتحول شكلها فجأة ودون سابق إنذار إلى "عقدة" و"انفراجة" قريبة، ضمن شروط أولية رفضها الطرفان منذ بدء المفاوضات.
تتنازلات عن شروط وفرض أخرى
جاء في المسودة الأولى للاتفاق المرتقب، تعليق العمليات العسكرية لمدة 42 يوماً، وتراجع "قوات الاحتلال" في غزة، وصفقة واسعة لتبادل الأسرى تجري على مراحل، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للقطاع، وإنشاء آلية حكم بمشاركة المجتمع الدولي ودول عربية في غزة بعد الحرب.
وقد أبدى الطرفان استعداداً للالتزام التام بشروط الاتفاق المرتقب، ولكن تبقى الكلمة النهائية لـ"حماس" ما لم تفرض "إسرائيل" شروطاً جديدة، لتكون هذه المحادثات هي الأقرب للتوصل إلى وقف العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
"إسرائيل" الكلب المسعور في الشرق الأوسط
سعت "إسرائيل" ونجحت في أن تكون رمزاً للوحشية والهمجية، مدفوعةً بعقليةٍ استيطانيةٍ تتغذى على احتلال الأراضي وقتل الأبرياء، تماماً مثل "كلب مسعور" بوصلته أنيابه الدامية؛ فاقترن ذكر "الاحتلال الإسرائيلي" باستحضار الجرائم المروعة والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبها في فلسطين المحتلة، وتحديدًا في قطاع غزة مؤخراً.
القوة العسكرية المفرطة في غزّة
في الأمس القريب استخدمت "إسرائيل" القوة العسكرية المفرطة ودمرت البنية التحتية، وشرعت بتحويل غزة إلى مسرح تجارب ميدانية لآخر إصدارات الأسلحة والتكنولوجية الحديثة المنتجة عالميً، ولدراسة نتائج الأبحاث الأكاديمية المشتركة، أمام مرأى ومسمع المستضعفين، ولعل انتهاء هذه التجارب كانت السبب الحقيقي بالانصياع لشروط وقف إطلاق النار.
وللمرة المئة بعد الألف، أثبتت "إسرائيل" أنها كيان لا يلتزم بالمواثيق الدولية، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته، مثل "الكلب المسعور" الذي يشكل تهديداً دائماً للأمن والاستقرار.