المفاوضون : اتفاق هدنة غزة بعد "انفراجة" في الدوحة أصبح وشيكا

mainThumb
المفاوضون : اتفاق هدنة غزة بعد "انفراجة" في الدوحة أصبح وشيكا

14-01-2025 09:10 AM

printIcon

أخبار اليوم - من المقرر أن يجتمع المفاوضون في الدوحة الثلاثاء، سعيا لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن اتفاقا أيده لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين "على وشك" أن يصبح واقعا.

قال مسؤول مطلع على المفاوضات إن الوسطاء سلموا إسرائيل وحماس مسودة نهائية لاتفاق الاثنين، بعد "انفراجة" تحققت عند منتصف الليل في المحادثات التي حضرها مبعوثان للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

إذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت حماس عن نحو نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 فلسطينيا أسير في سجون إسرائيل.

وقال المسؤول المطلع على المحادثات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن قطر سلمت مسودة الاتفاق إلى الجانبين في محادثات في الدوحة، والتي شارك فيها رئيسا جهازي الموساد والأمن الداخلي (شين بيت) الإسرائيليين ورئيس وزراء قطر

ومن المتوقع أن يحضر مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومبعوث بايدن بريت ماكجورك محادثات الثلاثاء في الدوحة، مع وجود مفاوضي حماس في مكان قريب للتشاور سعيا لإبرام اتفاق سريعا.

وأفاد مسؤولون من الجانبين والولايات المتحدة بإحراز تقدم. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الطرفين "أقرب من أي وقت مضى" إلى التوصل إلى اتفاق، وإن الكرة الآن في ملعب حماس. فيما قالت حماس إنها حريصة على التوصل إلى اتفاق.

وقال بايدن في كلمة ألقاها الاثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية "الاتفاق ... من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس".

وذكر مسؤول إسرائيلي أن المفاوضات بلغت مراحل متقدمة للإفراج عن ما يصل إلى 33 محتجز ضمن الاتفاق. ووفقا للسلطات الإسرائيلية، لا يزال 98 محتجز في غزة.

وأصدر وفد حركة حماس في الدوحة بيانا الاثنين، بعد اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جاء فيه أن المحادثات تحرز تقدما جيدا.

شنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة هناك، بالإضافة إلى تدمير معظم مساحات القطاع ونزوح معظم سكانه.

واتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح المحتجزين الذين تحتجزهم حماس والإفراج عن فلسطينيين أسرى في سجون إسرائيل.

لكن حماس تمسكت بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب لحين القضاء على حماس.

موعد نهائي مع تنصيب ترامب

تسعى الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أكثر من عام لإنهاء الحرب من خلال محادثات.

يُنظر الآن على نطاق واسع إلى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني على أنه موعد نهائي للتوصل لاتفاق.

وحذر الرئيس الأميركي المنتخب من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يُفرج عن المحتجزين بحلول موعد تنصيبه. كما يضغط بايدن بقوة من أجل إبرام اتفاق قبل مغادرته المنصب.

وقال بلينكن إن المفاوضين يريدون التأكد من أن ترامب سيستمر في دعم الاتفاق المطروح على الطاولة، لذا كانت مشاركة ويتكوف "مهمة".

وصرح جيك سوليفان مستشار بايدن للأمن القومي للصحفيين أمس الاثنين بأن المفاوضات وصلت إلى نقطة "محورية" مع إزالة الفجوات بين الجانبين ببطء. وقال "أعتقد أن هناك فرصة جيدة لإنجاز هذا الأمر... الطرفان على وشك أن يتمكنا من إبرام هذه الصفقة".

وقال مسؤول في حماس لرويترز إن "المفاوضات حققت تقدما في قضايا رئيسية ونعمل لاستكمال ما تبقى قريبا".

كما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر للصحفيين "هناك تقدم، ويبدو أفضل بكثير من السابق. أود أن أشكر أصدقاءنا الأميركيين على الجهود الضخمة التي يبذلونها لإتمام اتفاق الرهائن".

وفي القاهرة، قال مسؤول أمني مصري لرويترز، إن المسودة التي أرسلت إلى الجانبين ليست الاتفاق النهائي لكنها "تهدف إلى حل القضايا العالقة التي عرقلت المفاوضات في السابق".

تفاصيل الاتفاق

قال مسؤول إسرائيلي أطلع الصحفيين على الاتفاق المقترح إن المرحلة الأولى منه ستشهد إطلاق سراح 33 محتجز، بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى.

وفي اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي سيتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين الأحياء المتبقين -المجندون الذكور والرجال في سن الخدمة العسكرية- وإعادة جثث المحتجزين الذين لقوا حتفهم.

ويتضمن الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل، مع بقائها في محيط الحدود للدفاع عن البلدات والقرى الحدودية الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات أمنية في محور فيلادلفيا، على طول الحافة الجنوبية لقطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام القليلة الأولى من سريان الاتفاق.

سيتم السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة مع وضع آلية للتأكد من عدم نقل الأسلحة إلى هناك. وستنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم في وسط غزة.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الفلسطينيين المدانين بالقتل أو تنفيذ هجمات أسقطت قتلى سيُفرج عنهم أيضا، لكن عددهم سيتوقف على عدد المحتجزين الأحياء، والذي لا يزال غير معروف، ولن تشمل القائمة الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن مؤسسات الحكومة أُبلغت بالاستعداد لاستقبال المحتجزين المرضى ومن يعانون من ضعف الحالة الصحية.

فيما حذر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وحزبه الصهيونية الدينية من أن جميع أعضاء الحزب سيعارضون أي اتفاق لا يحقق هدف "تدمير" حماس، وقال إن أحدث مقترح يعرض الأمن القومي الإسرائيلي للخطر.

واستمرت إراقة الدماء في غزة الاثنين. وأفاد سكان بوقوع سلسلة من الانفجارات في رفح جنوبا استهدفت منازل وطرقا. وقال مسؤولون في مجال الصحة إن ما لا يقل عن 40 فلسطينيا استشهدوا وأصيب العشرات في غارات إسرائيلية على القطاع الاثنين.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 جنود في معارك شمال غزة ليرتفع عدد جنوده القتلى إلى 9 منذ السبت.

رويترز