"الرَّملاوي" تسافر بخيالها وترسم بلدانًا على جواز سفرها

mainThumb
"الرَّملاوي" تسافر بخيالها وترسم بلدانًا على جواز سفرها

13-01-2025 12:28 PM

printIcon

أخبار اليوم - في ظل إغلاق معبر رفح واستمرار الحرب، قررت نور الرملاوي (20 عامًا) أن تسافر بخيالها بعد أن انتظرت أكثر من عام دون أن تتمكن من السفر لإكمال دراستها.

فملأت أوراق جواز سفرها برسومات للدول التي كانت تحلم بزيارتها، محوّلة إياه إلى لوحة فنية تعبّر عن طموحاتها وأحلامها التي حطمتها الحرب.

نور، ابنة مدينة غزة، اضطرت للنزوح إلى جنوب القطاع بعد أن دمّرت الحرب بيتها في الشمال. كانت تأمل أن تكون قريبة من معبر رفح، الذي يعد المنفذ الوحيد للسفر إلى الخارج، لكن الاحتلال الإسرائيلي أغلقه منذ أيار/مايو الماضي، ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح الحدودية مع مصر.

نور، الشغوفة بالهندسة والموهوبة في الرسم، تدرس الهندسة المعمارية في غزة. وقبل الحرب، حصلت على فرصة للسفر لإكمال دراستها في الخارج، لكن اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 حال دون تحقيق حلمها.

تقول نور لـ "فلسطين أون لاين": "كان من المفترض أن أسافر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو شهر اندلاع حرب الإبادة. انتظرت أن تنتهي الحرب، لكن الانتظار طال، وفقدت الأمل في السفر".

وتضيف: "فتحت جواز سفري وأنا أشعر بالحسرة على ضياع الفرصة. وجدت أوراقه فارغة، فخطرت لي فكرة أن أرسم الدول التي أحلم بزيارتها".

نور، التي تحلم بإكمال مسيرتها التعليمية في الخارج، وجدت في الرسم ملاذًا لتعبر عن طموحاتها. لم يعد لجواز سفرها قيمة – وفق تعبيرها – بعد إغلاق المعابر، فقررت أن تحوّله إلى لوحة فنية تعكس أحلامها.

لم تتوقف رسومات نور عند جواز السفر، بل امتدت إلى كؤوس ورقية، حيث رسمت وجوهًا لشهداء، لكل منهم قصة وحكاية تركت أثرًا عميقًا في قلب كل من سمع بها.

وتقول: "الحرب أضاعت عليّ فرصًا كثيرة للدراسة في دول عديدة. رسمت بعض هذه الدول على جواز سفري، كطريقة لأحتفظ بأحلامي حية".

وقبل الحرب، كان مئات الطلبة في غزة يدرسون في جامعات بمصر والجزائر وتونس والمغرب ودول أخرى، بعضها أوروبية، من خلال بعثات ومنح رسمية. لكن استمرار الحرب حال دون عودتهم إلى جامعاتهم، تاركًا أحلامهم معلقة في الهواء.

تشعر نور بالحزن وخيبة الأمل لأن الحرب حرمتها من إكمال دراسة الهندسة. لكنها ما تزال تصر على مواصلة السعي نحو تحقيق أحلامها. تقول: "نحن شعب يخلق من العدم حياة. حتى ما لا نستطيع عيشه، نرسمه".

ونور ليست الوحيدة التي أضاع عليها إغلاق المعابر فرصة الدراسة في الخارج. فهي واحدة من مئات الغزيين الذين ينتظرون انتهاء الحرب لتحقيق أحلامهم. كما ينتظر آخرون فتح المعابر للسفر للعلاج أو لمّ الشمل مع عائلاتهم.

وتختم نور قولها: "نحن الفلسطينيون لدينا طموحات كبيرة. أنا إنسانة من بين 2.5 مليون إنسان في غزة، لدينا أحلام بالسفر والتعليم. توفرت لنا فرص كثيرة، لكن الاحتلال كان سببًا في ضياعها، وفي وأد تلك الأحلام".