أخبار اليوم - أعتقد أن ذلك قد يؤثر (على التعاقدات المستقبلية)، لا أستطيع أن أقول لا، لأنني سأكذب، وهذا ليس أنا، لا أحب الكذب أو سرد القصص، الحقيقة هي أنه إذا كنت في ناد آخر، ورأيت الوضع الذي يمر به باو (فيكتور) وداني (أولمو)، ربما كنت سأفكر إذا كان وجودي هنا هو الأفضل، لكن عندما جئت إلى هنا، قبل التوقيع، كنت أعرف وضع النادي، وعرفت أن لدي فرصة للعب بهذا القميص، وانتظرت حتى اللحظة الأخيرة، ولا أندم على ذلك على الإطلاق»، بهذه الكلمات البسيطة التي تنبض بالصراحة والشجاعة في آن واحد، تعمد قائد برشلونة المؤقت رافينيا، مصارحة الجماهير بالوضع المأساوي الذي وصل إليه النادي في عهد الرئيس جوان لابورتا، وذلك بصرف النظر عن نتيجة مباراة كلاسيكو الأرض، المقررة مساء اليوم الأحد على ملعب «مدينة الملك عبدالله» (الجوهرة المشعة) ضد العدو التاريخي ريال مدريد، لتحديد هوية بطل الكأس السوبر الإسبانية هذا العام، وأيضا نجاح عملية «التحايل» الثانية لتسجيل الوافد الجديد داني أولمو وشريك رحلة القلق والتهديد باو فيكتور، وذلك بعد دخول المجلس الأعلى للرياضة على الخط، لتعليق القرار المشترك بين الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا، بإلغاء التراخيص الرياضية لثنائي البلو غرانا بشكل مؤقت، أو كما جاء نصا في القرار «لحين البت في هذا الاستئناف بعد ثلاثة أشهر»، ما تسبب في انفجار «طاقة جهنم» في وجه الرئيس المحامي، بوضع أحوال وأوضاع النادي الاقتصادية في الوقت الراهن في مقارنة مع الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، الذي أجُبر على التنحي عن منصبه قبل إعلان قرار الجمعية العمومية بسحب الثقة منه في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وسط ما يُمكن وصفه بـ«الحراك» في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، لتكرار سيناريو طرد بارتوميو مع الرئيس الحالي، بعد فشله الذريع في تحقيق أبسط وعوده الانتخابية، وفي القلب منها تحسين وضع عملاق الليغا وأوروبا الاقتصادي، استنادا إلى ما قاله المرشح الرئاسي السابق فيكتور فونت، الذي كان سباقا في توقعاته بشأن معاناة الإدارة في تسجيل الصفقات الجديدة في فصل الصيف الماضي، قائلا عبارته الشهيرة في مقابلة سابقة مع صحيفة «ذا أثلتيك»: «الوضع المالي للبارسا الآن أسوأ مما كان عليه عندما جاء لابورتا، لدينا ديون أكبر، وأصول أقل، وما زلنا لا نحقق أرباحاً لسداد الديون وحماية نموذجنا الاجتماعي (الذي يعني امتلاك الأعضاء للنادي)»، والآن دعونا نستعرض معا في موضوعنا الأسبوعي توابع فضيحة أولمو وباو فيكتور على سمعة النادي عالميا ومستقبل الصفقات، والأهم السبب الجوهري وراء استمرار ارتباط اسم برشلونة بالأزمات والمشاكل المادية الطاحنة، وذلك قبل أشهر قليلة من انتهاء ولاية لابورتا، بالأحرى قبل ستة أشهر من المعركة الانتخابية على مقد الرئاسة.
وعود كاذبة
بالعودة إلى الوراء أربع سنوات، سنتذكر تلك الصورة المهيبة التي تمكن لابورتا من بيعها لوسائل الإعلام الكتالونية والمناصرين في حملته الانتخابية في مثل هذه الأيام عام 2021، راسما لنفسه شخصية ذاك «البطل المخلص»، الذي سيعيد إصلاح السمعة التي شوهها سلفه المنبوذ، حتى أنه قال ذات مرة في مقابلة موثقة مع النسخة الإسبانية لموقع «Goal» العالمي: «فترتي الثانية كرئيس ستكون هي نفسها التي كانت في الفترة الأولى. يوهان كرويف، لا ماسيا، كتالونيا، اليونيسف ومؤسسة منظمة»، لكن مع الوقت، بدا لأغلب المتابعين والنقاد، وكأن إدارة الرئيس الثائر في ولايته الثانية، بعيدة كل البعد عن معايير الجودة والكفاءة المطلوبة لإدارة مؤسسة بحجم واحد من أشهر 3 أندية على هذا الكوكب، وفي رواية أخرى «إدارة مخادعة»، وذلك استنادا إلى كشف حساب لابورتا ومجلسه المعاون طوال فترة ولايتهم، فبعد الوعود البراقة لانتشال النادي من كارثة الإفلاس، وتخفيف الديون المتراكمة التي كانت تبلغ 1.35 مليار يورو قبل 4 سنوات، وقبل هذا وذاك، تعهد بحل إشكالية سقف رواتب اللاعبين المحدد من قبل رابطة أندية الليغا، من خلال قلب العجز بالسالب في الفرق بين الرواتب ومداخيل النادي إلى إيجابي، حتى لا يعاني من أزمة تسجيل الصفقات الجديدة وأصحاب الرواتب الضخمة بعد ذلك، نجد على أرض الواقع، أن هذه الإدارة تسير على نفس نهج بارتوميو وشلته، بالمضي قدما في تلطيخ سمعة ملوك «التيكي تاكا»، ويتجلى ذلك في استمرار لعنة «إهدار المال في الهواء»، بالإصرار على إبرام صفقات أقل ما يُقال عنها «ليست في محلها»، أو بلسان المدربين والمعلقين «صفقات لا يحتاجها الفريق»، والحديث هنا عن حجر الزاوية أو سبب الصداع، وهو صفقة الصيف داني أولمو، الذي كبد الخزينة ما يلامس الـ60 مليون يورو، نظير إطلاق سراحه من لايبزيغ معقل مشروبات الطاقة العالمية «ريد بول آرينا»، صحيح ابن الأكاديمية البار، يصنف كواحد من أفضل اللاعبين في مركزه، كلاعب جوكر في الثلث الأخير من الملعب، في ما يُعرف بالمهاجم المتعدد الاستخدامات، لكن الشيء المؤكد ولا يختلف عليه الكثيرون في الإقليم الثائر، أن مشروع المدرب الألماني هانز فليك، في أضعف التقديرات، كان في أشد الحاجة لتدعيمات في مراكز أو مناطق أخرى، أبرزها التسلح بجوهرة لا يشق لها غبار في مركز الجناح الأيسر المهاجم، وتحديدا شريك لامين يامال في حملة اليورو، جناح أتلتك بلباو نيكو ويليامز، الذي كان يُنظر إليه طوال فصل الصيف على أنه «صاحب الأولوية» في القائمة المستهدفة قبل غلق الميركاتو الصيفي، لا سيما بعد نجاحه في تشكيل ثنائية أقل ما يُقال عنها «مرعبة كرويا» برفقة يامال في اليورو الألماني، لكن بدلا من ذلك، فَضلت الإدارة إرضاء الجماهير وكوكب «السوشيال ميديا»، بتحويل التركيز من الأكثر أهمية ويليامز إلى ابن النادي المنتشي كباقي رفاقه بكأس الأمم الأوروبية، علما أن الأخير كان قد انضم إلى قائمة المدرب الوطني لويس دي لا فوينتي، لتعويض غياب جوهرة البارسا بيدري، بعد الإصابة المروعة التي تعرض لها في النصف الثاني من الموسم الماضي، وعلى إثرها ظل خارج الخدمة حتى أواخر العام 2024، ما يعني بالضرورة أو بالتبعية، أن برشلونة لم يكن في الأساس بحاجة لتوريط نفسه في صفقة تعد ضخمة في وضعه الحالي، في ما يُمكن وصفها بالجريمة «الاقتصادية الكروية» المتكاملة الأركان، أن تخصص جُل الميزانية المتاحة (بعد التحايل على القواعد والقوانين)، للتوقيع مع لاعب جديد بنفس مواصفات وخصائص اثنين أو ثلاثة لاعبين متاحين في قائمة المدرب فليك، والأسوأ من ذلك، أن النادي أقدم على هذه الخطوة المثيرة وغير المفهومة، قبل حتى أن يوفق أوضاعه المالية، بعد فشل مخطط التخلص من واحد من أصحاب الأجور الباهظة، حتى بعد الاستغناء عن قائد الناسيونال مانشافت سابقا إلكاي غندوغان، بتعرض المدافع رونالد أراوخو ولاعب الوسط فرينكي دي يونغ، للإصابة في فترة ما قبل النافذة الشتوية، وكما نعرف جميعا، لولا الإصابة القدرية التي ألمت بالمدافع الاسكندينافي أندرياس كريستينسن، وعلى إثرها اضطر للغياب عن الملاعب طيلة النصف الأول لهذا الموسم، لما تمكن النادي من تسجيل أولمو، بشكل مؤقت في المرة الأولى، والآن وبعد تعافي المدافع القادم من تشلسي من الإصابة، جاءت هدية السماء من المجلس الأعلى للرياضة، وأيضا بشكل مؤقت، لحين توفير المال اللازم لتغطية الإنفاق الإضافي المسموح به لاستيفاء شروط اللعب المالي النظيف (القاعدة 1:1) الخاصة برابطة الليغا.
خدعة الروافع
صحيح قبل هدية المجلس الأعلى للرياضة، كان هناك اعتقاد سائد، بأن إدارة برشلونة ستتمكن بطريقة أو أخرى من تحقيق التوازن بين سقف الرواتب والأرباح، وهذا باعتراف رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس الذي قال نصا: «نادي برشلونة عادة ما ينجح في تسجيل اللاعبين في اللحظات الأخيرة»، وهذا بطبيعة الحال، بعد تكرار هذا السيناريو أكثر من مرة في عهد الرئيس الحالي، أشهرها قبل حالة أولمو، الضجة التي أثيرت حول مصير المدافع جول كوندي، بعد تأخر خطوة تسجيله في القائمة عقب ضمه من إشبيلية في صيف 2023، لكن يبقى القاسم المشترك، أو العنوان الرئيسي لطريقة تعامل إدارة البارسا مع ملفات الصفقات الجديدة التي تتقاضى رواتب ضخمة، أنها «لا تتعلم أبدا من أخطاء الماضي»، الأمر أشبه وكأننا نتابع مغامرات موسمية لمحام يتنفس على اصطياد الثغرات القانونية في ساحات المحاكم، وفي رواية أخرى ساخرة، رئيس ناد لا يعرف طريق الشفافية والوضوح واللوائح القانونية المفروضة على الجميع بدون استثناء، مراهنا على شعار «برشلونة أكبر من أن يُسمح له بالانهيار أو الفشل أو الإفلاس»، يكفي أن لابورتا ورفاقه في مكاتب «كامب نو»، كان تفكيرهم الأول في كيفية توفير المال للتوقيع مع أولمو، وليس في ما ينبغي فعله لإفساح المجال لتسجيله بطريقة طبيعية في القائمة، فكانت النتيجة، إنفاق المال المتاح في المتاعب والمشاكل. يكفي أن النادي خرج من الموسم الماضي بفجوة في الميزانية قُدرت بنحو 100 مليون يورو، ومع ذلك قرر دفع أكثر من نصف هذا المبلغ لشراء أولمو، في ما اعتبرها بعض النقاد والمتابعين بـ«الخطوة غير المنطقية»، من باب أنه بلغة العقل والمنطق، كان النادي أحوج ما يكون لحل أبسط مشاكله المالية، ولو بالتوقف بشكل مؤقت عن شراء لاعبين من أصحاب الرواتب الكبيرة، مقابل الاستعانة بأجود منتجات أكاديمية لا ماسيا حتى يتحرر النادي من قيود اللعب المالي النظيف ويصبح قادرا على شراء وتسجيل اللاعبين بكل أريحية كما يفعل خصومه المحليون أتلتيكو وريال مدريد.
لكن كما جرت العادة وكما كان متوقعا، جاءت المقامرة غير المحسوبة، بالكثير من الأضرار والنتائج العكسية، أبسطها عزيزي القارئ، متابعة ما يُقال عن برشلونة في مختلف البرامج الرياضية بكل لغات أهل الأرض، بشبه إجماع على أنه ناد يعيش على أطلال الماضي الجميل، والأكثر تعاسة ما يُقال عن عدم قدرته على مقارعة الأندية المتوسطة في البريميرليغ على الصفقات المتنازع عليها، فما بالك بمنافسة أندية الصفوة في أوروبا وإنكلترا على نجوم الصف الأول والسحرة أصحاب الرواتب الكبيرة؟ وهذا ما أعطى انطباعا لدى شريحة لا يُستهان بها من المؤيدين والمنافسين، وكأن مؤسسة برشلونة العظيمة ومكانتها العالمية قد تقوضت بسبب سوء الإدارة الفادح، الذي خلق ما نشاهده من حلقة مفرغة من عدم الاستقرار والمخاطر التي لا تتوقف أبدا عن تهديد النادي وسمعته، حتى بعد تمرير صفقة «الروافع الاقتصادية» على مضض، التي استهدف من خلالها لابورتا التخلي عن أصول العلامة التجارية لبرشلونة وجزء من أرباح البث والمشاهدة لفترة طويلة الأجل، لتمويل الصفقات التي ساهمت في حصول الفريق على لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى في عصر ما بعد الأسطورة ليونيل ميسي، في مقدمتهم الجلاد البولندي روبرت ليفاندوسكي، والبرازيلي رافينيا وباقي كتيبة المدرب تشافي هيرنانديز في الموسم قبل الماضي، ويُقال إن رئيس البارسا، سيكرر نفس الفكرة لتجاوز عقبة قيد أولمو وباو فيكتور، وذلك بعد بيع جزء من تذاكر مدرجات «VIP» في ملعب «كامب نو» بعد الانتهاء من عمليات الصيانة والتجديد، وإما يضطر لبيع واحد من أصحاب الأجور الضخمة، والإشارة إلى دي يونغ وأراوخو على وجه التحديد، قبل أن يُسدل الستار على الميركاتو الشتوي، وفي الغالب سيوافق على البيع بثمن بخس، في ظل دراية ومعرفة عالم كرة القدم، أن نادي برشلونة يبحث عن بيع لاعبين من أجل تسوية أوضاعه المالية مع الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا.
قهر الرموز والأساطير
بالنسبة للمرشح الرئاسي السابق والمحتمل في انتخابات يونيو/ حزيران المقبل فيكتور فونت، فإن جوان لابورتا، هو المسؤول الأول عن تدهور سمعة النادي في السنوات القليلة الماضية، مستشهدا بما وصفه أسوأ قرار إداري في تاريخ النادي، بالتخلي عن الهداف التاريخي والرمز الخالد ليونيل ميسي، قائلا: «كان من الممكن الاحتفاظ بميسي، انظر إلى الملايين التي أُنفقت على ليفاندوسكي وفيران توريس ورافينيا وكوندي. اتفق لابورتا مع تيباس على أن يدخل ميسي في صفقة برشلونة، لكن فلورنتينو قال إذا دعمت «سي في سي» وتيباس فأنت خارج الدوري الممتاز. كان إما فلورنتينو وإما ميسي، واختار لابورتا فلورنتينو»، هذا بخلاف ما وُصف إعلاميا العام الماضي بـ«خداع» المايسترو تشافي هيرنانديز، بالاتفاق معه قبل نهاية موسم 2023-2024، على البقاء لموسم آخر على أقل تقدير، وذلك بعد فترة من إعلان تشافي عن نيته ترك منصبه مع انتهاء الموسم، ثم فجأة وبدون سابق إنذار، قام لابورتا بشكل أحادي بإقالة أعظم لاعب وسط في تاريخ النادي، في ما اعتبره فونت أشبه بـ«عدم احترام أساطير ورموز النادي»، حيث قال نصا في مقابلة نفس المقابلة الشهيرة: «أراد تشافي تدريب برشلونة ورأى فرصة مع لابورتا، لكن ما حدث كان خارجاً عن المألوف تماما، نحن نريد أشخاصا يديرون النادي يحترمون أساطيرنا، لا أن يجبروهم على الخروج من الباب الخلفي»، حتى رابطة مشجعي النادي المعروفة باسم «سوم أون»، خرجت مؤخرا ببيان ناري، لتسجيل اعتراضها على ما وصفته بـ«الضرر الذي لحق بسمعة الكيان»، مضيفة في نفس البيان: «إن الصورة السيئة تتفاقم بسبب الأكاذيب المستمرة وخداع الأعضاء بوعود كاذبة لا يتم الوفاء بها أبدا والتي تنتهي بالإضرار بالنادي. في غضون أربع سنوات فقط، تم تجريد أصول نادي برشلونة لكرة القدم من رأس المال من خلال روافع مختلفة، وبيعت أصول استراتيجية للمستقبل بشكل خاطئ لتغطية الثغرات الناجمة عن الإدارة الفوضوية والمرتجلة. وعلى الرغم من وعود التعافي، لا يزال النادي يفتقر إلى خطة مالية متينة أو استراتيجية متماسكة لضمان الاستقرار في الأمد المتوسط والبعيد، نطالب بإنهاء الوعود غير المنجزة والارتجال المستمر والبيع غير المسؤول للأصول التي ترهن نموذج الملكية الجماعية الذي يجعلنا فريدين. إن تغيير المسار أمر عاجل ومن الضروري استعادة الشفافية والتخطيط والقيم التي جعلت برشلونة أكثر من مجرد ناد».
كل ما سبق، لا يعكس سوى افتقار لابورتا ورجاله المخلصين إلى «البصيرة» والرؤية المستقبلية، أو في أضعف الإيمان فشل المسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس في استغلال أموال وموارد النادي، بالتركيز دائما على الإنفاق في غير محله، وفي لاعبين من نوعية فيران توريس وفيتور روكي وهكذا صفقات، بدلا من مواصلة التنقيب عن الجواهر النادرة داخل نفس الأكاديمية التي أخرجت لامين يامال وقبله كل الأساطير والعظماء في آخر عقدين بالأخص، والمثير للدهشة والاستغراب، أنه بعد تسونامي بيع الأصول، بما في ذلك عائدات البث التلفزيوني المستقبلية وكل الأشياء المعروضة داخل النادي المعروض للبيع بأسعار زهيدة في الوقت الحالي، تسببت سياسة الإنفاق أكثر مما يجني النادي، إلى خسائر تراكمية بلغت نحو مليار يورو على مدار السنوات المالية الثلاث الماضية، وكل هذا العناء من أجل الحصول على لقب الدوري الإسباني، في موسم الموجة الأولى للروافع الاقتصادية، في حين، يجمع الصغير قبل الكبير في مدينة برشلونة، أنه كان من الأفضل نسيان الألقاب الكبرى لبضع سنوات، في ظل الحاجة الواضحة لفترة من الحكمة لإعادة برشلونة إلى مساره المالي المتوازن، وبالتبعية يعود تدريجيا إلى فترة ما قبل تخبط بارتوميو، كواحدة من أكبر القلاع الكروية والاقتصادية في دوريات أوروبا الكبرى، وهذا ما كان يعول عليه وينتظره عشاق النادي، أن يتمكن لابورتا من إعادة ربط برشلونة بجذوره القديمة، لكن بدلا من ذلك، صدم عشرات الملايين من عشاق النادي في كل أرجاء العالم، بسياسته غير المنتجعة، التي تفتقر لأبجديات التخطيط والرؤية المستقبلية، وترتكز فقط على فكرة «تأجيل الكارثة» حتى اللحظات الأخيرة، مثل رهانه البائس على بيع مقاعد «VIP» في ملعب «كامب نو» لمدة عقدين من الزمن، مقابل الحصول على مبلغ يُقدر بنحو 100 لـ120 مليون يورو، من المفترض أن تكون كفيلة بإنهاء أزمة تسجيل أولمو وباو إلى الأبد، وفي نفس الوقت، ستعطي الإدارة متنفسا للتوقيع مع صفقات جديدة في فصل الصيف القادم، شريطة أن تسير الأمور كما هو مخطط لها، أن ينتهي دور لاعب أو اثنين من أصحاب الرواتب الكبيرة مع انتهاء هذا الموسم. لكن هذا السيناريو سيحدث مع الإدارة الجديدة، إما بنجاح لابورتا في تأمين منصبه لأربع سنوات قادمة، وإما مع المرشح القوي فونت، الذي يقود الثورة الحالية لإجبار منافسه على التنحي من منصبه، وفي كل الأحوال، سيشهد كل من عاصر لابورتا في ولايته الثانية في الفترة بين عامي 2021 و2025، أنه تبارى للفوز بالفوضى التي خلفها بارتوميو، وفي نهاية المطاف فشل في تنظيفها بالشكل المطلوب أو كما وعد عشاق النادي وأعضاء الجمعية العمومية في معركته الانتخابية ضد فونت، فهل يا ترى ستكون أزمة تسجيل أولمو وباو فيكتور بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية التي بدأ التحضير لها من الآن؟