أخبار اليوم - قمعت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، مساء أمس السبت، مئات المتظاهرين في مدينة تل أبيب، بعد أن طالبوا بإبرام صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزّة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنّ قوّات كبيرة من شرطة الاحتلال قمعت المتظاهرين في شارع "بيغن" أمام مقرّ وزارة جيش الاحتلال، حيث استخدمت قنابل الصوت والمياه العادمة لتفريقهم، بحجّة أنّ التظاهرة "غير قانونيّة"، دون ورود معلومات واضحة عن وقوع إصابات.
وأشارت هيئة البثّ الرسميّة إلى أنّ آلاف الإسرائيليّين شاركوا في تظاهرات مماثلة في عدّة مناطق، بما في ذلك تلّ أبيب وحيفا، ومفترق كركور، للضغط على الحكومة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى، معربين عن استيائهم من سياسات الحكومة.
وذكرت الهيئة أنّ عائلات الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينيّة شاركت في التظاهرات الداعية للإسراع في إنجاز الصفقة.
تأتي هذه التطوّرات في ظلّ تقارير إعلاميّة عبريّة تفيد بتحقّق "تقدّم كبير جدًّا" في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينيّة.
وفي هذا السياق، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إرسال وفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار إلى العاصمة القطريّة الدوحة، لمواصلة المفاوضات بشأن الصفقة. ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر مطّلعة أنّ نحو 90% من تفاصيل الصفقة المحتملة قد تمّ الاتّفاق عليها.
من جهتها، رحّبت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليّين بالقرار، مطالبة في بيان بـ"عدم تضييع الفرصة". وتوجّهت إلى أعضاء الوفد الإسرائيليّ، مستنجدة: "افعلوا ما يلزم حتّى انبعاث الدخان الأبيض، وعودوا إلى البلاد بالبشارة المرجوّة، أيّ صفقة تضمن عودة جميع المختطفين، وحتّى آخر واحد فيهم- الأحياء لكي يعاد تأهيلهم، والقتلى ليدفنوا بكرامة في أرضهم".
وأتى بيان الهيئة في خضمّ التظاهرة الأسبوعيّة الّتي تنظّمها العائلات وحركات احتجاجيّة إسرائيليّة، في أكثر من منطقة، وضمنها الّتي نظّمت اليوم خارج مقرّ وزارة الجيش في تلّ أبيب، فيما تلت الهيئة بيانها في الوقت الّذي اجتمع فيه نتنياهو مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوّف.
من جهته، أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات أن الظروف المحيطة بجهود وقف إطلاق النار في غزة مختلفة عن كل المرات السابقة. ولفت في حديث لصحيفة العربي الجديد أن اللجان الفنية من جميع الأطراف والوسطاء أنهت إعداد الاتفاق، لافتاً إلى أنه جاهز للتنفيذ بعد 24 ساعة من موافقة نتنياهو عليه.
وأشار المصدر إلى أن "حماس" وافقت على الاتفاق بشكله الحالي، بعد المرونة المتكررة التي أبدتها على المسودات السابقة، موضحاً أن البنود الأساسية للاتفاق تشمل في مرحلتها الأولى عودة النازحين، والانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم إلى شرق طريق صلاح الدين، ومن محور صلاح الدين إلى شرق معبر رفح.