احتضنت ساحة قلعة الكرك التاريخية وعلى مدار ثلاثة أيام، فعاليات رمضانية متنوعة، لتنشط ذهنية الجيل الحالي والرحيل بهم عبر ذاكرة المكان للقلعة وساحاتها عبر العصور المتعاقبة، كمركز ومعلم حضاري وتاريخي، بهدف الربط بين الفعل الثقافي والفني وتاريخ المنطقة.
اختيار ساحة القلعة الملاصق للبوابة الرئيسية والمشرف على أودية الكرك المحيطة بها من مختلف الجهات مكانا للفعاليات، يبعث برسائل متوارثة منذ آلاف السنين، بأن هناك ملكا قبل 3 آلاف عام، اسمه ميشع المؤابي، وضع حجر الأساس للقلعة، ليواصل جيل اليوم مسيرة البناء.
وحول ذلك أكد المتصرف بالداخلية خالد الجعافرة، أهيمة الفعاليات والبرامج الرمضانية للأسر والأفراد، خاصة بالمحافظات التي تقل بها أماكن الترفيه كالحدائق والمتنزهات، لافتا إلى أن اختيار المكان لإقامة الفعاليات يحتل أهمية خاصة من ناحية بيان أثره التاريخي والسياحي والتجاري والترفيهي وبنفس الوقت تمكين أكبر شريحة من الوصول إليه والتفاعل مع برامجه.
وأشار إلى أن اختيار ساحة القلعة له دلالات تاريخية وثقافية وسياحية، بهدف تنشيط السياحة الداخلية والخارجية وبنفس الوقت تعريف الأجيال بالعمق التاريخي للمنطقة ومراحل تطورها عبر العصور لتبقى حية بذاكرتهم.
من جانبها، قالت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة، إن هناك ربطا محكما بين برامج الفعاليات المتنوعة ومكان إقامتها بجوار القلعة لاستحضار التاريخ بتراثه المادي وغير المادي، الذي يشكل تراكما من المعارف المادية وغير المادية عبر الزمن، في محيط مكاني محدد.
وأضافت أن المعارف الثقافية كانت حاضرة بالبرامج من فولكلور وصناعات تقليدية وحرف يدوية وأزياء وفقرات فنية تراثية وألعاب شعبية ومنتجات غذائية، منوهة إلى تفاعل المئات من الأشخاص من مختلف مناطق المحافظة ومن مختلف الفئات العمرية، ضمن أجواء من الفرح والبهجة.
بدوره، قال عضو مجلس محافظة الكرك حسين الطراونة، أن مركز مدينة الكرك بأمس الحاجة إلى الأنشطة الثقافية الجماهيرية، لاستقطابه أكبر عدد من الزوار بعد حالة التراجع السياحي والتجاري الذي لحق بالمدينة بالسنوات الأخيرة عقب تنفيذ المشروع السياحي الثالث وعمليات الهجرة للقطاع المصرفي والتجاري والمؤسسات الحكومية إلى خارجها، مؤكدا وجود خطط وبرامج لإعادة إحياء وسط المدينة وجعله مركزا للجذب السياحي، من خلال مجموعة من البرامج من ضمنها البرامج الرمضانية بالإضافة إلى عمليات الترميم والتأهيل للمواقع السياحية.