فاطمة الزهراء - لا يكتمل العيد وفرحته لدى العائلات والأطفال على وجه التحديد دون "لبس العيد" واقتناء لعبة العيد معه قبل أسبوع أو أكثر من موعده، ولا يهنأ بال الطفل الذي ينتظر العيد وبهجته عامًا بأكمله إلا "بتأمينه" مستلزمات العيد التي يفاخر بها أقرانه ويتباهى بها بين العائلة، كنوع من الانتصار الذي استحق مكافأة ثمينة.
اعتاد المواطنون التجهيز فور اقتراب العيد مختلف الاحتياجات من حلويات وملابس، وألعاب للأطفال، لتكون بهجة العيد حاضرة في النفوس والبيوت، إلا أن الأوضاع المعيشية الحالية قد طمست بعض هذه العادات وجعلتها من الذكريات.
تقول إيناس سامر أنها لا تذكر آخر مرة اشترت فيها ملابس جديدة في العيد، فالحياة أولويات فالطعام وحاجات البيت أهم من شراء ملابس جديدة، "فقد أستطيع تدبر ملابس من الجيدة لدي، لكن الطعام والنفقات والفواتير كيف لي أن أتدبر أمرها".
وذكر سامي حسن أنه كان يحاول توفير بعض المال قبل بمدة ليستطيع شراء ولو "قميص بسيط لطفليه" ليستطيع إسعادهما بشيء جديد في العيد الذي ينتظره الأطفال ليبتهجوا ويلبسوا الجديد.
من جانبها قالت لانا عمر إنها لا تستطيع شراء ملابس جديدة في موسم العيد لأطفالها "فلباس كامل لأربعة أطفال هو ميزانية كبيرة لا يستطيعون توفيرها وإن حاولوا"، مشيرةً إلى أنها تشتري ملابس مستعملة من البالة، تحاول أن تكون قطعًا جيدة ليشعر أبناؤها ببهجة العيد وإن كانت هذه البهجة "على قد الحال".
وقالت سميرة وليد أنها مع الظروف المادية والمعيشية الصعبة لم تعد تشتري "لباس العيد" إلا لأصغر طفلين عندها، "فلا أستطيع حرمانهم هذه الفرحة وإن تضايقت قليلًا في مصروف البيت خلال الشهر إلا ان فرحتهم بلباس العيد تهوّن عليّ ذلك".
وذكرت أنها منذ أعياد عديدة لم تشتر لأبنائها الكبار لباسًا جديدًا فلا تستطيع "الشراء للجميع"، وتحاول توعيتهم أنها إن تحسن الحال تشتري للجميع، لكن الأطفال أولى بهذه الفرحة فهم لا يتفهمون معنى "أن جيوبنا لم تعد تكفي لتغطية احتياجات الجميع".