أخبار اليوم - مع بدء الموسم السياحي الشتوي وتنامي الحركة في منطقة البحر الميت، ما تزال قضية الشواطئ المفتوحة تشكل مصدر قلق للزوار والمتنزهين في ظل غياب كامل للخدمات.
والشواطئ المفتوحة التي تعد الملاذ الوحيد المتاح أمام زوار المنطقة، تشهد منذ أكثر من شهر حركة نشطة مدفوعة بدفء الأجواء، الأمر الذي يزيد من المطالبات بضرورة تأهيلها كونها باتت تشكل خطورة على المتنزهين لعدم وجود طرق معبدة أو شواطئ ممهدة أو حتى أدنى الخدمات التي يحتاجونها.
ويؤكد عدد من المتنزهين، أن "الزائر لمنطقة البحر الميت يحتاج إلى الوصول لمياه البحر للسباحة والاستجمام فيه، وهذا الأمر غير متاح سوى في المنتجعات السياحية الكبيرة التي تحتاج إلى كلف ليست بالقليلة إذا ما قورنت بمداخيلهم"، مجددين مطالبهم بإنشاء شاطئ عام مؤهل لاستقبال الأعداد الكبيرة من السياح.
حول ذلك، يقول المواطن عزيز عودة، "البحر الميت يعتبر المتنفس الوحيد للمواطن الأردني خلال فصلي الشتاء والربيع، وعلى وجه الخصوص السياحة العائلية لتوسطه المملكة وقربه من غالبية المدن الرئيسية"، موضحا أن عدم وجود شاطئ عام مؤهل يدفع أعدادا كبيرة من المتنزهين إلى ارتياد الشواطئ المفتوحة بهدف الاستجمام، خصوصا خلال أيام العطل.
وأضاف أنه "رغم الحركة المتزايدة التي تشهدها الشواطئ المفتوحة إلا أنه لا يوجد أدنى اهتمام من قبل الجهات المختصة"، لافتا إلى أن "معظم الشواطئ التي يرتادها المتنزهون غير مخدومة، فالطرق ترابية وطبيعة الأرض وعرة حتى أن معظم الزوار يضطرون إلى المشي على الأقدام للوصول إليها".
كما أكد عودة، أن "خطورة الوضع تكمن في أن جميع الشواطئ المفتوحة تفتقر إلى منقذين، وأي حادث سواء كان غرقا أو سقوطا أو ما شابه، فإن مرافقي المصاب أو حتى كوادر الدفاع المدني سيضطرون إلى إخلائه مشيا على الأقدام لعدم قدرة المركبات على الوصول إلى بعض الأماكن، أو حتى تأخر وصولها بسبب رداءة الطرق الترابية التي مهدها المتنزهون وأهالي المنطقة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يقلل من فرص تقديم خدمات الإسعاف بشكل أسرع".
وبحسب عضو مجلس بلدية سويمة محمد الجعارات، فإن "غالبية المناطق العامة التي يقصدها آلاف السياح والمتنزهين على شاطئ البحر الميت ما تزال إلى الآن غير مخدومة، فالطرق ترابية ومنحدرة وزلقة بفعل ملوحة الأرض ما يشكل صعوبة في وصول المركبات إلى أقرب نقطة للشاطئ"، موضحا أن "عدم وجود أدوات مساعدة أحال معظم هذه الشواطئ إلى مكبات نفايات".
وأضاف أنه "رغم المصاعب فإن هذه الأماكن العامة ما تزال تستقطب أعدادا كبيرة من المتنزهين الذين يقضون أوقاتا ممتعة ويتمتعون بالاستجمام بمياه البحر دون كلف، ما يستوجب العمل على تأهيل هذه المناطق وإتاحتها أمام الزوار خاصة من قبل ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون تحمل نفقات دخول المنتجعات السياحية".
وقال الجعارات، إن "الأوضاع على شواطئ البحر الميت لا تتماشى مع الجهود التي تبذلها الحكومة للنهوض بالمنطقة وتسويقها عالميا ومحليا، كأحد أهم الأماكن الجاذبة للسياحة في الأردن، خاصة بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها القطاع السياحي"، لافتا إلى أن "قلة من الزوار والمتنزهين من يستطيعون تحمل نفقات دخول المنتجعات السياحية والبقية تبقى الشواطئ المفتوحة هي ملاذهم الوحيد". وأكد أيضا، أن "المنطقة تفتقر إلى أدنى الخدمات الضرورية اللازمة لتعزيز السياحة الآمنة، وأن المطلوب حاليا هو تعبيد الطرق التي تصل إلى الشواطئ وتمهيد الشواطئ والحفاظ على نظافتها، وإيجاد المرافق العامة اللازمة لخدمة السياح والمتنزهين"، موضحا أن "إنشاء شاطئ عام سيحد من عمليات التنزه العشوائي على امتداد شواطئ البحر الميت".
وكانت شركة تطوير البحر الميت، أعلنت قبل سنوات نيتها إنشاء شاطئ عام ذي مظهر جمالي ومخدوم بالبنية التحتية والفوقية المناسبة للاستخدام، وخلق بيئة نظيفة ومواقع للجلوس الخارجية، وتعزيز محيط التفاعل والتواصل الاجتماعي مع المنطقة لخدمة السياحة الداخلية والخارجية، إلا أنه لا توجد أي بوادر لتنفيذ المشروع حتى الآن.
من جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد سوالقة، "ضرورة إنشاء شاطئ عام منظم لذوي الدخل المحدود بما يسهم في تشجيع السياحة من جانب ويحد من العشوائية"، قائلا، "إن إنشاء متنزه الأمير حسين يعد نموذجا حيث وفر بيئة مناسبة ونظيفة للسياحة العائلية، إلا أن بعده عن مياه البحر الميت ما يزال يدفع بالآلاف إلى ارتياد الشواطئ العامة".
وأشار سوالقة، إلى أن "الشواطئ المفتوحة تشكل بوضعها الحالي خطرا على المتنزهين، كونها مناطق وعرة ويصعب الوصول إليها إلا سيرا على الأقدام، مما يصعب من عمليات الإنقاذ إذا ما حصلت أي حوادث غرق أو إصابات أخرى، مشيرا إلى أن الجمعية وجهت دعوات عديدة للجهات المعنية بضرورة إنشاء شاطئ عام لذوي الدخل المحدود.
إلى ذلك، أوضح مصدر في الشركة الأردنية للمناطق الحرة، أن "الشركة بصدد الإعلان عن خطة متكاملة تتضمن منظومة شاملة للمنطقة وواقع الخدمات فيها بما في ذلك الشواطئ المفتوحة، إذ سيتم العمل على تجهيز المواقع بالخدمات الضرورية للسياح والمتنزهين ويما يسهم في توفير بيئة سياحية مناسبة مستقبلا".
وخلال الفترة الماضية، توافدت أعداد كبيرة من الزوار والمتنزهين، على شواطئ البحر الميت ومنطقة الزارة "المياه الساخنة" ومتنزه الأمير حسين، والسدود والمناطق الطبيعية الأكثر ازدحاما بالزوار الذين وفدوا بقصد التنزه والاستجمام بمياه البحر والمياه المعدنية الساخنة والأجواء العائلية الجميلة.
ووفق المواطن صالح داود، فإن ما تقدمه منطقة البحر الميت من تنوع سياحي فريد، جعل منها القبلة الأولى للسياحة، وبالذات في مثل هذا الوقت من كل عام، في حين أن توافر المقومات اللازمة لاستقبال الزوار من بنية تحتية مناسبة، دفعت الكثير لارتياد المنطقة، وتحديدا المنتجعات والمتنزهات المجانية، التي حازت على النسبة الأكبر من المتنزهين.
وأضاف داود، أن الأجواء الدافئة في منطقة الأغوار كان لها دور كبير في إقبال السياح، خصوصا في جانب السياحة العائلية، إذ وجدت العائلات فرصتها لقضاء العطلة بين أحضان الطبيعة، والخروج من أجواء العمل والحياة الرتيبة طوال الأسبوع، مشيدا في الوقت ذاته بجهود الجهات المعنية بالمحافظة على نظافة المنطقة، بخلاف ما كانت عليه سابقا.
وكان مدير متنزه الأمير حسين المهندس معن الصقور، أكد لـ"الغد"، أنه تم الانتهاء من جميع الاستعدادات اللازمة لاستقبال الزوار والمتنزهين، مبينا أن المؤشرات الأولية تدل على أن الموسم السياحي الشتوي سيكون استثنائيا.
ولفت الصقور، إلى أن ما يقدمه المتنزه من خدمات توفر أجواء مريحة ومناسبة للمتنزهين والسياح، والبنية التحتية المناسبة لمثل هذه الأوقات بشكل مجاني تشكل دافعا كبيرا لغالبية العائلات الأردنية لارتياده، متوقعا أن يشهد المتنزه ازدياد الحركة السياحية النشطة خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع.
ويشير الصقور إلى أن الأعداد الكبيرة للزوار، تشكل تحديا للعاملين في المتنزه، وبالذات بشأن النظافة، مناشدا المتنزهين الاهتمام بنظافة المكان الذي يؤمونه، وأن يلتزموا بعدم إلقاء النفايات على الأرض، برغم وجود حاويات وسلال مخصصة لهذا الغرض.
الغد