جرش: ترجيح تشغيل المتنزه القومي بداية الصيف المقبل

mainThumb
جرش: ترجيح تشغيل المتنزه القومي بداية الصيف المقبل

07-01-2025 11:28 AM

printIcon

أخبار اليوم - تتجه الأنظار في محافظة جرش، إلى البدء بتجهيز المتنزه القومي في غابات دبين، وهو المشروع الذي كانت تسلمته بلدية المعراض قبل نحو 3 سنوات من دون أن يتم تشغيله طيلة هذه المدة بسبب تأخر إنجاز المخططات الهندسية، في الوقت الذي يعول عليه الأهالي في توفير فرص عمل، وكذلك تنشيط الحركتين السياحية والتجارية.

ووفق ما ذكرت مديرة وحدة الاستثمار في بلدية المعراض المهندسة صفاء الزعبي، فإن "البلدية ستبدأ الأسبوع المقبل بصيانة وتجهيز المتنزه كونه يقع ضمن اختصاصها، على أن يتم تشغيل المشروع فعليا بداية فصل الصيف المقبل، بالتزامن مع بداية موسم السياحة الداخلية، خصوصا أن البلدية أنهت جميع الترتيبات والتجهيزات الفنية واللوجستية للمشروع".

ويؤكد سكان، أن منطقة المعراض تتميز بقربها من الغابات والمحميات الطبيعية، وفيها محمية الغزلان ومحمية غابة الأرز، وهي ضمن حدود غابات دبين، وغير مستثمرة سياحيا لغاية الآن، وما تزال تعاني من التنزه العشوائي غير المنظم، ومن تحول غاباتها ومحمياتها إلى مكبات للنفايات ومكان للعابثين.

وأوضحوا لـ"الغد"، "أن الحل في إنقاذ المنطقة من التدمير البيئي هو تنظيم التنزه والسياحة فيها، لا سيما أنها مناسبة لسياحة المغامرات ووجود غابات المسارات، وفيها عاملون مدربون في العمل السياحي وقادرون على إدارة السياحة وتوفير فرص عمل وتنظيم التنزه والاستفادة منه، ومن الأولى أن تبدأ التجهيزات هذه الفترة لضمان المشاركة في المواسم السياحية المقبلة مع بدء فصل الربيع وتحسن الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة والإقليم".

وبحسب الناشط محمد الرواشدة، فإن "بلدية المعراض عليها مسؤولية كبيرة في تجهيز المشروع وإدارته وإنجاحه والاستفادة منه، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي وزيادة عدد الأفواج السياحية وتوجيه المسارات السياحية إلى الموقع، فضلا عن ضرورة إقامة متحف بيئي في الموقع يستعرض أهمية الغابات ودورها في السياحة، وأنواع الأشجار المعمرة والتاريخية الموجودة في دبين بشكل خاص".

واعتبر الرواشدة "أن وجود الغزلان في المشروع يضفي عليه ميزات طبيعية جاذبة للسياحة، ويمنح البيئة فائضا من سحر الطبيعة وجمالها، لتمتعها بمزايا أخرى، كانتشار أشجار البلوط والسنديان واللزاب القديمة في رحابها، وأنواع أخرى من النباتات والحيوانات البرية".

بدوره، قال رئيس جمعية البيئة والأرض والإنسان والطبيعة، غسان العياصرة "إن تشغيل مشروع المتنزه القومي الذي استلمته بلدية المعراض قبل ثلاث سنوات، يسهم في القضاء على التنزه العشوائي الذي تتميز به بلدية المعراض كونها تضم غابات ومحميات طبيعية واسعة، وتشهد حركة تنزه داخلية وخارجية على مدار الساعة، وفيها أنماط سياحية جديدة بيئية وفيها مشاريع سياحية حديثة مناسبة للزوار على مدار العام".

وأوضح العياصرة "أن أهالي المعراض والعاملين في قطاع السياحة ينتظرون متنزههم السياحي، وهو المشروع السياحي الأول في المعراض، بفارغ الصبر لضمان توفير فرص عمل لأبناء المنطقة وتنشيط السياحة، وهذا من شأنه أن ينشط العمل في الجمعيات الخيرية ومشاريع تمكين المرأة، وهم من الفئات المدربة للعمل في قطاع السياحة".

من جانبه، قال المهندس بشير العياصرة مدير غابات دبين في الجمعية العلمية الملكية لحماية الطبيعة "إن بلدية المعراض فيها مناطق واسعة من الغابات الطبيعية، وفيها تنزه نشط على مدار العام، وحديثا فيها مشاريع سياحية جديدة وأنماط سياحية مبتكرة تتناسب مع مختلف فصول السنة، وهي بحاجة إلى مشاريع سياحية كالمتنزه القومي لتنظيم السياحة والقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي الذي قضى على جذور أمهات الأشجار المعمرة بسبب اصطفاف السيارات عليها".

ويرى العياصرة "أن المشاريع السياحية الجديدة في المعراض ستكون ناجحة كون المنطقة أصلاً سياحية وفيها متنزهات ومحميات طبيعية ولها ميزات مناخية وجغرافية وطبيعية مميزة، تجذب الزوار وتوفر فرص عمل لأبناء المنطقة وكافة العاملين فيها".

وبالعودة إلى مديرة وحدة الاستثمار في بلدية المعراض، فإن "سبب تأخر المشروع هو انتظار البلدية كتبا ومخاطبات رسمية لتحديد المطلوب منها لغاية تنفيذ المشروع، وبعدها تأخر في المخططات الهندسية والفنية"، مؤكدة "أن خطوة ضم المحمية إلى مشروع المتنزه السياحي، الذي يعد إضافة نوعية مميزة، تطمح البلدية منذ سنوات لتحقيقها، وقد استلمت موقع المتنزه والمحمية منذ نحو عامين، والمخصصات المالية جاهزة لتجهيز هذه المشاريع والبدء بتشغيلها".

وأكدت الزعبي "أن مدة العطاء الذي من المتوقع أن يبدأ الأسبوع المقبل ستستغرق ستة أشهر بتكلفة لن تقل عن 370 ألف دينار، فإذا طرح المشروع للتنفيذ على المقاول، من المتوقع أن يتم تشغيله بداية الصيف المقبل".
وترى الزعبي "أن محمية الغزلان تعد من عوامل الجذب السياحي التي تضمن نجاح مشروع المتنزه، ذلك أن المحمية ستكون داعمة لمشروع المتنزه، كون الموقعين بجانب بعضهما بعضا، ويقصد الزوار غابات دبين القريبة من محمية الغزلان للاستمتاع بمشهد الغزلان من خلف السياج".

وأضافت "أن البلدية ستقدم موقعا مجهزا ومناسبا ومطلا وتتوفر فيه الخدمات السياحية كافة، ما يؤكد نجاح المشروع مقارنة بالمشاريع السياحية المشابهة والمتعثرة في جرش".

وأوضحت الزعبي "أن البلدية خاطبت منظمة العمل الدولية لغاية تشغيل مائة فرصة عمل داخل الموقع وتحمل تكاليف تشغيلهم للحفاظ على الموقع وتجهيزه يدوياً للحفاظ على الثروات الحرجية والتنوع البيئي داخله، فضلاً عن مخاطبة جهات مانحة لرفد موازنة البلدية من خلال المسابقات بمبلغ لا يقل عن 50 ألف دينار لتجهيز الموقع بالبنى التحتية، كون البلدية لا تتوفر فيها مخصصات مالية لتحمل هذه التكاليف المالية".

وأشارت إلى أن بلدية المعراض ستقوم باستثمار موقع محمية الغزلان بطريقة تختلف عن استثمار المتنزه القومي، وسيعد استثماراً سياحياً يوفر دخلاً مناسباً للبلدية، حتى تتمكن من الحفاظ على مستوى الخدمات التي ستقدم بالمشروع والقيام بأعمال الصيانة والترميم فيه وتطويره وتوسعته والحفاظ على ديمومته، وعلى الأغلب سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص.

وقالت "إن المتنزه سيحافظ على ما تبقى من مساحات حرجية في غابات دبين، التي تتعرض للضرر باستمرار جراء التنزه العشوائي"، لافتة في الوقت ذاته إلى "أن تنظيم التنزه يحافظ على حماية الغابات والأشجار المعمرة من العبث والتخريب ويحد من التنزه العشوائي الذي يخلف آلاف الأطنان من النفايات، وتحتاج لمئات العمال يومياً لإزالتها".

إلى ذلك، يؤكد رئيس لجنة السياحة في مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، أن مشروع المتنزه القومي، إضافة إلى دمج محمية الغزلان معه، يعد من أكبر المشاريع السياحية التي يجب أن تتكاثف الجهود لإنجازه وإنجاحه.

وأضاف زريقات "يجب أن يرفد المشروع بخبرات سياحية وإدارية، خصوصا أن موقعه يعد مزارا سياحيا جاذبا على مدار العام، وهذه الميزة لا تتوفر في مواقع سياحية أخرى، وستتيح للزوار فرصة مشاهدة الغزلان بشكل مباشر، لا سيما أنهم يقومون حاليا بمشاهدتها من خلف السياج ومن على الشوارع الرئيسة للمحمية فقط، ولا يسمح لهم بدخول المحمية".

وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات، وخلال زيارة سابقة له إلى محافظة جرش، أوعز بضم محمية الغزلان إلى المتنزه القومي الجديد في غابات دبين، كونه يقع بالقرب من المحمية، والاحتفاظ بـ25 غزالا، وبيع ما تبقى بالمزاد العلني، علما أن عدد الغزلان الكلي 134 غزالا.

وتبعد محمية دبين للغزلان 15 كم غرب جرش، وترتفع 1000 متر عن مستوى سطح البحر، وأنشئت في العام 2001 على مساحة 8.5 كلم²، بما يعادل 186 دونماً من أحراش المحافظة، وتكتسب أهميتها من كونها تحتوي على أمهات غزلان من النوع النادر، قدمت كهدية من دولة أستراليا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني.

الغد