في مهبّ السؤال

mainThumb
محمد علي فالح الصمادي

06-01-2025 11:26 AM

printIcon

عضو رابطة الكتاب الأردنيين
محمد علي فالح الصمادي

بين الغربة والاغتراب
في سماءٍ لا تعرف المدى،
أبحثُ عني بين وجوهٍ لا أملكها،
غربةُ الروح تُشبه عاصفةً،
تكنسُ ما تبقّى من ملامحِنا.
أيُّنا ينتمي لهذا الفراغ؟
أيُّنا يحمل وطناً في كفّه،
ولا ينزلق منه في أول هبوبٍ؟

أُمَزِّقُني بين الغيابِ والمآل،
بين أبوابٍ أغلقتها الريحُ،
وصدى أغنياتٍ غُرِسَت في الصدرِ،
وموتٍ مؤجلٍ على عتبات الانتظار

أيُّنا يرسمُ درباً بلا خوفٍ،
ويمضي على جسورٍ تتهشّمُ؟
أيُّنا يفتحُ نوافذَ الوقتِ
ويُخرج من ظلمة اللحظةِ أملاً؟

أتسكّعُ بين أسئلةٍ عاريةٍ،
تشربُ صبري كأساً وراء كأس،
هل أنا صورةُ ماضٍ منسيّ؟
أم ظلُّ مستقبلٍ
يتعثرُ في خطواتِه الأولى؟

في مهبّ السؤال،
ينكسرُ صوتي كأصداءِ الريح،
هل الوطن فكرةٌ
أم حقيبةٌ تُمزّقها الحدود؟
هل الحلم سفينةٌ
أم مرآةٌ تعكسُ وجوهَ الهاربين؟

أسألُ الغيمَ عن مطرٍ مؤجل،
أسألُ الجبالَ عن صبرها،
وأمضي في دهاليز نفسي،
بحثاً عن إبرةِ نورٍ
في كومةِ ظلال.

أيُّنا ينجو من هذا التيه؟
أيُّنا يخلعُ عباءة الوحدة،
ويستبدلها بوشاح الحنين؟
في مهبّ السؤال،
كلّنا عابرون،
لكنّ الإجابةَ
ظِلٌّ يُراقبنا من بعيد.