من عامل إلى عاجز .. قسوة الحياة تشتد على "أبو محمد" بعد إصابته بالشلل

mainThumb
من عامل إلى عاجز.. قسوة الحياة تشتد على "أبو محمد" بعد إصابته بالشلل

06-01-2025 09:57 AM

printIcon

أخبار اليوم - بين أزقة منطقة الكريمة الواقعة في لواء الغور الشمالي، يعيش المواطن الخمسيني أبو محمد وابنه الوحيد البالغ من العمر 13 عاما، في منزل متهالك، حيث الجدران متصدعة والسقف تبرز منه قضبان الحديد، بينما تتسرب إلى المنزل مياه الأمطار، مع وجود قطع أقمشة بالية علها تمتص تلك المياه التي تزيد البرودة عليهما.

فوق ذلك، يعاني أبو محمد من شلل يجعله غير قادر على الحركة، إلا بواسطة كرسي متحرك يستخدمه بصعوبة كونه بات غير صالح للاستخدام، وبالكاد يمكنه من قضاء حاجته والتنقل لمسافة قصيرة، الأمر الذي ينهكه إذا ما اضطر للخروج من المنزل لمراجعة الطبيب، على سبيل المثال، لا سيما أن ابنه ما يزال غير قادر على مساعدته بالشكل المطلوب.

أبو محمد يقول لـ"الغد"، إنه قبل حوالي 4 سنوات أصيب بـ"كورونا"، وتعرض إثر ذلك لجلطة صدرية أدت به إلى إصابته بالشلل، رغم محاولة الأطباء علاجه، فبات غير قادر على العمل لتأمين متطلبات الحياة الأساسية، في حين يتقاضى من صندوق المعونة الوطنية 55 دينارا فقط.

وأضاف، أن الشلل أدى إلى إصابته بالعديد من الأمراض الجلدية والتقرحات، جراء عدم وجود سرير والبقاء فترة طويلة على فراش أرضي، مشيرا إلى أنه "يحتاج إلى سرير طبي كي لا تتفاقم التقرحات الجلدية، بالإضافة إلى الحاجة إلى كرسي كهربائي يخفف عنه معاناة التنقل".

كما أكد أبو محمد، أنه أصيب بجلطات وريدية عدة في قدميه وأخرى طالت رئتيه، وأن هذه الجلطات المتكررة حولته من معيل لأسرته إلى عاجز، بعد أن كان يعمل في المزارع المنتشرة في اللواء.

ووسط البرد القارس، لا تتوفر المدفأة بشكل دائم في منزل أبو محمد، لا سيما عند نفاد مادة الكاز وعدم القدرة على شرائها، حيث يكتفي الاثنان بالأغطية المتوفرة، ويؤكد أبو محمد أن ما يتقاضاه من صندوق المعونة الوطنية لا يكفي لشراء الخبز والقليل من الطعام والأدوية.

وأشار إلى أن الترابط الاجتماعي ما يزال حاضرا في المنطقة، ويتفقد الجيران بعضهم بعضا، حيث يعمل عدد منهم على مساعدته كونهم يعلمون بحقيقة ظروفه وما حدث معه.

وبالإضافة إلى السرير الطبي والكرسي الكهربائي، يأمل أبو محمد من الجهات المعنية "إعادة النظر في ظروفه المعيشية الصعبة وما يصرف له معونة مالية والعمل على صيانة المنزل المتهالك الذي بات لا يصلح للعيش فيه على وضعه الحالي، خصوصا في فصل الشتاء".

وبحسب عضو اللجنة اللامركزية عن لواء الغور الشمالي، عقاب العوادين، فإن "عائلة أبو محمد تعاني من ظروف اقتصادية صعبة جدا، وهي عائلة من بين عشرات العائلات في لواء الغور الشمالي، إذ يعد اللواء من المناطق الأكثر فقرا، وتعتمد غالبية الأسر فيه على جلب مصادر دخلهم من العمل الزراعي".
وأضاف العوادين "أن القطاع الزراعي في اللواء يعاني من تراجع كبير جراء، واللامركزية بصدد رفع مذكرة لتحسين أوضاع الفقراء وإعادة النظر في ظروفهم من خلال المساعدات التي تقدمها الجهات المعنية".


إلى ذلك، يؤكد مصدر من مديرية التنمية الاجتماعية في لواء الغور الشمالي، أن عائلة أبو محمد تحصل على مساعدة من صندوق المعونة الوطنية، وأن مديرية التنمية تقوم بتوزيع مساعدات لمحتاجيها بين الحين والآخر وحسب المتوفر. كما أشار إلى أن "المديرية تعمل على صيانة المنازل، لكن ذلك يتم حسب الأولويات".

وأسرة أبو محمد، تعد واحدة من عشرات الأسر في لواء الغور الشمالي، التي تبحث بلا كلل عما تسد به رمق أبنائها في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بها، وتجعلها معتمدة على المعونة الوطنية وبعض الطرود الغذائية من الجمعيات الخيرية.

الغد