أخبار اليوم - خارج "غرف الغضب" التي باتت منتشرة بشكل واسع في كينيا، يسمع صراخ وآهات وأصوات قوية ناتجة عن تكسير الزجاج والديكورات، كأن من بداخلها في حرب بين نفسه والغضب الذي يسيطر عليه.
إذ يطلق الشخص العنان لمشاعره السلبية، ويستشيط غضبا متذكرا كل ما عاشه من وجع وأحاسيس متصارعة، فيفرغ كل الحنق والشحنات السلبية داخل تلك الغرفة.
أما حين ينتهي فيخرج كسبّاح يصارع لالتقاط أنفاسه بعد سباق شاق.
وتعرف تلك الغرف في كينيا إقبالا كبيرا، إذ تشكل بالنسبة للكثيرين الطريقة المثلى لتفريغ شحنات الغضب، من خلال مساحات وغرف مجهزة للصراخ وتحطيم الزجاج وسحق الأشياء بمضارب البيسبول والكرات والعصي.
فيما يرتادها الشباب فقط ومن الجنسين كأن من يفوقهم في العمر يعرف كيف يتخلص من الغضب الذي يعتريه والذي لا يستثني كل كادح في هذه الدنيا بعيدا عن "غرفة الغضب".
علاج من كل شعور سيئ
ويجدون في هذه الغرف مساحات مصممة لهم بديكورات ومجسمات تعبر عن إحباطاتهم وضغوطات الحياة التي تحاصرهم.
ويمكن لمرتادي تلك "المساحات" أن يعبروا عن غضبهم بكل أمان، فقبل أن يدخلوا يستعينون بكل وسائل الأمان والحماية ويرتدون الملابس الواقية وأقنعة الوجه التي تحميهم من الزجاج المتطاير.
وفي السياق، أكد أحد مرتادي "غرف الغضب" أنهم يأتون بحثا عن السلام والراحة بعد الصفعاتِ المتوالية التي يتلقونها في عالم مليء بضغوط الحياة اليومية.
كما أضاف أنهم يشعرون بزوال الغضب الذي يشعرون به بعد المجهود العضلي الذي يبذلونه في تحطيم المجسمات وسماع صوت تحطم الزجاج، والصرخات الغاضبة التي يطلقونها.
فيما أشار القائمون على هذه الغرف إلى أن زبائنهم يشعرون بالراحة النفسية بعد الخروج
الغضب يزداد
وتشهد كينيا حالة من الغضب الشعبي مع استمرار الاحتجاجات والمظاهرات العارمة بسبب ما وصفه المحتجون بـ"عمليات الاختطاف الممنهجة"، التي تستهدف معارضي الحكومة.
في حين أعربت اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان عن قلقها إزاء تزايد حالات الاختفاء القسري، مشيرة إلى أن عدد هذه الحالات بلغ 82 حالة منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في يونيو الماضي.
بينما نفت الشرطة الكينية تورطها، وأكدت أنها تحقق في حالات الاختفاء.
في المقابل، تزعم جماعات حقوق الإنسان أن الأجهزة الأمنية تقف خلف هذه العمليات لاستهداف منتقدي الحكومة.
يشار إلى أن تقارير حقوقية أشارت إلى اختفاء أربعة مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بعد نشرهم صورًا للرئيس، وليام روتو، وتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي واعتبرها أنصار الحكومة مسيئة، محذرة من عودة كينيا إلى "الأيام المظلمة"، التي شهدت اختطاف وتعذيب المعارضين خلال حكم الرئيس الراحل دانييل موي.