أخبار اليوم - شهد عام 2024 كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث عانى النازحون من أشد أشكال المعاناة جراء العدوان "الإسرائيلي" المستمر.
فبعد أن هُجّروا من ديارهم، وجدوا أنفسهم يعيشون في خيام هشّة تحت رحمة البرد والجوع والقصف المتواصل. ولم ينعم النازحون خلال العام الذي يشارف على الانتهاء، بيوم واحد من الراحة والطمأنينة والسكينة، فجيش الاحتلال يواصل ارتكاب مجازره الدموية ضد المدنيين منذ اليوم الأول لدخول هذا العام، فاستخدم سلاح التجويع ضدهم.
وعمّق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من الأزمة الإنسانية ضد سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ومعظمهم نازحون يعيشون في خيام مصنوعة من الأقمشة والشوادر والنايلون والبلاستيك التي اهترأت بفعل عوامل الطقس. ويعيش غالبية النازحين في منطقة المواصي وسط وجنوب قطاع غزة، التي تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة ويبلغ طولها نحو 12 كيلومترًا من مدينة دير البلح شمالًا حتى مدينة رفح جنوبًا، وبعرض يصل نحو كيلومتر واحد.
أبرز المجازر ارتكب الاحتلال أبشع المجاز خلال 2024، كان أبرزها حرق النازحين داخل مركز التدريب المهني التابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" يوم 23 يناير، غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. واستشهد في هذه المجزرة 13 مدنيًا وأصيب 56 آخرون، داخل المركز الذي كان فيه 430 نازحاً مسجلًا، وفقاً لتأكيدات "الأونروا" في حينها. وأكدت "الأونروا" في حينها قصف المبنى التابع لها بقذيفتين والذي يحمل شارتها بشكل واضح، وأنها سلمت جيش الاحتلال إحداثيات مقرها مسبقًا.
مجزرة الشابورة ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة في مخيم الشابورة، وسط مدينة رفح، في الثاني عشر من فبراير 2023، راح ضحيتها 100 شهيد وعشرات الجرحى. خلال تلك المجزرة، قصف الاحتلال 24 منزلاً مدنياً آمناً، وعدة مساجد، ومؤسسات في منطقة مكتظة بالسكان والمدنيين والأطفال والنساء، ولم يراعِ في حينها ظروف رفح التي كانت تضم أكثر من مليون و400 ألف نسمة. بعد ارتكاب المجزرة، أعلن جيش الاحتلال أن قواته نفذت عملية خاصة في مدينة رفح، تمكنت فيها من إعادة اثنين من الأسرى الذين كانوا في قبضة المقاومة الفلسطينية.
محرقة الخيام لاحق الاحتلال النازحين في مناطق نزوحهم في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح، وارتكب مجزرة بحقهم، من خلال قصف خيامهم في مايو الماضي، وهو ما تسبب في استشهاد 35 نازحًا، وإصابة آخرين، في "جريمة حرب" مكتملة الأركان. خلال هذه المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في منطقة ادعى أنها آمنة، حُرقت أجساد النازحين داخل خيامهم، وكان غالبية الضحايا من النساء والأطفال. استخدم الاحتلال 5 صواريخ أمريكية الصنع ضد الخيام المصنوعة من القماش والبلاستيك.
مجزرة 22 يونيو لم تتوقف جرائم ومجازر الاحتلال بحق المدنيين عام 2024، ونفذ الاحتلال مجزر بحق خيام النازحين بمواصي رفح بقذائف المدفعية في يونيو الماضي، ما تسبب في استشهاد 25 نازحًا، وإصابة آخرين. تسببت هذه المجزرة في حرق خيام النازحين الذين هربوا حينها مجددًا من المنطقة المستهدفة، إلى مواصي خان يونس.
وفي حينها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "سقطت مقذوفات من العيار الثقيل على بعد أمتار قليلة من مكتب ومقر سكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربيّ رفح، بعد ظهر الجمعة، ملحقة أضرارًا بمكتبنا المحاط بمئات المدنيين النازحين، الذين يعيشون في الخيام، بمن فيهم العديد من زملائنا الفلسطينيين وأسرهم".
وأضافت اللجنة الدولية: "تسبب هذا الحادث بتدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في المنطقة". مجزرة 10 سبتمبر في سبتمبر 2024، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة بحق النازحين، إذ قصف طائرات حربية خيام النازحين في مواصي خان يونس، ما أسفر عن استشهاد 40 نازحًا، وإصابة 60 آخرين.
مجزرة 16 يوليو وفي يوليو 2024، نفذ جيش الاحتلال مجزرة أخرى، في منطقة العطار، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، تسببت في استشهاد 17 منهم، وإصابة 26 آخرين. مجزرة 13 يوليو تعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق خيام النازحين في 13 يوليو الماضي، من أبشع المجازر التي ارتكبها بحق النازحين، حيث تسببت في حينها باستشهاد 90 نازحًا، وإصابة 300 آخرين. وآنذاك، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الذي وصف هذه المجزرة بالكبيرة، من عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال العدد الكبير من الشهداء والجرحى، بالتزامن مع تدمير المنظومة الصحية في القطاع.
ماتوا بردًا في عام 2024، توفى 4 أطفال حديثي الولادة، وطبيب نتيجة البرد الشديد خلال الأيام الماضية في خيام النزوح جنوبي قطاع غزة. وتتزامن هذه الوفيات مع انخفاض درجات الحرارة، وانعدام وسائل التدفئة في خيام النازحين، المصنوعة من أقمشة وشوادر مهترئة بفعل تقلبت الأجواء. وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل ضمن الطاقم الطبي في "مستشفى غزة الأوروبي" بخان يونس، استشهد نتيجة البرد القارس، وقد عُثر على جثته داخل خيمته في منطقة المواصي، جنوبي قطاع غزة.
لم تكون أجواء الشتاء الهاجس الوحيد الذي يعانيها النازحون، حيث سبقه فصل صيف حار، تسبب في زيادة معاناتهم داخل الخيام، خاصة مع عدم توفر المياه. تسببت الحرارة العالية خلال فصل الصيف، بانتشار الذباب والحشرات داخل الخيام بأعداد كبيرة، محولة حياة ساكنيها إلى جحيم.
فلسطين اون لاين