تقرير "إسرائيلي": عُطل بالمكيف كاد يفشل عملية اغتيال هنية في طهران

mainThumb
تقرير "إسرائيلي": عُطل بالمكيف كاد يفشل عملية اغتيال هنية في طهران

29-12-2024 02:35 PM

printIcon

أخبار اليوم - كاد عُطل في وحدة مكيف الهواء أن يعرقل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في 31 يوليو (تموز) في طهران، بعدما كان على وشك تغيير غرفته، قبل أن يتمكن العاملون في بيت الضيافة التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني من إصلاح نظام التبريد.

ووفقاً لتقرير بثته القناة «12» الإسرائيلية، السبت، ظهرت تفاصيل جديدة حول العملية، بعد أيام من تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن تل أبيب كانت من يقف خلفها.

وتقول القناة «12» إن قرار اغتيال هنية جاء بعد فترة وجيزة من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تم وضع رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في أعلى قائمة أعدها كبار مسؤولي الاستخبارات: «كانت المسألة مجرد تحديد وقت».

وتضيف: «كان هنية يعيش في قطر؛ لكن قتله هناك كان سيعرض مفاوضات الرهائن التي توسطت فيها الدوحة منذ بداية الحرب للخطر. وبناءً عليه، كانت الخيارات المتاحة لقتل هنية هي تركيا وموسكو وطهران، الدول الثلاث التي كان يتردد عليها».

وتوضح: «كانت إسرائيل تخشى رد فعل غاضب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولم ترغب أيضاً في إغضاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما جعل إيران الخيار الأنسب».

وتشير إلى أن ما جعل اتخاذ القرار أسهل، هو أن هنية أقام مراراً في بيت الضيافة نفسه التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في حي سعد آباد الفاخر، شمال طهران، رغم أنه كان يحظى بالحماية من أفضل فريق أمني للشخصيات تابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، باعتبار هنية ضيف شرف، ما تطلب مستوى عميقاً من الاختراق لتنفيذ الاغتيال.

ووفقاً لتقارير إعلامية أجنبية، كانت الخطة الإسرائيلية الأولية هي قتل هنية عندما زار طهران لحضور جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية، في 19 مايو (أيار)؛ لكن تم تأجيل العملية لوجود مخاوف من أنها ستؤدي إلى مقتل مدنيين.

انتظرت إسرائيل أكثر من شهرين إضافيين، حتى عاد هنية لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

كان هناك اقتراح لتنفيذ العملية في الليلة التي سبقت التنصيب؛ لكن تم اتخاذ قرار بالانتظار حتى بعد المراسم، لتجنب مزيد من الإحراج لطهران.

قبل مراسم التنصيب بوقت قصير، زرع عملاء عبوة ناسفة في غرفة هنية بالقرب من سريره. كانت العبوة أكبر قليلاً مما خططت له إسرائيل؛ لكنها لم تكن كبيرة بما يكفي لإيذاء من يقيم في الغرف المجاورة، حسبما أفادت القناة «12».

وتنقل القناة عن مصدر على اطلاع بالتخطيط للعملية: «قبل وقت التفجير بقليل، تعطلت وحدة التكييف في غرفة هنية، وغادر غرفته لطلب المساعدة. وقد غاب لفترة طويلة لدرجة أن إسرائيل خشيت أن يتم نقل هنية إلى غرفة أخرى، مما كان سيعطل العملية كلها».

وتابع: «بعد فترة من الوقت تم إصلاح وحدة التكييف وعاد هنية إلى غرفته. ونحو الساعة 1:30 صباحاً، تم تفجير العبوة الناسفة، ما أحدث ثغرة في الجدار الخارجي لغرفته، وهزة في مجمع (الحرس الثوري) الإيراني كله».

وأضاف: «خلال ثوانٍ، وصل فريق الإسعافات الأولية التابع لـ(الحرس الثوري) الإيراني إلى غرفة هنية، ثم أعلن عن وفاته بعد ذلك بوقت قصير. بعدها وصل نائب هنية، خليل الحية، وسقط على ركبتيه باكياً بعد رؤية الجثة الملطخة بالدماء».

وقال محللون للقناة «12»، إن العملية كانت معقدة للغاية، بحيث لا يمكن تنفيذها من قِبَل عملاء إسرائيليين، موضحين أنه كان يجب أن يكون هناك إيرانيون أو أعضاء في «الحرس الثوري» الإيراني، أو مسؤولون من «حماس» متورطين.

وتشير القناة إلى أن قائد «فيلق القدس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، إسماعيل قاآني، اتصل بنفسه بالمرشد الإيراني علي خامنئي، عقب التفجير بساعات، وأخبره أن هنية قد قُتل في هجوم صاروخي إسرائيلي. وأمر خامنئي على الفور بالرد على إسرائيل.

وتقول القناة «12»: «كانت الرسالة إلى المرشد الإيراني مصدر إحراج إضافي لـ(الحرس الثوري) الإيراني، نظراً لأنه أصبح واضحاً بسرعة لمن عاينوا بيت الضيافة أن مقتل هنية لم يكن بصاروخ».