رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في لقاء مع برنامج "قصارى القول" على شاشة R T الروسية.
زيارة الصفدي لدمشق حملت رسائل أردنية وعربية للإدارة الجديدة في سوريا.
الأردن يؤكد وحدة سوريا، وعلى أمنها واستقرارها وعدم تقسيمها.
العلاقات بين الشعبين الأردني والسوري قوية وتاريخية بغض النظر عن الأنظمة.
سوريا للسوريين كلهم، وننتظر ترجمة الأقوال إلى أفعال.
نرفض التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية.
زيارة سوريا قد تتم بعد انتخاب مجلس نواب يمثل كافة السوريين.
مطلوب دعما عربيا لجهود الملك بهدف إفشال أية تسوية للقضية الفلسطينية على حساب الأردن.
الملك مقدر في العالم والغرب يستمع لنصائحه
أخبار اليوم - قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إلى سوريا زيارة مهمة، وجاءت بعد اجتماع العقبة الذي بحث تطورات الوضع في سوريا وسبل عودة الأمن والاستقرار لها، إضافة إلى العلاقات الأردنية السورية.
الفايز في لقاء مع برنامج "قصارى القول" على شاشة R T الروسية، الذي يقدمه الإعلامي سلام مسافر، قال إن زيارة الصفدي حملت عدة رسائل إلى قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، تؤكد القرارات التي اتخذت في اجتماع العقبة، وهي الدعوة إلى عملية انتقالية سلمية سياسية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، والتأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام خياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية تمثل كل القوى السياسية والاجتماعية.
كما أكدت رسائل الصفدي على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وعدم تقسيمها، وضمان حقوق جميع مواطنيها، وأن يكون هناك نظام ديمقراطي، ويُوضَع دستور جديد، كما يجب أن يكون هذا النظام ممثلا لكل الأطياف السياسية، فالجميع يعلم أن المجتمع السوري هو مجتمع فسيفسائي يتضمن العديد من الطوائف والأديان، لذلك كانت زيارة وزير الخارجية زيارة مهمة جدا.
وأضاف رئيس مجلس الأعيان في اللقاء، أن الصفدي حمل أيضا رسالة تدين توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها، وأن على مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
وحول سبب تأخر زيارة الصفدي إلى سوريا أوضح الفايز، أن السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، هي سياسة مبنية على التوازن والتشاور مع الأشقاء العرب، في دول الخليج العربي ومصر والعراق وغيرهم، وذلك حول مختلف القضايا العربية لتوحيد المواقف، ولهذا أُوصِلَت رسالة موحدة وبالإجماع إلى الإدارة السورية الجديدة، لذلك لم تتأخر زيارة الصفدي لسوريا، وجاءت بعد التنسيق مع الأشقاء في الدول العربية.
يشار إلى أن اجتماع العقبة ضم أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية، التي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، بحضور وزراء خارجية قطر والإمارات والبحرين وتركيا، إضافة إلى الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة حول سوريا، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والمبعوث الأممي لسوريا.
وأكد الفايز خلال اللقاء على أن العلاقات الأردنية السورية علاقات تاريخية قائمة منذ إمارة شرق الأردن ومبنية على الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين بعيداً عن النظام، مشيرا أيضا إلى قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين القائمة منذ بداية القرن الماضي.
وأوضح أن مخرجات اجتماع العقبة الذي عقد قبيل سقوط نظام بشار الأسد بليلة لم تتغير، فالذي تغير هو النظام فقط، لقد كان الهدف من اجتماع العقبة بحث الأزمة السورية، وأن يأتي الحل الأول من بشار الأسد، وأن يكون هناك تعاون من قبله، مثلما دعا الرئيس أردوغان قبل حوالي سنة، عندما دعا بشار الأسد إلى الاجتماع لإيجاد حل للأزمة السورية، لكن النظام لم يلتزم ولم يستجب لذلك، فالنتيجة هي أنه لا تزال مخرجات اجتماع العقبة سارية المفعول، فهي تؤكد ضرورة حل الأزمة السورية، ولا نريد أن تستمر الأزمة مع الإدارة الجديدة، مضيفا الفايز "للأسف الحكومة الحالية من لون واحد، وتهيمن على الوضع في سوريا، لكن الشرع يقول إن هذه مرحلة انتقالية، وبعد ثلاثة أشهر سيكون هناك مؤتمر وطني يتمخض عنه، أو يفضي إلى ما هو غير معروف حتى الآن، سواء كانت هناك انتخابات لمجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب السوري، أم سيكون هناك دستور جديد يُعتمد قبل ذلك".
وأكد الفايز على أهمية أن تجرى انتخابات برلمانية في سوريا، باعتبار أن مجلس النواب هو من يقر الدستور، وإذا وضع دستورا جديدا من قبل المؤتمر الوطني يجب أن يكون هناك استفتاء عليه، ومن ثم تجري انتخابات برلمانية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، بحيث يتم تمثيل جميع أطياف المجتمع السوري، متمنيا أن يكون مجلس نواب ممثلاً لكل أطياف المجتمع.
وحول طبيعة النظام القادم في سوريا، هل يكون نظام رئاسي أم نظام برلماني؟ قال رئيس مجلس الأعيان إن هذا يعتمد على قرار الشعب السوري، لكن أعتقد وهذا رأيي الشخصي أن النظام الرئاسي هو الأفضل، وأن يُنْتَخَب الرئيس من قبل الشعب السوري، ولو كان ذلك من طائفة معينة، سواء كان سنيا أو علويا، أو من أي طائفة أخرى، فالمهم أن يكون منتخباً من قبل الشعب، لذلك أرى أن النظام الرئاسي هو الأنسب لسوريا، وهذا هو رأيي الشخصي بلا شك.
وفيما يتعلق بتأثيرات وانعكاسات الوضع الراهن في سوريا على الأردن قال الفايز، إن سوريا جارة لنا وما يجري فيها سيؤثر حتما على الأردن، فإذا سادت الفوضى في سوريا سيكون لذلك تأثير فينا، أما إذا ساد الأمن والاستقرار، فسوف يكون لذلك انعكاسا إيجابياً، كما أن سوريا تمثل بالنسبة للأردن وضعا خاصا، فهناك بعض الدول البعيدة عن سوريا، بينما جيرانها مثل العراق والأردن سيتأثرون بشكل مباشر بالوضع السوري، ومن الممكن أن يؤثر في دول أخرى بشكل غير مباشر، فإذا انتشرت الفوضى في سوريا سيكون هناك تأثير كبير ليس فقط على جيران سوريا، وإنما على المنطقة كلها.
وحول تغير النظام في سوريا والمعادلات الجيوسياسية الجديدة والتداعيات الناجمة عن هذا التغيير على المنطقة؟ قال الفايز علينا أن نعود إلى 7 تشرين الأول لنعرف ماذا حدث ولننظر ماذا كانت النتيجة، أن النتيجة وللأسف هي تدمير قطاع غزة، حيث سقط أكثر من 45 ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى والمصابين 100 ألف، هذا بالإضافة إلى الذين لا يزالون تحت الأنقاض.
وقال أيضا، لقد دُمّر اقتصاد غزة بالكامل والوضع فيها مأساويا، كما أن المقاومة وقدرات حماس الآن ليس كما كانت في السابق، صحيح هناك مقاومة، ونحن ندعم المقاومة ضد أي احتلال إسرائيلي، لكن المقاومة في غزة وصلت الآن إلى مرحلة لا تشبه المرحلة السابقة.
وأضاف " إذا نظرنا إلى حزب الله فعندما دخل في الحرب مع إسرائيل، أدى ذلك إلى احتلال جزء من الجنوب اللبناني، مما تسبب في دمار كبير، كما أن خط الإمداد الرئيسي للأسلحة إلى حزب الله الذي كان يمر عبر سوريا قد توقف الآن، وتأثير الهيمنة الإيرانية على المنطقة قد تراجع، وللأسف فإن الهيمنة الحالية في المنطقة هي لإسرائيل، التي تحتل اليوم غزة وجزءا من جنوب لبنان، والآن يحتلون أراض في سوريا وما تبقى من هضبة الجولان، وسيطروا على منابع الأنهار في سوريا وهذا تطور خطير، مبينا أن هذه هي النتيجة للأسف التي حصلت بعد أحداث تشرين الأول.
وفيما يتعلق بتهريب المخدرات من الجانب السوري للأراضي الأردنية، وهل انتهت بوجود الإدارة السورية الجديدة، أم أنه من الممكن أن تستمر، قال الفايز أن وراء تهريب المخدرات شبكات خطيرة ومدعومة من قبل النظام السوري السابق، وبالتالي لا أستطيع أن أقول إنها انتهت، لكن أشير هنا إلى أن النظام السوري كان أكبر مصدر على مستوى العالم لحبوب الكبتاغون، فسوريا تنتج 80% من الإنتاج العالمي؟ نعم 80% من الإنتاج العالمي، وكانت شبكات تهريب وصناعة المخدرات تُدرّ عائدات على الدولة السورية، وعلى الميليشيات الموجودة فيها، حوالي ستة مليارات دولار إلى سبعة مليارات دولار سنويا، لكن إذا سيطرت الحكومة الجديدة على كافة الأراضي السورية، اعتقد أن مشكلة تهريب المخدرات ستنتهي، وإن لم تنته، فإن التأثير سيكون أقل بكثير مما كان عليه قبل سقوط النظام.
وردا على سؤال يتعلق بإمكانية أن يكون هناك اعتراف إقليمي ودوليا بالنظام الجديد في سوريا، قال الفايز للنظر الآن فغالبية الدول الغربية أرسلت ممثلين عنها، وتواصلوا مع أحمد الشرع، كما أن الدول العربية بدأت أيضًا بإرسال وفود، ولكن المهم حتى يكون هناك اعتراف دولي بالنظام السوري الجديد، هو أن تترجم الأقوال التي تؤكدها الإدارة الجديدة إلى أفعال، فالشرع يقول إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لمدة ثلاثة أشهر، ثم سيكون هناك كما ذكرت مؤتمرا وطنيا يُفضي إلى انتخابات، إضافة إلى وضع دستور جديد، لذلك نرجو أن تكون الأفعال أقوى من الأقوال.
وحول إمكانية عودة اللاجئين السوريين، بين الفايز إن الأردن واجه تحديات على مدى هذه السنوات الماضية ومنذ أن اندلاع الانتفاضة في سوريا في عام 2011، وما تلا ذلك من أحداث يمكن وصفها بأنها كانت حروبا أهلية في الحقيقة، وبناء على ذلك وصلت أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين إلى المملكة، وعانت المملكة من هذا العدد الهائل.
وبين الفايز أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون طوعية، وأشار إلى أنهم سيعودون ولديهم الاستعداد للعودة، لكن الوضع الآن في سوريا لا يزال ضبابيا، حيث لا يوجد حاليا أمن واستقرار في سوريا، والوضع الاقتصادي سيئ، لذلك اعتقد أنه بالوقت الراهن لن يعود كثير من اللاجئين السوريين، إلا بعد أن يستقر الوضع، ويشعر الناس أنهم في حالة من الأمن والأمان، ويستطيعون إيجاد فرص العمل لهم، فهم في الأردن يعملون ويتلقون مساعدات من الأمم المتحدة، كما أنه حتى الآن الحكومة الجديدة لم تفرض سيطرتها على كامل التراب السوري، وهناك مشكلات قائمة، كما أن هناك أفراداً من النظام السابق قد يحاولون زرع الفتنة والفوضى في سوريا، ولهذا أعتقد أن جميع هذه الأمور ستكون محل تفكير لأي لاجئ قبل اتخاذ قرار العودة إلى سوريا.
وأشار الفايز، إلى أن اللاجئين السوريين في الأردن هم ضيوف على الأردن، وأغلبهم يعيش بين المواطنين في مختلف المدن الأردنية، مضيفا أن اللاجئين السوريين يؤكدون ذلك، مستشهدا بحديث أحد شيوخ العشائر السورية، عندما صرح لوسائل إعلام بأنهم في الأردن ضيوف وليس لاجئين، وقدم شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الأردني على الاهتمام بهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وحول التخوفات من أن تتكرر تجربة العراق في سوريا بعد سقوط النظام العراقي، والتي أدت إلى حل الجيش العراقي وانتشار الطائفية والمحاصصة، وعمليات الاجتثاث والقتل الطائفي وغيرها من الأمور؟ قال الفايز عندما نتحدث عن الحكم في العراق بعد سقوط النظام، نجد أن بريمر هو الذي تولى الأمور، وحل الجيش العراقي، وكانت تلك غلطة كبيرة، بل جريمة في حق الشعب العراقي، لأن الجيش الوطني العراقي كان بإمكانه أن يحافظ على وحدة وسلامة أراضي العراق، مبينا أن جلالة الملك عبدالله الثاني قد نصح بوش الابن عندما كان رئيسا لأمريكا، بعدم حل الجيش العراقي وعدم الإضرار بالبعثيين فأغلبهم كان مجبراً على الانتساب إلى لبعث "مجبرا أخيك لا بطل"، وهم الذين يسيرون أعمال مؤسسات الدولة العراقية، لكن للأسف بريمر دمر مؤسسات الدولة، وحل الجيش العراقي، وهذا ما أدى إلى الفوضى لاحقًا.
وقال في سوريا الآن لا يوجد بريمر، ومن الممكن أن يكون للأتراك دور كبير في العملية السياسية في سوريا، لكنني أعتقد أن الأتراك ليس من مصلحتهم أن تكون هناك فوضى في سوريا، رغم وجود الكرد الذين ترى تركيا أن لهم تأثيراً على أمنها القومي، فمن مصلحة تركيا عدم وجود فوضى في سوريا، أمن سوريا واستقرارها يشكل عاملاً آمن للجميع وخاصة لجيرانها، لذلك لا أعتقد أن لتركيا أطماعا في حمص، أو في الشمال السوري، وهم يؤكدون وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وفيما يتعلق بالتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية وهل تستغل إسرائيل الوضع الحالي في سوريا، وتحده فرصة لها؟ قال الفايز للأسف أن الأحداث كلهم التي جرت بعد السابع من تشرين الأول أدت إلى هيمنة إسرائيلية، فإسرائيل الآن وصلت داخل الأراضي السورية إلى مناطق تقع على بعد 20 كيلو مترا عن دمشق، وقام الجيش الإسرائيلي بتدمير ما تبقى من الأسلحة السورية بهدف إضعاف سوريا، فكما نرى فإن العدوان الإسرائيلي الشرس يستهدف جميع مقدرات الدولة السورية.
وحول مخاوف الأردن من تمدد الإرهاب، نظراً لأن هذه الجماعات التي استولت على السلطة في سوريا لديها ماض مثير للجدل وعلاقات مع المنظمات التي أُدْرِجَت ولا تزال مدرجة كمنظمات إرهابية؟ أكد الفايز دائما ما يكون موضوع الإرهاب بالنسبة إلينا موضوعا مهما، وجلالة الملك عبدالله الثاني يتصدى بقوة لقوى الإرهاب والتطرف وسياسات جلالته موجهة نحو محاربة الإرهاب، بالتعاون مع إخواننا العرب والمجتمع الدولي.
وأضاف "أن شغلنا الشاغل دوما هو منع وقوع أي عملية إرهابية في الأردن"، مؤكدا أن الأردن دولة قوية بمؤسسة العرش ومؤسساتها المدنية والعسكرية المتينة والقوية، وقوية بوعي شعبها، ومن يقول غير ذلك، أو يعتقد خلافه، فإنه لا يعرف الأردن جيدا، مبينا أن الأردن واجه تحديات عصيبة منذ عام ١٩٢١ وتجاوزها، بحكمة ملوكنا الهاشمين، وقد تخطى الأردن الربيع العربي أيضا بحكمة وحنكة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف "أنني متفائل بمستقبل المملكة الأردنية الهاشمية، والشعب الأردني شعبا واع، ويدرك التحديات التي تواجهه، وكما يقول المثل الشعبي "عند الحزن والله"، فإن كافة الشعب يقف خلف الملك، لذلك أنا مطمئن على الأردن، وسنتجاوز التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة، بحكمة وحنكة جلالة الملك، ووعي الشعب الأردني ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة.
وفيما إذا كان رئيس مجلس الأعيان يفكر في زيارة دمشق بشكل رسمي أو كوفد برلماني؟ قال الفايز الآن هذا الأمر سابق لأوانه، وعندما يكون هناك مجلس نواب، قد تحدث الزيارة في المستقبل.
وبخصوص أي مبادرة أردنية لعقد قمة عربية مصغرة حول سوريا نناقش الوضع الجديد فيها، أشار الفايز إلى اجتماع العقبة الذي عقد حول سوريا، أرسل رسائل مهمة إلى الحكم الجديد في سوريا، وإذا كان هناك مؤتمر عربي قريب، فاعتقد أنه سيتناول موضوع القضية الفلسطينية، مبينا أن موضوع القضية الفلسطينية يهمنا في الأردن، ومن الضروري أن يكون لنا كعرب موقف واحد بخصوصها، يتم طرحه وتبنيه أمام الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، التي لا نعرف حتى اللحظة ماذا ستطرح من حلول للقضية الفلسطينية، مؤكدا بذات الوقت، على ضرورة أن يكون هناك أيضا، موقف عربي قوي لدعم جهود جلالة الملك لإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وحول ما يجري الحديث عنه بشكل خاص في الصحافة الغربية عن المخاوف الأردنية، من خطط الإدارة الأمريكية القديمة والجديدة بخصوص الحلول المطروحة كصفقة القرن التي طرحها ترامب خلال رئاسته الأولى، بين الفايز أن صفقة القرن التي طرحت سابقا كانت تمنح إسرائيل حق الاستحواذ على 75% من أراضي فلسطين التاريخية، إضافة إلى حكم ذاتي للفلسطينيين على ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية، التي تبلغ تقريبا خمسة وعشرين بالمئة من الأراضي الفلسطينية الكلية، وأن تكون هناك صلاحيات للسلطة الفلسطينية أقل من الصلاحيات الحالية التي هي شبه معدومة أصلا، كما أنه وبموجب الصفقة سيُقَسَّم الأراضي الفلسطينية المتبقية إلى كانتونات، أي دولة مقطعة الأوصال، طبعا جلالة الملك عبدالله الثاني رفض بقوة الخطة أو الصفقة، حيث كان المطلوب من جلالته أن يضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية للأردن، كما أننا في الأردن لا نستطيع أن نتحمل العبء السكاني لأربعة ملايين فلسطيني.
وأكد الفايز، إن مواجهة أي تسوية للقضية الفلسطينية على غرار خطة كوشنر أو صفقة القرن السابقة، يتمثل بدعم عربي لجهود جلالة الملك ومساعيه المتواصلة للتصدي لأية تسوية للقضية الفلسطينية على حساب الثوابت الأردنية والأردن، مبينا أيضا أن إفشال أي صفقة من هذا النوع يكمن في تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه ويستمر بالمقاومة.
وقال إذا افترضنا سيناريو حدوث الضم، أعتقد أنه لن يقبل أبو مازن أن يبقى في الضفة الغربية، وستنهار السلطة الفلسطينية، فهل عند ذلك تستطيع إسرائيل أن تتحمل عبء أربعة ملايين فلسطيني؟ مؤكداً الفايز على أن الشعب الفلسطيني شعب مجاهد، وسيستمر في المقاومة حتى يحصل على حقوقه التاريخية والمشروعة، لذلك يجب أن يدرك المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وإسرائيل، إنه لا يمكن كسر شوكة الشعب الفلسطيني، فهو شعب مجاهد ومقاوم.
وبين الفايز أننا في الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نؤكد دائما، على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، ونؤكد عدم قبولنا بالعدوان الإسرائيلي على أي أرض عربية، لذا ينبغي أن تكون هناك مقاومة مستمرة، ونحن سندعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحصول على حقوقه المشروعة.
وحول التهديدات التي أطلقها ترامب كجزء من حملته الانتخابية المثيرة للاهتمام، وأن هناك مشروع أمريكياً حسب ما ذكر ترامب، يدعي أن الأراضي الإسرائيلية صغيرة، وتحتاج إلى التوسع، وهل يشمل هذا التوسع فقط الأراضي الفلسطينية التاريخية، أم أنه قد يمتد ليشمل الأردن أيضا؟" أكد رئيس مجلس الأعيان، على أن صوت جلالة الملك عبدالله الثاني مسموع في الغرب، فالغرب يستمع إلى ما يقدمه جلالته من نصائح لهم وللزعماء الغربيين، بحكم الاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالة أينما ذهب.
كما أن جلالته قد قام مؤخرًا بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التقى أعضاء في الكونغرس الذين يسيطر عليه الجمهوريون حاليا، والذي يحظى فيه جلالته بالاحترام، كما أعتقد أيضا أن جلالته وخلال الزيارة قد التقى بعض أفراد الطاقم الجديد لفريق ترامب، فجلالة الملك يسعى دائما من خلال هذه الزيارات تحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وقال الفايز، قد تتغير المواقف والتصريحات بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد ترامب، وسيكون هناك تغيير في المفاهيم الموجودة حاليًا في أذهانهم.
وأكد أنه إذا كان هناك دعم لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، من قبل إخواننا في دول الخليج والعرب عموما، في مساعي جلالته لإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية، فإنني أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
وحول استمرار ثبات الموقف الأردني المعروف حول حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؟ أكد الفايز على ثبات الموقف الأردني وقال "بالطبع إن موقفنا ثابت" لكن ما سيُطْرَح لاحقا لا نعلمه حتى الآن، وبعد أن يتم الطرح نستطيع حينها أن نقيم الموضوع، كما أن جلالة الملك سيقيم الموضوع أيضا مع إخوانه في العالم العربي، وسنسعى للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.