أخبار اليوم - مع دخول فصل الشتاء، تبرز معضلة التدفئة المدرسية داخل الغرف الصفية في المدارس الحكومية بمحافظة الكرك، فالإبقاء على استخدام وسائل التدفئة التقليدية والمتمثلة بـ«مدافئ الكاز» في غالبية المدارس لا يكفي، بالإضافة لأثارها السلبية على صحة الطلبة والمعلمين. يأتي ذلك رغم تأكيد الإدارات التربوية في المحافظة بملاءمة أوضاع التدفئة في مدارس من حيث العدد والصلاحية لتأدية الغرض وتوفير عناصر السلامة العامة.
وتحمل عملية استخدام المدافئ و تخزين مادة الكاز في المدارس مخاطر، جراء ما قد ينتج عنها من حوادث حريق او اختناق علاوة على تكاليف الصيانة وتوفير الوقود، فان الحاجة ملحة لاستخدام الوسائل الحديثة في تدفئة المدارس التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة. ويرى أولياء أمور ومهتمين بالشأن التربوي في الكرك تحدثوا الى «الرأي» ان العديد من طلبة المدارس خاصة في مناطق المحافظة النائية يحضرون إلى مدارسهم بثياب لا تقي أجسادهم برد الشتاء، لينشدوا الدفء في مدارسهم، الا ان تواضع أنواع وسائل التدفئة في المدارس يحرمهم ذلك.
ويقول ولي الأمر محمد خالد انه على الرغم من ان مسؤولية توفير التدفئة وتهيئة الأجواء الدراسية الآمنة والصحية للطلبة في مدارسهم تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، الا ان الطلبة يشكون من البرودة داخل الصفوف اما لعدم وجود مايكفي من مدافئ او لحاجة المتوفر لإصلاح لتحسين قدرتها،فيما بعضها الأخر لا يعطي التدفئة المطلوبة خاصة في الغرف الصفية المتسعة، متسائلا كيف لمدفأة واحدة في غرفة صفية بمساحة تزيد عن (30) مترا ان توفر الدفء ل (35) طالبا.
وأشارت ولي الأمر أم مهند إلى أنها وكغيرها من الأمهات تضطر في الأيام شديدة البرودة، تغييب أطفالها في المرحلة الأساسية عن المدرسة خشية من الإصابة بنزلات البرد، وقالت ان دوام المدارس أو عدمه في أيام البرد الشديد سيان ففي حين يصعب على الطلبة استيعاب ما يشرح لهم في هكذا ظروف، فانه لا تكون لدى المعلم او المعلمة المقدرة على تقديم الحصة كما ينبغي.
من جانبه قال رئيس مجلس التطوير التربوي لشبكة مدارس الكرك والمرج الدكتور نايف محادين، ان تدفئة المدارس ليست رفاهية وإنما ضرورة ملحه لتوفير بيئة تعليمية مريحة وآمنه للطلبة.
وبين انه من خلال الزيارات التفقدية للمدارس اتضح ان النسبة العظمى من المدارس تستخدم مدافئ الكاز بشكل رئيسي بالرغم من عدم مأمونيتها وكلف صيانتها التي تشكل أعلى من ثمنها بالنظر لأعطالها الكثيره، وتابع على الرغم من ان الوزاره تعمل جاهدة على حل هذه المشكله الا ان البنى التحتيه بالمدارس غير مؤهلة بالشكل المطلوب، خصوصا وأن بعض الغرف الصفية كبيرة وبحاجة لأكثر من صوبه وتزداد الخطورة في هذا النوع من التدفئة في صفوف رياض الأطفال والتمهيدي والصفوف الأولى.
ودعا الوزارة لتبني فكرة استخدام الطاقة البديلة واستخدام المكيفات وإيجاد شراكة مع القطاع الخاص للمساهمة في توفير التمويل المالي لتدفئه المدارس وكذلك الاستفادة من الوقف التعليمي وحفز المجتمع المحلي بهذا الجانب وهو الأمر الذي قال ان مجلس التطوير يعمل عليه.
وبين رئيس مجلس التطوير التربوي في لواء القصر شمال الكرك رعد المجالي، أن النسبة الأكبر من المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم في اللواء وعدده (74) مدرسة منها (19) مدرسة مستأجرة تعتمد على مدافئ الكاز ذات نوعية غير ملائمة، وأكد أن بعض المدافئ التي تورد للمدارس ليست ضمن المواصفات السليمة.
وأوضح ان المدارس بمبانيها المستأجرة و القديمة، لا تسمح بتركيب انظمة التدفئة الحديثة الآمنة والموفرة للكهرباء وفي ضوء ذلك، الحاجة باتت ماسة لادامة صيانة المدارس ومدها بوسائل التدفئة الكافية باعتماد المكيفات باستخدام الطاقة الشمسية لتشغيلها.
وقال رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة الكرك علي الضمور ان وسائل التدفئة المعتمدة في مدارس المحافظة والتي يزيد عدها عن (300) مدرسة غير ناجعة ولا تؤدي الغرض المطلوب منها خصوصا في ظل اكتظاظ الطلبة داخل غرف صفية ضيقة.
وأشار إلى ان المجلس لا يتوانى عن تخصيص مبالغ مالية ضمن موازنته السنوية لقطاع التربية والتعليم لغاية إقامة أبنية مدرسية وإضافات صفية وأجراء أعمال صيانة لمرافق الأبنية القائمة، لافتا إلى انه وضمن موازنة العام الحالي تم رصد مليون ونصف المليون انفق أكثر من نصفها لإعمال الصيانات المدرسية لتوفير الظروف التعليمية المناسبة.
وبين انه سابقا وبحسب تعليمات وزارة التربية والتعليم لم يكن يسمح للمجلس بتخصيص أية مبالغ لتركيب أنظمة شمسية للمدارس قبل ان يتم ذلك مؤخرا حيث سيبدأ المجلس برصد المخصصات لهذه الغاية بموازنة العام 2026،الا انه استدرك بالقول ان تحقيق هذا المشروع بالشكل الأمثل لتغطية كافة المدارس لا يمكن الا بإقامة مزارع للطاقة الشمسية في عدة مناطق المحافظة،مبديا استعداد المجلس للمساهمة بتمويل جزء من تكليف إنشائها.
من جانبه، قال مدير التربية والتعليم للواء قصبة الكرك سامر المجالي، ان أوضاع التدفئة في مدارس المحافظة مناسبة، وتم توزيع المحروقات على جميع المدارس لتغطيه حاجاتها، مشيرا إلى كفاية أعداد المدافىء الموجودة في كافة مدارس التابعة للمديرية وعددها (120) مدرسة من بينها (12) مدرسة مزودة بالتدفئة المركزية فيما هناك (5) مدارس تعمل بأنظمة الطاقة الشمسية تم تركيبها بتمويل من الوزارة وتبرع من القطاع الخاص.
وأضاف ان غالبية المدافئ الموجودة في المدارس جيدة مؤهله للاستخدام اذ تم أجراء أعمال الصيانة المطلوبة لها، كما تم استبدال المدافئ القديمة وغير القابلة للإصلاح، بأخرى جديدة هذا بالإضافة إلى التأكد من صلاحيات خزانات حفظ الوقود وبعدها عن أماكن تواجد الطلبة وتأمينها بسياج يمنع الاقتراب منها مع التأكيد على الإدارات المدرسية بعدم السماح للطلبة التعامل مع المدافئ من حيث نقلها من أمكانها او تعبئتها بالكاز بحيث يتولى المستخدم في كل مدرسة هذه المهمة.
وتابع ان المديرية في أطار حرصها على سلامة الطلاب وسلامة المواقف الصفية، على استعداد لتقبل اية شكاوى بشان أمور التدفئة في المدارس لمعالجتها على الفور، كما تولي المديرية الاهتمام اللازم لصيانة الأبنية المدرسية بتمويل مشارك من موازنة الوزارة واللامركزية بقيمة وصلت هذا العام قرابة (350 ألف دينار).
ومن ناحيتها أوضحت مديرة التربية والتعليم للواء القصر شمال الكرك زاهرة بني عطية، ان أمور التدفئة في مدارس اللواء جيدة، حيث المدافىء متوفرة في كافة المدارس، وتم توزيع (195) مدفأة جديدة إضافة إلى اجراء أعمال صيانة للمدافئ الموجودة وخزانات الوقود.
الرأي